بلينكن يغادر في مروحية عقب لقاء السوداني - صورة أرشيفية.
بلينكن يغادر في مروحية عقب لقاء السوداني - صورة أرشيفية.

بحث وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، محادثة مع رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، الجهود المبذولة لتعزيز الاستقرار الإقليمي، في ظل التوترات المتفاقمة بالمنطقة.

وتوعدت إيران إسرائيل بالرد بعد مقتل رئيس المكتب السياسي لحماس في طهران، كما توعد حليفها حزب الله بالرد على مقتل القائد العسكري البارز، فؤاد شكر، بغارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت نهاية يوليو الماضي.

ولم تؤكد إسرائيل ضلوعها في مقتل هنية، في حين أكدت مقتل شكر في عملية عسكرية. 

وقال نائب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، فيدانت باتل: "تحدث وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، اليوم (الاثنين) مع رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، وناقش المتحدثان الجهود الدبلوماسية الجارية لتعزيز الاستقرار في المنطقة وأهمية تجنب التصعيد"، وفق بيان نشرته وزارة الخارجية الأميركية عبر موقعها. 

وأضاف "شدد الوزير بلينكن على أهمية تحمل العراق مسؤولية حماية المستشارين العسكريين التابعين للتحالف من هجمات الميليشيات الموالية لإيران".

وتابع "أعرب المتحدثان عن التزامهما بمواصلة التشاور معا بشأن قضايا المنطقة وتعزيز العلاقات الأميركية-العراقية".

وفي سياق متصل، قال مراسل موقع أكسيوس، باراك رافيد، الاثنين، نقلا عن مصدر إن بلينكن من المقرر أن يسافر إلى الشرق الأوسط، يوم الثلاثاء، وسط تصاعد التوترات في المنطقة.

وأضاف رافيد أن بلينكن يخطط لزيارة قطر ومصر وإسرائيل.

وتأتي زيارة بلينكن في وقت تتكثف فيه الجهود الأميركية لمنع تحول الصراع في غزة إلى حرب أوسع نطاقا في الشرق الأوسط بعد اغتيال هنية وشكر.

رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني
رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (أرشيفية)

قال رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، إنه "لم يعد هناك حاجة لوجود القوات الأميركية في العراق، بعدما نجحت في هزيمة تنظيم داعش"، لافتًا إلى أن بلاده لديها "القدرة" على التعامل مع العناصر المتبقية من التنظيم الإرهابي.

وأضاف السوداني خلال مقابلة مع وكالة "بلومبيرغ" الأميركية، نشرت الثلاثاء بعدما أجريت الأحد في بغداد، إن مبرر وجود القوات الأميركية في العراق "لم يعد موجودا"، موضحًا: "لا حاجة لوجود قوات التحالف الدولي. انتقلنا من مرحلة الحروب إلى الاستقرار. تنظيم داعش لم يعد يمثل تحديًا".

كما قال إنه يخطط للإعلان عن جدول زمني لعملية الانسحاب "قريبا".

وتنشر الولايات المتحدة حوالي 2500 جندي في العراق ونحو 900 في سوريا المجاورة، في إطار التحالف الذي أنشأته عام 2014 لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي.

وكانت وكالة رويترز قد نقلت عن عدة مصادر "مطلعة"، في السادس من سبتمبر الجاري، أن واشنطن وبغداد "توصلتا إلى تفاهم حول خطة انسحاب" قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة من الأراضي العراقية.

وأوضحت المصادر أن الخطة تتضمن خروج المئات من قوات التحالف بحلول سبتمبر من عام 2025، والبقية بحلول نهاية العام التالي.

وينتظر الاتفاق موافقة قيادة البلدين وتحديد موعد للإعلان عنه. وقال مسؤول أميركي كبير للوكالة: "توصلنا إلى اتفاق، وحاليا يتعلق الأمر فقط بموعد الإعلان عنه".

وكانت القيادة المركزية الأميركية "سنتكوم"، قد أعلنت نهاية الشهر الماضي، مقتل 15 عنصرا بتنظيم داعش في عملية نفذتها مع القوات الأمنية العراقية غربي البلاد.

واختتمت "سنتكوم" بيانها بالتشديد على أن "داعش يظل محل تهديد للمنطقة ولحلفائنا ولبلدنا، الولايات المتحدة"، مؤكدة أنها و"برفقة تحالفنا وشركائنا العراقيين، سنواصل الملاحقة الحثيثة لأولئك الإرهابيين".

وحول هذه العملية، قال السوداني لبلومبيرغ، إن دور القوات العراقية في مثل هذه المداهمات "كشف قدرتها على محاربة داعش بمفردها"، وأوضح: "يطاردونهم ويكشفون مواقعهم ويقتلونهم. هذا هو النصر الذي حققناه. هذا دليل على وصول الأجهزة الأمنية إلى مستوى من القدرات" التي سعى إليه الأميركيون والعراقيون.

وتطرق رئيس الوزراء العراقي أيضًا إلى العلاقات مع إيران، خصوصا مع اختيار الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان العراق ليكون محطته الخارجية الأولى.

وقال السوداني إن حكومته تحاول "استخدام علاقتها مع إيران والولايات المتحدة لتحسين العلاقات بينهما"، لكنه لم يوضح كيفية القيام بذلك.

وأكد أيضًا في حديثه أنه على ثقة بأن العراق والولايات المتحدة "سيواصلان التعاون في المسائل الأمنية والاقتصادية، حتى مع انسحاب القوات"، مشيرًا إلى أن نتائج الانتخابات المقبلة لن تغير هذا الأمر. وأوضح السوداني: "سنتعامل مع أية إدارة".

وتجري بغداد وواشنطن منذ أشهر مفاوضات بشأن التقليص التدريجي لعديد قوات التحالف في العراق، من دون الإعلان عن موعد رسمي لإنهاء مهمتها.

ومنتصف أغسطس الماضي، أعلن العراق إرجاء إعلان إنهاء مهمة التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، معللا ذلك بـ"التطورات الأخيرة" في ظل وضع إقليمي متوتر والخشية من التصعيد.

وأفادت وزارة الخارجية العراقية في بيان، بأن المباحثات ركزت خلال الأشهر الماضية على "تقييم خطر تنظيم داعش بهدف الوصول إلى موعد نهائي لإنهاء المهمة العسكرية لعملية العزم الصلب (الاسم الرسمي للتحالف)".