صورة أرشيفية لمعبر البوكمال الحدودي بين العراق وسوريا
صورة أرشيفية لمعبر البوكمال الحدودي بين العراق وسوريا

تقوم السلطات العراقية في بغداد وكذلك إدارة إقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي باعتقال وترحيل اللاجئين السوريين بشكل تعسفي إلى بلادهم، حسبما قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، الخميس.

من مقرها في نيويورك، قالت المنظمة الحقوقية الرائدة إنها وثقت حالات قامت فيها السلطات العراقية بترحيل سوريين على الرغم من أن لديهم إقامة قانونية أو أنهم مسجلون لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

وأفادت تقارير بأن السوريين تم اعتقالهم خلال مداهمات على أماكن عملهم أو في الشوارع، وفي حالتين بمكاتب الإقامة أثناء محاولتهم تجديد تصاريحهم.

ووفقا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يستضيف العراق ما لا يقل عن 260 ألف لاجئ سوري، يقيم قرابة 90 في المئة منهم في إقليم كردستان شمالي العراق. ويقيم زهاء 60 في المئة منهم في مناطق حضرية، بينما يقيم الباقون في مخيمات اللاجئين.

هيومن رايتس ووتش تحدثت إلى سبعة سوريين في أربيل وبغداد في الفترة بين 19 و26 أبريل الماضي، كان يجري ترحيلهم، بينهم أربعة في مطار أربيل في انتظار وضعهم على متن رحلة جوية.

وفي السياق قالت، سارة صنبر، الباحثة المتخصصة في شؤون العراق في هيومن رايتس ووتش، إن المنظمة لم تتمكن من تحديد العدد الإجمالي للسوريين المرحلين.

وذكرت المنظمة أن عمليات الترحيل جعلت السوريين في العراق يعيشون في خوف.

وأضافت صنبر أنه "من خلال إعادة طالبي اللجوء قسرا إلى سوريا، فإن العراق يعرضهم للخطر عن عمد".

ولم يرد متحدث باسم الحكومة العراقية حتى الساعة على طلبات التعليق التي أرسلتها الأسوشيتد برس.

كما زادت السلطات العراقية من العراقيل أمام السوريين للبقاء بشكل قانوني في البلاد.

فقامت حكومة إقليم كردستان العراق، بناء على طلب بغداد، بتعليق إصدار تأشيرات دخول للمواطنين السوريين، في إطار جهود أوسع لتنظيم العمالة الأجنبية في العراق، ما حد من قدرة السوريين على دخول إقليم كردستان للعمل أو اللجوء.

وتوظف العديد من الشركات في العراق عمالا سوريين دون تسجيلهم قانونيا، ما يجعلهم يعملون لساعات طويلة مقابل أجور منخفضة.

وتتطلب القواعد الجديدة في إقليم كردستان العراق من الشركات تسجيل العمال السوريين، وسداد اشتراكات الضمان الاجتماعي لهم. إلا أن بعض الشركات تجبر موظفيها على دفع نصف رسوم الضمان الاجتماعي من رواتبهم.

وقال عامل سوري في إقليم كردستان للأسوشيتد برس إن رسوم الحصول على تأشيرة لمدة شهر واحد للسوريين تبلغ 150 دولارا، ويمكن تمديدها لمدة تصل إلى عام، مشترطا تكتم هويته خشية ترحيله.

وأضاف أنه يجب الآن على السوريين التسجيل برقم الضمان الاجتماعي الذي يوضح أن صاحب العمل يسددها عنهم، وإلا فلن يتمكنوا من تجديد تأشيراتهم.

وفي بغداد، تبلغ تكلفة تأشيرة العمل لمدة عام والتي تصدر بشرط وجود رقم الضمان الاجتماعي، 2000 دولار.

وتضغط الدول المضيفة التي آوت اللاجئين السوريين بشكل متزايد من أجل عودتهم إلى ديارهم، حيث توقفت إلى حد كبير الحرب في بلادهم، بينما ترى الأمم المتحدة وجماعات حقوقية أن العودة إلى سوريا لا تزال غير آمنة.

وقالت هيومن رايتس ووتش إنه ورد في يوليو 2023 تعرض العائدين من العراق للتعذيب في مراكز احتجاز تابعة للاستخبارات العسكرية السورية، وتجنيدهم قسرا في الخدمة العسكرية.

