أحد الطوابع جمع صورتي السيستاني والبابا.. الصورة منشورة على موقع وكالة الأنباء العراقية
طابع بريدي يجمع صورتي السيستاني والبابا.. الصورة من موقع وكالة الأنباء العراقية.

قال دبلوماسي أميركي إن المسؤولين في واشنطن صدموا لرؤية صورة المرجع الديني الأعلى علي السيستاني على شاشة قناة إسرائيلية ضمن شخصيات "مستهدفة"، في حين قال سفير إسرائيلي سابق إن القناة لا تمثل الحكومة الإسرائيلية.

وضمت القائمة التي عرضتها القناة 14 الإسرائيلية صور كل من المرشد الإيراني علي الخامنائي، وعبد الملك الحوثي، ونعيم قاسم، ويحيى السنوار، وإسماعيل قاآني، بالإضافة إلى صورة السيستاني.

وقال نائب السفير الأميركي السابق لدى العراق، روبرت فورد، خلال مقابلة مع قناة "الحرة": "أنا صدمت من القناة الإسرائيلية بأن سماحة آية الله السيستاني يُستهدف. المسؤولون الأميركيون صدموا لأن قناة تلفزيونية إسرائيلية كانت لديها مثل هذه الفكرة".

وأعرف فورد عن اعتقاده بأن واشنطن أوصلت رسالة إلى الحكومة الإسرائيلية بألا يفكروا بشيء من هذا القبيل "وأن يتوخوا الحذر بأي استهداف للمنطقة".

وأشار إلى أن السيستاني يحظى باحترام "إدارات أميركية مختلفة، مثل إدارة جورج بوش، وباراك أوباما، وحتى إدارة دونالد ترامب، كانت لديها انطباعات إيجابية بشأن اعتدال وحكمة آية الله السيستاني".

وأثار نشر القناة الإسرائيلية صورة المرجع السيستاني ضجة كبيرة في العراق، على المستويين الشعبي والسياسي.

واعتبرت الحكومة العراقية أن الإساءة إلى المرجعية الدينية تهدد الأمن والسلم الدوليين. وأصدرت السفارة الأميركية في بغداد بياناً أكدت فيه رفضها لأي استهداف للسيستاني، مشيدة بدوره كـ"صوت مؤثر في تعزيز السلام في المنطقة".

وقال السفير الإسرائيلي السابق لدى واشنطن داني أيالون خلال مقابلة مع "الحرة" إن "القناة الرابعة عشر قناة خاصة ويمتلكها رجل أعمال له أفكار متشددة في إسرائيل، وحكومة إسرائيل ليست منخرطة في هذا" الأمر.

وأضاف أن "الحكومة الإسرائيلية لا تتبنى موقف القناة الرابعة عشر التلفزيونية حول استهداف السيستاني، وأن إسرائيل ليس لديها شيء ضد العراق أو ضده".

وأشار إلى أن "الرسالة وصلت القناة، ولن تكرر الخطأ".

وقال رئيس الوزراء، العراقي، محمد شياع السوداني خلال لقائه مع عضو لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأميركي، سيث مولتن، وسفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى العراق ألينا رومانسكي، إن اسرائيل "قد تمادت في تجاوزاتها من خلال الإساءة للرموز والشخصيات الاعتبارية، ومنها تجاوز الإعلام الاسرائيلي على شخص المرجع الأعلى السيد السيستاني".

عبدالله مكي مصلح الرفيعي كان يركز على إعادة بناء شبكات تنظيم داعش. أرشيفية
عبدالله مكي مصلح الرفيعي كان يركز على إعادة بناء شبكات تنظيم داعش. أرشيفية

تمكنت قوات الأمن العراقية بالتنسيق مع قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة من قتل نائب خليفة داعش ووالي العراق وسوريا، عبدالله مكي مصلح الرفيعي الذي يعرف باسم "أبو خديجة".

ووصف بيان لرئاسة الوزراء العراقية أبو خديجة بـ "أحد أخطر الإرهابيين في العراق والعالم"، إذ أنه كان مسؤول مكاتب العمليات الخارجية واللجنة المفوضة لتنظيم داعش.

فمن هو الإرهابي الخطير "أبو خديجة"؟

صورة عبدالله مكي مصلح الرفيعي التقطت وهو في سجن تسفيرات الرصافة قبل أن يهرب. أرشيفية

الباحث المتخصص في الشؤون الدولية والحركات الإسلامية المسلحة، أحمد سلطان قال لموقع "الحرة" إن "أبو خديجة رغم حداثة سنه، إلا أنه لديه خبرة قتالية واسعة".

