العراق يستقبل العام الدراسي الجديد

مع بدء العام الدراسي الجديد في العراق وإعلان وزارة التربية الانتهاء من الاستعدادات وتوفير جميع المستلزمات، يملأ الطلبة  الحماس والتفاؤل لبداية فصل جديد من التعلم والنمو.

الاستعدادات المكثفة التي يقوم بها الطلبة وأولياؤهم تعكس رغبتهم في تحقيق النجاح والتفوق الأكاديمي. ومع ذلك، يواجه العديد منهم، سيما طلبة الصفوف المنتهية في المرحلة الإعدادية، شعور الخوف سيما أثناء فترة الامتحانات، وبالتحديد امتحان "البكالوريا" (إنهاء المرحلة الثانوية) الذي يعتبره البعض "بعبعبا"، إذ تعتبر هذه المرحلة فاصلة وحاسمة في حياة الطالب وتحدد مستقبله الدراسي.

لست وحدك في مواجهة الامتحان!

التوتر أو القلق قبل الامتحانات إذا امتزج بالشك من القدرات، سيجعل الطلبة مضطربين ومشوشين وبالتالي تتبخر المادة الدراسية وتغيب المعلومات عن الذهن ويخسرون فرصة النجاح. 

يقول خبراء التنمية البشرية إن التكيّف والمثابرة، عاملان أساسيان من العوامل التي تساعد على تحقيق النجاح، وإن قدرة التكيّف تعني التأقلم مع الظرف والقيام بما يجب، أما المثابرة فهي التغلب على القلق والإرهاق والفشل.

ويؤكدون أنه من الصعب على الفرد تحقيق النجاح بمفرده مهما كانت طموحاته، فالنجاح يتطلب دعم ومساندة أشخاص آخرين. 

وبما أن الحديث هنا عن نجاح الطلبة في الامتحانات، يؤكد الكثير من خبراء التعليم أن على الطلبة الاعتماد على أفراد العائلة والأصدقاء وحتى الجيران، مشددين على دور المعلمين والمدرسين في مساعدة الطلبة لاجتياز الامتحانات وتحقيق النجاح المنشود.

تجارب عملية للتخلص من توتر الامتحانات

مدرس مادة الرياضيات، علي عبد الكريم البياتي، من محافظة ديالى العراقية، صاحب تجربة عملية باعتماد استراتيجية تخفيف شعور القلق من الامتحانات مع طلبته، يقول لموقع الحرة إن عدّة عوامل تزيد من حدة الشعور بالقلق عند الطلبة.

 فالقلق برأيه "ينبع من التفكير المستمر بضرورة الحصول على درجات عالية في الامتحانات، والحرص على تحقيق التفوق والنجاح، كذلك تقصير الطالب في ضبط المادة العلمية واستيعاب المعلومات الكافية لأداء الامتحان".

ويعزو البياتي أسباب ذلك إلى قصر فترة الدراسة، موضحا أن "السنة الدراسية في العراق قرابة ثمانية أشهر وتتخللها عطل رسمية بالعشرات، وهذه المدة بالتالي غير كافية لاكتساب الطالب المعلومات التي تؤهله لدخول الامتحانات الوزارية "البكالوريا".

تباينت آراء الطلبة بشأن الشعور بالقلق أثناء فترة الامتحانات سابقا، فالبعض أكد أنه قادر على تجاوز هذا الشعور، فيما أشار آخرون إلى تغلب هذا الشعور على سلوكهم ما أدى إلى الفشل في الامتحانات وإعادة السنة الدراسية.

فالطالب ليث علي من بغداد مثلا يقول إنه رغم تغلبه على الشعور بالقلق لكنه أشار إلى أنه تأثره بزملائه الذين شعروا بالتوتر من الامتحان كلما تحدث إليهم.

 أما الطالبة ملك أشارت إلى أن حالة التوتر والقلق من الامتحان كانت السبب وراء فشلها بتجاوز ثلاث مواد هي الرياضيات والفيزياء واللغة الإنكليزية، وأوضحت أن امتحان البكالوريا امتحان مصيري تعتمد عليه الدراسة الجامعية ويحدد مستقبلها المهني.

