أعلنت مديرية الدفاع المدني العراقية، الاثنين، أن مخازن الظلال في العاصمة بغداد مشخّصة لمخالفاتها التعليمات القانونية، وشهدت حدوث حرائق سابقاً نتيجة التهاون الكبير بتطبيق الوقاية والسلامة.
وقال مدير إعلام المديرية العميد رحمن حسين مهدي لوكالة الأنباء العراقية (واع)، إن "امتداد الحريق لعدد من المخازن في الظلال، لكونها متلاصقة، كما أنها مشيّدة من ألواح السندويج بنل المخالفة للتعليمات وسريعة الاشتعال".
وأضاف أن "المخازن تحتوي على مواد مختلفة من البضائع من ضمنها أسطوانات غاز التبريد"، مبيّناً أن "مديرية الدفاع المدني طلبت فتح تحقيق وحضور خبير الأدلة الجنائية لمعرفة أسباب الحادث، إذ أن هذه المخازن جميعها مشخصّة لمخالفاتها تعليمات قانون الدفاع المدني (رقم 44 لسنة 2013).
من جهته، أعلن مستشار وزير الداخلية الفريق كاظم بوهان، الأحد، أن الحريق بدأ بعد "إجراء تحوير (تعديل وتغيير) لعجلات (سيارات) رياضية داخل أحد المخازن".
وأوضح "علمنا بوجود 3 عجلات داخل أحد المخازن في منطقة الظلال يجري لها تحويرات لاستخدامها في التفحيط محليا، ونتيجة توصيلات الوقود اشتعلت النيران في العجلات وانتشرت في المستودع".
وأضاف بوهان أن "مناخات المكان مشيدة من السندويج بنل Sandwich panel وبدء الحريق كبيرا جدا، بسبب المخازن غير نظامية والخزين المتنوع فيها".
السندويج بنل: ألواح الصاج المجلفن المحشوة بالمادة العازلة و يتكون من مواد خفيفة و مركبة تحاط بطبقتين من كلا الجانبين من الصاج أو الألومنيوم، وفي وسطهما توضع طبقة عازلة هي عبارة عن رغوة خاصة ناعمة ومرنة، مكونة من مواد مثل مادة البولي يوريثين، البوليستيرين، الصوف الصخري، الصوف الزجاجي توضع وتلصق مع الصفائح (المجلفنة أو المموجة أو الألمينيوم) السفلية و العلوية.
قرب مناطق سكنية
أفاد موقع "جمّار" المحلي، الاثنين، أن هناك "429 مخزناً عشوائياً تتوسط المناطق السكنية في جانب الرصافة من بغداد".
وفيما لم تعلن مصادر رسمية حجم الخسائر، قدرتها وسائل إعلام محلية بمليارات الدنانير العراقية.
وقال الموقع الإعلامي إن الدفاع المدني في بغداد اضطر إلى الاستعانة بنهر دجلة لتوفير الإمدادات المائية من أجل إطفاء الحريق الكبير الذي اندلع في مخازن الظلال، حيث "كادت النيران أن تنتقل لمخازن وبيوت في شارع فلسطين" الذي يضم مساكن للمواطنين شرق بغداد.
وأضاف أن الدفاع المدني استخدم قرابة 200 سيارة حوضية لنقل المياه إلى مكان الحريق الذي انتشر دخانه الأسود الكثيف وسط بغداد.
وتم تداول العديد من الصور ومقاطع الفيديو على مواقع التواصل التي تظهر حجم الحريق، كما أكدت وسائل إعلام عراقية أن الأدخنة المتصاعدة من جراء الحريق لم تتوقف منذ يوم أمس الأحد.
وكان الناطق باسم وزارة الداخلية وخلية الإعلام الأمني العميد مقداد ميري، أعلن أمس الأحد، أن "الدفاع المدني سيطر على حريق شارع الظلال بعد استخدامه نحو 60 عجلة إطفاء حوضية وآليات كبيرة لعزل منطقة الحريق".
وأكد عدم وجود أي خسائر بشرية، لكن المخازن طالتها خسائر مادية، إذ كانت تضم "أسطوانات تبريد وأجهزة كهربائية ومواد تجميل ومواد أخرى متنوعة".
ولضخامة الحريق، انضمت هيئة الحشد الشعبي للمساندة، الأحد، في إخماد الحريق، من خلال كوادر وآليات الجهد الخدمي والهندسي، وفق بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية.
وفي 21 أكتوبر الجاري، أعلنت مديرية الدفاع المدني العراقية انخفاض معدل الحرائق في صيف 2024 بنسبة تزيد عن 65%، مقارنة مع صيف العام الماضي 2023، حيث تم تسجيل 3306 حريقاً في أشهر يونيو ويوليو وأغسطس.
وشهد العراق في السنوات القليلة الماضية عدداً من الحرائق المميتة، أدت لموجة غضب عارمة، ومطالبات بالمحاسبة، استقال على أثرها مسؤولون في وزارة الصحة.