ورغم تمكن القوات العراقية من اعتقاله إلا أنه تمكن من الفرار في 2012 بعد هجوم للتنظيم، كما كانت خلية الإعلام الأمني العراقية قد قالت إنها اعتقلته في 2021، إذ أنه كان من المطلوبين في قضايا إرهابية.

ويشرح سلطان المتتبع للتنظيمات الإرهابية وقادتها، أن "الرفيعي" المكنى بـ "أبي خديجة" كان يركز في عمله على "إعادة بناء شبكات التنظيم"، وكان ينأى عن الانخراط في قتال واسع ضد القوات العراقية، وهو ما كان سببا لانخفاض الهجمات التي تستهدف الأجهزة الأمنية العراقية خلال الفترة الأخيرة مقارنة بفترات سابقة.

تولي أبو خديجة منصبه كوالي للعراق، خلفا لأبي ياسر العيساوي الذي قتل في وادي الشاي بكركوك في يناير 2021.

وفي تلك الفترة بعد أن تم تحييد الكثير من قيادات تنظيم داعش لجأ التنظيم لقادة الصف الثالث، ما جعل "أبو خديجة" في مقدمة الجيل الجديد الذي بدأ في قيادة التنظيم الإرهابي، بحسب سلطان.

وقال الخبير في الجماعات الإسلامية المسلحة إن هذا الجيل الجديد "قد يكون أقل خبرة من سابقيه لكنه ليس أقل شراسة".

وبدأ أبو خديجة حياته في التنظيم منذ فترة المراهقة وهو من مواليد 1991، حيث انضم حينها لدولة العراق الإسلامية قبل أن تصبح دول العراق والشام "داعش"، ولنشاطه في تلك الفترة ألقت القوات العراقية القبض عليه وتم سجنه في سجن تسفيرات الرصافة قبل أن يهرب.

بعد فراره عادة للانضمام إلى خلايا التنظيم، ولنشاطه بدأ في تسلم عدة مناصب في ديوان الجند والتي تعتبر وزارة الدفاع لتنظيم داعش، وتسلم بعدها منصب "أمير الشرطة العسكرية" في فرقة القادسية 2014.

وفي سنوات لاحقة تولى منصب نائب والي ديالى، وبعد مقتل الوالي، تم اختياره واليا لداعش في ديالى.

دور أبو خديجة لم ينحصر في العمليات داخل العراق، وكان ينسق العمليات الخارجية، وهو ما جعله يصنف من بين أخطر الإرهابيين على مستوى العالم، بحسب سلطان.

وآخر المناصب التي تولاها كان أمير مكتب ولاية بلاد الرافدين، ومقره العراق.

وفي يونيو من 2023 أدرجت وزارة الخارجية الأميركية أبو خديجة في القائمة الخاصة بالإرهابيين، خاصة لدوره في تهديد السلام والاستقرار العالمي بالأنشطة الإرهابية.

وفي فبراير 2023 بعد تنفيذ جهاز مكافحة الإرهاب العراقي لعملية في وادي حوران بصحراء الأنبار، قتل فيها 17 من عناصر التنظيم، تحدثت مصادر عن مقتل أبو خديجة، ولكن الاستخبارات العراقية التي أجرت تحليلا للحمض النووي للقتلى لم تتمكن من تأكيد مقتله.

ويخلف أبو خديجة في منصبه في داعش قيادي آخر، وهو أبو عبدالقادر المزروعي العراقي، ليكون مسؤولا عن داعش في العراق وسوريا، على ما أكد الباحث سلطان.

وسيطر تنظيم داعش في العام 2014 على مناطق واسعة في العراق وسوريا، وأعلن قيام "الخلافة" وأثار الرعب في المنطقة والعالم.

وفي العام 2017، أعلن العراق دحر تنظيم داعش في العراق بمساندة من تحالف دولي ضد التنظيم بقيادة واشنطن.

ثم اندحر التنظيم المتطرف في سوريا في العام 2019 أمام المقاتلين الأكراد المدعومين من واشنطن.

ولا يزال عناصر من التنظيم مختبئين في مناطق نائية قادرين على شنّ هجمات ونصب كمائن.

وقالت القيادة المركزية الأميركية في يوليو 2024 إن التنظيم يحاول "إعادة تشكيل نفسه بعد سنوات من تراجع قدراته".

واستندت القيادة في تقييمها إلى إعلان داعش تنفيذ 153 هجوما في العراق وسوريا في النصف الأول من عام 2024، وهو معدل يضع التنظيم "على الطريق إلى أكثر من مثلي عدد الهجمات" التي أعلن المسؤولية عنها العام السابق.