مشهد من فيلم شارع حيفا للمخرج مهند حيال
مشهد من فيلم شارع حيفا للمخرج مهند حيال

يستعد عشرات من السينمائيين العراقيين لتقديم مشاريعهم لمبادرة دعم السينما التي أعلن عنها رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، بتمويل بلغ 5 مليارات و170 مليون دينار عراقي (نحو 3.9 مليون دولار أميركي).

بدأت هذه المبادرة بتشكيل لجنة يرأسها وزير الثقافة العراقي، أحمد البدراني، وعضوية مخرجين ونقاد سينمائيين وأكاديميين، وعقدت أولى اجتماعاتها في الثالث والعشرين من سبتمبر الحالي.

وفي بيان عقب الاجتماع، نقلت وزارة الثقافة عن البدراني قوله، إن السوداني ركّز على ثلاث نقاط مهمة من خلال المبادرة، أولها دعم الفنان العراقي، وإظهار السينما العراقية بصورة تليق بتأريخها العريق والغني، ودعم تسويق المواقع السياحية والآثارية من خلال الأفلام المُنتَجة.

تُعد "هذه المبادرة الأولى من نوعها في دعم السينما والدراما وطباعة الكتب والفعاليات الثقافية والمهرجانات"، يقول عارف الساعدي وهو المستشار الثقافي لرئيس لرئيس الوزراء خلال مقابلة مع موقع "الحرة"، ويضيف أن "السوداني أكد هذه المبادرة غير مشروطة، وعلى الفنانين ألا يراعوا مزاج الحكومة والأحزاب السياسية. الشرط الوحيد هو إنتاج فني يظهر وجه العراق الحقيقي".

ويتابع الساعدي: "إذا ما سارت الأمور كما هو مخطط لها، سنكون إزاء حركة سينمائية مغايرة في العراق. سننتج عدداً كبيراً من الأفلام، يكون بداية إيجابية لقطاع السينما العراقية".

ستمول المبادرة 43 مشروعا، بين فيلم روائي طويل، ووثائقي، وأفلام قصيرة، وأنميشن ورسوم متحركة. وستعتمد اللجنة آلية الإسهام في تمويل المشاريع وليس إنتاجها بشكل كامل.

فـ"الهدف منها إنشاء قطاع خاص سينمائي حقيقي"، وفقا لعضو لجنة المبادرة، مهند حيال، وهو مخرج عراقي يُعرض آخر أعماله، فيلم (شارع حيفا)، على منصة "نيتفليكس". 

يقول حيال لموقع "الحرة" إن "الدولة تريد تشغيل أكبر عدد من السينمائيين في القطاع الخاص. هذه فرصة حقيقية جداً في حالة كانت هناك استدامة. لو استمرت هذه المنحة عشر سنوات، ستنتج قطاعاً خاصاً سينمائياً".

وتنشط في العراق حركة سينمائية تعتمد على مشاريع ومبادرات فردية، لمجموعة من المخرجين أنتجوا أفلاماً عديدة، مثل محمد الدراجي، ومهند حيال، وأحمد ياسين، وغيرهم.

يصف ياسر كريم وهو مخرج وكاتب سينمائي يستعد لتقديم مشروعه للمبادرة، ما يجري حالياً بـ"الإيجابي" لكنه يبحث عما أسماه بـ"الدعم المستدام".

يقول كريم لموقع "الحرة": "هذه الخطوة جيدة وتهدف لدعم قطاع السينما، لكن على المستوى البعيد غير إيجابية. التأسيس يجب أن يكون عن طريق مؤسسات ثابتة، وليس عن طريق مبادرات، كي لا تتوقف مع تغير الحكومات".

وستساهم المبادرة في تسهيل حصول السينمائيين العراقيين على دعم خارجي لمشاريعهم، إذ "عندما يتقدم صاحب المشروع بطلب تمويل من الخارج، سيُسأل عن التمويل الذي حصل عليه من دولته، وكلما كانت نسبته عالية، كلما وثقوا به ومنحوه ما يحتاج من تمويل" وفقا لحيال.

ستطلق اللجنة قريبا موقعا إلكترونيا لعرض المشاريع للحصول على تمويل لإنتاجها. وتشترط اللجنة بأن يكون المتقدم للإنتاج متخصصا في مجال عمله، ويحمل الجنسية العراقية.

يقول وارث كويش وهو عضو ومقرر لجنة دعم السينما خلال مقابلة مع موقع "الحرة": "أعدت اللجنة الميزانية، وستبدأ باستقبال المشاريع خلال الفترة المقبلة. ستمول المبادرة نسبة معينة من كل مشروع، أي ستكون مساهمة فيه، وليست منتجة بشكل كامل للمشاريع".

ويضيف: "المبادرة ستُشغل ما يقارب 800 سينمائي وعامل في قطاع السينما، وليس لديها أي شروط أو محددات للنصوص، وشروطها ومحدداتها فنية فقط. هذا ما أكده السوداني وما أكدناه له أيضاً".