طعام مجاني للناس في رمضان بالعاصمة العراقية بغداد
مطبخ الخيرات أسس من قبل نحو ألف عام في العراق

يعود تاريخ مطبخ الخيرات في بغداد إلى قرون مضت، وهو يواصل تقديم وجبات الطعام للمحتاجين مع وصفة حساء خاصة يعتقد عراقيون أنها شفاء للقلوب والنفوس.

وبفضل جهود متواصلة من المتطوعين في طهي وتقديم وجبات الإفطار خلال شهر رمضان، صار مطبخ الخيرات مؤسسة تجذب حشودا من الزوار والصائمين.

قبل نحو ألف عام، أسس الشيخ عبد القادر الكيلاني مطبخ الخيرات، حيث كان يُعدّ ويوزع الحساء على طلاب مدرسته الدينية، وكذلك على الفقراء والمسافرين.

وقال سعد جاسم (67 عاما)، الذي يعمل طباخا بمطبخ الخيرات منذ 32 عاما، لتلفزيون رويترز "بالنسبة إلى مطبخ الخيرات، خاصة شوربة (حساء) الشيخ عبد القادر الكيلاني، من عهده هذه الشوربة موجودة. كان يطبخ لطلابه. حوالى 900 سنة هذه الشوربة موجودة. نحن في رمضان نعمل لونها أصفر لكن هي أصلها بيضاء. بهذه القدر نعملها في رمضان، نطبخ العدس، الوزن يكون 100 كيلو لحم و80 كيلو عدس".

وأضاف "بالنسبة للطبخ، في هذا مطبخ الخيرات، بالدرجة الأولى نعتمد على مساعدات الناس والنذور والتبرعات إن كان عربي أو أجنبي أو عراقي. وفي حالة أصبح لدينا نقص بالمواد السيد خالد الكيلاني والسيد عفيف (مسؤولا إدارة مقام الشيخ عبد القادر) يجهزان المطبخ بالمواد كافة".

ومع مرور الوقت، صار لهذا الحساء أهمية بالغة إذ يتوافد الناس من جميع الخلفيات للاستمتاع بفوائده، معتقدين أنه "مباركة من الله".

وقال المواطن العراقي خلف سلمان في أثناء وقوفه في طابور للحصول على حصته "هذه الشوربة العالم كله يتبارك بها. شوربة أبو صالح (الشيخ عبد القادر) الصغير ياكل منها، الكبير يتشافى. اني عمري سبع سنوات وآتي آخذ شوربة من أبو صالح. والفقير والغني ياخذ منها، الكل ياكل منها خير من الله".

وقال الشيخ يلماز يوسف إمام وخطيب جامع الشيخ عبد القادر الكيلاني (الحضرة القادرية) "عندما تولى الشيخ عبد القادر الكيلاني سنة 511 هجرية، بعد وفاة شيخه أبو سعيد المخرمي، تولى إدارة المدرسة علميا وعمليا وماليا. نستطيع القول (إن) جميع المؤرخين ذكروا أن الشيخ عبد القادر كان يطعم الطعام للفقراء والمساكين وابن السبيل والأيتام".

وأضاف "سنة 527 إلى يومنا هذا تقريبا، يصل إلى 937 سنة أو أقل بقليل أو أكثر، فهذا يعتبر أقدم مطبخ خيرات في العالم الإسلامي بلا منازع. ينتفع منه الفقير بالدرجة الأولى، والمحتاج وابن السبيل والمسافرون. ينتفع منه الطبقة الأخرى الذين يطلبون التبرك والشفاء به. وهذه من الأمور المجربة، لا سيما في الشوربو منذ أيام أجدادنا الى يومنا هذا. هذا الشي مجرب".

ومع اقتراب غروب الشمس ووقت الإفطار، يتوافد العراقيون على ساحة الجامع الذي يضم ضريح الشيخ عبد القادر الكيلاني، حيث يستمتعون بوجباتهم الغذائية وبالأجواء المميزة.

وقال الزائر محمد ماهر "أجواء رمضانية جميلة هنا، بحضرة الشيخ عبد القادر الكيلاني الناس متجمعة وجالبين معهم إفطارهم. والناس متباركة هنا، يكملون الفطور ويصلون التراويح وأجواء رمضان تكون جميله في الفطور وصلاة التراويح، بعدها السحور والحمد لله".