وأشار مدرس الرياضيات، البياتي، في حديثه إلى وجود تفاوت في مستويات استيعاب الطلبة في فهم المواد الدراسية، مؤكدا أن ضعف تواصل الطالب مع المدرس، وعدم استعداده استعدادا صحيحاً لأداء الامتحانات سيجعل من القلق شعورا مرافقا للطلبة حتى دخولهم قاعة الامتحان.

وفي سياق مساعدة الطلبة على التخلص من شعور القلق الذي يرافقهم قبل الامتحانات وخلالها، أشار البياتي إلى وجود تقصير في الجانب التربوي من قبل الكادر التعليمي والأهل والأصدقاء لتخفيف الضغط الذهني والنفسي عن كاهل الطلبة أثناء فترة الامتحانات.

كما شدد على أهمية تشجيع الطلبة وحثهم على النجاح وتحقيق الأهداف في المستقبل.

استراتيجية تخفيف حالة التوتر من الامتحانات

من الخطوات الأساسية التي اعتمدها البياتي في مساعدة طلبته لتخطي الشعور بالقلق ودخول الامتحانات بثقة، مرافقتهم حتى دخولهم قاعة الامتحان، وأكد أهمية أن يشعر الطالب بالارتياح والطمأنينة من خلال وجود المدرس إلى جانبه باستمرار.

كما أشار إلى أن المدرس بهذه الطريقة سيعزز من ثقة الطالب بنفسه ويلبي رغبة الطلبة في تأكيد المعلومات التي بحوزتهم.

يحذّر البياتي من قلة النوم أو ذهاب الطلبة إلى الامتحان دون أن أخذ قسط كافٍ من الراحة، مبينا أن أفضل فترة للنوم تبدأ الساعة التاسعة مساء وحتى الثالثة فجراً، فخلال هذه الساعات يساعد الجسم على إفراز هرمونات تعمل على تنشيط خلايا الذاكرة فضلا عن إراحة البدن والذهن من عناء ساعات القراءة.

يضيف البياتي أن التركيز على 50 في المئة من موضوع الدرس أفضل من ذهاب الطالب إلى الامتحان وذهنه متعب وجسده لم يأخذ القسط الكافي من النوم. ويشير إلى ضرورة الاهتمام بنوعية الطعام الذي يتناوله الطلبة أثناء فترة الامتحانات، مؤكدا أهمية الاعتناء بوجبة الفطور قبل التوجه إليها.

كما دعا الطلبة إلى ممارسة الرياضة أثناء فترة الامتحانات بوصفها أحد العوامل التي تزيد ثقة الطالب بنفسه، متحدثا عن نظام اعتمده مع طلبته أثناء فترة الامتحانات وهو مكافأة الطالب بخمس دقائق من الراحة بعد كل ساعة من القراءة، يمكنه خلالها تصفح الإنترنت أو مشاهدة التلفزيون أو الحديث مع الأهل أو ممارسة الرياضة، بهذه الحالة يحصل الطالب على نصف ساعة من الراحة خلال فترة دراسة تستمر لست ساعات.

نصائح أخرى قدمها تربويون بينهم البياتي للطلبة وهي السيطرة على التوتر والمحافظة على الهدوء والإيجابية والاسترخاء والدراسة بذهن صافٍ وتجنب المماطلة ومراكمة الدراسة وضرورة تخصيص وقت للراحة والترفيه والأهم من هذا كله الثقة بالنفس وبالقدرات وتحديد أهداف واضحة للمستقبل.

الإيزيدية المحررة وصلت إلى ذويها في شمال العراق
الإيزيدية المحررة وصلت إلى ذويها في شمال العراق | Source: @IsraelArabic

قال مسؤولون عراقيون وأميركيون إن شابة تبلغ من العمر 21 عاما اختطفها مسلحون من تنظيم داعش في العراق منذ أكثر من عقد تم تحريرها من قطاع غزة هذا الأسبوع في عملية سرية استغرق التحضير لها عدة شهور وشاركت فيها إسرائيل والولايات المتحدة والعراق.