السفارة العراقية تفتح مراكز لإيواء العراقيين في بيروت
السفارة العراقية تفتح مراكز لإيواء العراقيين في بيروت

تستمر الأزمة الإنسانية في لبنان جراء استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية والتي أجبرت الآلاف من المدنيين على النزوح في حين تواصل دول عدة إجلاء مواطنيها، في حين أكدت السفارة العراقية لدى بيروت لموقع الحرة اتخاذها إجراءات عدة لمساعدة العراقيين المقيمين هناك، وكشفت عن مشاكل تقف عائقا أمام عمليات إجلاء من تضرر منهم.

وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، أجرى اتصالا هاتفيا بالقائمين بالأعمال والقناصل المعنيين في السفارتين  لدى بيروت ودمشق، وقالت الخارجية في بيان، الجمعة، إن الهدف كان "للاطمئنان على سلامة المواطنين العراقيين من أبناء الجالية والنازحين في مناطق الصراع، وضمان سلامتهم وتوفير الخدمات الأساسية لهم".

وجدد حسين "التأكيد على حرص الوزارة المستمر على سلامة الموظفين وأبناء الجالية، واستعدادها الكامل لتسهيل المهام وتقديم الدعم اللازم".

Posted by ‎وزارة الخارجية العراقية‎ on Friday, October 4, 2024

غلق مطار بيروت وخطورة منفذ "المصنع" البري .. مشكلة حقيقية

ندى كريم، القائمة بأعمال السفارة العراقية لدى بيروت، ذكرت في حديث خاص لموقع الحرة، أن نحو 30 ألف عراقي يقيمون في لبنان معظمهم استقروا في البلد منذ سنوات، وأن العديد من أبناء الجالية يطالبون بإجلائهم بسبب اشتداد العمليات العسكرية الإسرائيلية.

كريم أوضحت أن غلق مطار بيروت وإيقاف الرحلات الجوية يعتبر "مشكلة حقيقية" تعرقل جهود السفارة في عمليات إجلاء العراقيين.

وذكرت أيضا أن المخاوف الأمنية وعدم "سلامة الطرق" عامل آخر يعيق جهود السفارة العراقية لتنفيذ عمليات الإجلاء البري عبر منفذ "المصنع" الحدودي بين لبنان وسوريا.

في بداية الأزمة، تقول كريم، إن السلطات في بغداد وجهت بنقل المتضررين من العراقيين برا عبر الحافلات من بيروت إلى العراق، لكن هذا الموضوع لم يتحقق بسبب عدم وجود "ضمانات أمنية لبنانية" لحماية العراقيين من مخاطر القصف.

وتوضح أن الطريق البري يمر بمناطق "ساخنة" وصولا إلى المعبر الحدودي الذي قالت إنه تعرض إلى القصف لأكثر من ثلاث مرات، بحسب تعبيرها.

بعد تدهور الأوضاع في لبنان مؤخرا، أصبح من المستحيل أن تعثر العائلات العراقية على وسيلة للتنقل بسبب رفض أصحاب المركبات والحافلات بالسفر براً خوفاً من "خطورة الطريق"، لكن كريم ذكرت أنه رغم هذه المخاطر، جازف العديد بحياتهم وخرجوا من لبنان عبر المنفذ البري الحدودي الذي أشارت إلى أنه يشهد يوميا عبور نحو 150 عراقيا.

وكشفت ندى عن تنسيق عراقي مع شركة الطيران اللبنانية قبل غلق مطار بيروت مؤقتا، بزيادة رحلاتها خلال الأيام العشرة الماضية وتخصيص نسبة من المقاعد في هذه الطائرات للعراقيين.

وللتعامل مع الحالات الطارئة، كشفت السفارة عن تنسيق سابق مع السلطات اللبنانية باستقبال طائرات عراقية مدنية وعسكرية لإجلاء العراقيين الراغبين بالمغادرة.

مراكز إيواء في بيروت لاستقبال العراقيين المتضررين

أوضحت السفارة العراقية لدى بيروت أنها وضعت خططا للتعامل مع الحالات الطارئة، وتقول كريم إن الكثير من أبناء الجالية الذين يقيمون في جنوب لبنان تضررت منازلهم بسبب عمليات القصف الاسرائيلي واضطروا إلى النزوح نحو بيروت ومناطق أخرى في شمال لبنان.

تضيف كريم أن أكثر من 90 عراقيا تضررت منازلهم واضطروا إلى اللجوء إلى السفارة العراقية بعد أن تقطعت بهم السبل ولم يتمكنوا من العثور على مأوى آمن، وتوقعت أن يرتفع هذا الرقم في المستقبل.

ولتدارك هذا الموضوع، تقول كريم، إن السفارة فتحت أكثر من مركز لإيواء العراقيين الفارين، حيث توفر هذه المراكز الحماية الأمنية لهم وتقدم مساعدات أخرى من وجبات طعام ومستلزمات أخرى لرعاية الأطفال.

السفارة خصصت أيضا خطوط هاتف "ساخنة" للعراقيين الذين يرغبون في الاتصال بالسفارة في حال تعرضوا إلى أي ضرر، بحسب ما ذكرته كريم. 

وتضيف أن اللبنانيين الراغبين بدخول العراق ليسوا بحاجة إلى أي إجراءات قنصلية، وبإمكانهم دخول العراق برا دون جواز للسفر، "فهم بحاجة فقط  إلى إبراز هوياتهم للسلطات العراقية".