وتنتمي الشابة إلى الأقلية الدينية الإيزيدية، التي يتركز معظمها في العراق وسوريا، والتي تعرضت لمقتل أكثر من خمسة آلاف من أفرادها واختطاف آلاف آخرين في حملة لتنظيم داعش في عام 2014 قالت الأمم المتحدة إنها شكلت إبادة جماعية.

وقال مدير مكتب وزير الخارجية العراقي سلوان سنجاري لرويترز إن الإفراج عنها تم بعد جهود استمرت لأكثر من أربعة أشهر بما تضمن عدة محاولات باءت بالفشل بسبب الوضع الأمني الصعب الناجم عن الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة.

وتم الكشف عن هويتها باسم فوزية سيدو. ولم تتمكن رويترز من التواصل معها بشكل مباشر للحصول على تعليق، وقال مسؤولون عراقيون إنها تحصل على قسط من الراحة بعد لم شملها مع عائلتها في شمال العراق.

وذكر مصدر مطلع أن مسؤولين عراقيين تواصلوا مع فوزية لشهور ونقلوا بياناتها إلى مسؤولين أميركيين رتبوا خروجها من قطاع غزة بمساعدة إسرائيل.

وليس هناك أي علاقات دبلوماسية بين العراق وإسرائيل.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه نسق عملية تحرير فوزية مع السفارة الأميركية في القدس ومع "جهات دولية أخرى".

وأضاف في بيان أن خاطفها قُتل خلال حرب غزة، ربما في غارة إسرائيلية، ثم فرت فوزية بعد ذلك إلى مخبأ داخل قطاع غزة.

وقال البيان "في عملية معقدة جرى تنسيقها بين إسرائيل والولايات المتحدة وجهات دولية أخرى، تم إنقاذها مؤخرا في عملية سرية من قطاع غزة من خلال معبر كرم أبو سالم".

وأضاف الجيش أن فوزية واصلت بعد دخولها إسرائيل طريقها إلى الأردن عبر معبر جسر الملك حسين وعادت من هناك إلى عائلتها في العراق.

ونشرت صفحة "إسرائيل بالعربي" على منصة "إكس" مقطع فيديو قالت إنه للشابة التي جرى "تحريرها هذا الأسبوع وإعادتها إلى منزلها في العراق".

 

 

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن واشنطن ساعدت في الأول من أكتوبر "في إجلاء شابة إيزيدية بشكل آمن من غزة للم شملها مع عائلتها في العراق".

وذكر المتحدث أن الفتاة اختطفت من منزلها في العراق عندما كانت في الحادية عشرة من عمرها وتعرضت لعملية اتجار بالبشر وتهريبها إلى قطاع غزة. وأضاف المتحدث أن خاطفها قُتل في الآونة الأخيرة، مما سمح لها بالفرار والسعي إلى العودة إلى وطنها.

صدمة نفسية

وقال سنجاري إن الشابة في حالة بدنية جيدة لكنها مصابة بصدمة نفسية بسبب فترة الأسر والوضع الإنساني المزري في غزة.

وذكر مستشار رئيس الوزراء العراقي للشؤون الإيزيدية خلف سنجار أن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني تابع القضية بشكل مباشر مع مسؤولين أميركيين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الشهر الماضي.

وأسر مسلحون من تنظيم داعش أكثر من ستة آلاف إيزيدي من منطقة سنجار في العراق في 2014، وتعرض الكثير منهم للاتجار بالبشر لأغراض الاسترقاق الجنسي أو لتدريبهم للقتال وهم أطفال ونقلهم عبر الحدود، بما في ذلك إلى تركيا وسوريا.

وتقول السلطات العراقية إن أكثر من 3500 جرى تحريرهم أو إنقاذهم على مدى أعوام لكن لا يزال نحو 2600 في عداد المفقودين.

ويخشى أن يكون كثيرون قد لقوا حتفهم، لكن نشطاء إيزيديين يقولون إنهم يعتقدون أن المئات ما زالوا على قيد الحياة.