الجيش الإسرائيلي أعلن اعتراض هدفين "في طريقهما من العراق" (أرشيفية)
الجيش الإسرائيلي أعلن اعتراض هدفين "في طريقهما من العراق" (أرشيفية)

في ظل التقارير الأخيرة حول إمكانية شن إيران هجوم من الأراضي العراقية ضد إسرائيل، سلّط معهد دراسة الحرب الأميركي (ISW) الضوء على هذه الاحتمالية، وعلى ما تملكه الفصائل العراقية الموالية لإيران من أسلحة.

وأشار المعهد إلى أن إيران ربما تصدر أوامر للفصائل المسلحة العراقية الموالية لها، بإطلاق أعداد كبيرة من المسيّرات والصواريخ على إسرائيل، في خطوة تعكس نفوذها العسكري في العراق.

ونقلت تقارير الأيام الماضية، أن الفصائل العراقية الشيعية المدعومة من طهران، قد تهاجم إسرائيل خلال الأيام المقبلة، وذلك بصورة مختلفة عن عمليات الإطلاق المستمرة منذ اندلاع الحرب في غزة، حيث تواصل إطلاق مسيّرات وصواريخ كروز ضد مناطق إسرائيلية.

وزادت الفصائل العراقية من معدل هجماتها، وبشكل خاص باستخدام المسيرات، منذ منتصف سبتمبر 2024، حيث استهدفت إسرائيل بـ9 مسيرات هجومية يومي 31 أكتوبر والأول من نوفمبر.

ونقل تقرير معهد دراسة الحرب، أن الفصائل العراقية يمكن أن تضاعف هجماتها باستخدام المسيّرات، خلال نوفمبر الجاري.

قدرات الفصائل العراقية

هاجم تحالف الميليشيات العراقية المدعومة من إيران، إسرائيل خلال الأشهر الأخيرة، باستخدام مسيّرات وصواريخ، بشكل أساسي.

ويرى الخبير الأمني العراقي سرمد البياتي، في حديث لموقع "الحرة"، أن الفصائل العراقية المسلحة "تعتمد بشكل أكبر في تسليحها على المسيّرات، لكن هناك أيضا صواريخ يتم تصنيعها بمساعدة خارجية".

وتابع بالقول إن الفصائل الموالية لإيران "تجيد استخدام المسيّرات، حيث يتلقى مسلحوها دورات تدريبية لاستخدامها، ولا يمتلكون أسلحة أخرى واضحة، مع الأخذ في الاعتبار أنهم يتبعون مبدأ الكتمان الكبير حول التسليح".

مواقع عسكرية في إيران استهدفتها ضربات إسرائيلية - المصدر Planet Labs Inc
ليست الهجومية فقط.. كيف أثرت الضربات الإسرائيلية على قدرات إيران العسكرية؟
بالرغم من إيران قد سارعت إلى التقليل من تأثير الهجوم على مواقع عسكرية رئيسية على أراضيها في 26 أكتوبر، فإن صور الأقمار الصناعية تشير إلى أن إسرائيل قد أضعفت قدرات طهران في مجال الدفاع الجوي وإنتاج الصواريخ، كما أوضح خبراء لموقع "راديو أوروبا الحرة" الإخباري.

ولفت معهد دراسة الحرب إلى أن تلك المسيرات شملت:

  • "شاهد 101" إيرانية الصنع، التي يصل مداها إلى 600 كيلو مترا.

  • "شاهد 136" التي قد يصل مداها إلى 2500 كيلومترا.

  • مسيّرات "صماد" و"الأرفد" الهجوميتين.

واستخدمت الفصائل العراقية أيضًا صاروخ "كروز" يحمل اسم "الأرقب"، إيراني الصنع، يصل مداه إلى حوالي 1650 كيلومترا.

وأوضح التقرير أن إيران بدأت بتزويد الفصائل العراقية الموالية لها بصواريخ باليستية قصيرة المدى، مثل "زلزال" و"فاتح 110" و"ذو الفقار" منذ عام 2018، لكن لم تستخدم الفصائل العراقية أي صواريخ باليستية للهجوم على إسرائيل منذ السابع من أكتوبر 2023.

أجواء مراقبة

وكشفت مصادر استخباراتية إسرائيلية أن إيران تستعد لمهاجمة إسرائيل من الأراضي العراقية، ربما قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية، وفق ما نقل موقع "أكسيوس" الأميركي.

وسيكون تنفيذ الهجوم من خلال الميليشيات الموالية لإيران في العراق، وليس من الأراضي الإيرانية مباشرة، في خطوة تحاول طهران من خلالها تجنب هجوم إسرائيلي آخر ضد أهداف استراتيجية في إيران.

وقال روبرت فورد، السفير الأميركي السابق لدى سوريا، نائب السفير الأميركي السابق لدى العراق، في مقابلة خاصة مع قناة "الحرة"، إن تلك المعلومات فيها "رسالة تحذير" إسرائيلية واضحة للفصائل المسلحة العراقية وللحكومة العراقية، بأنها ستضرب أي جهة تهاجمها.

وأضاف أن استخدام إيران للأراضي العراقية أو تنفيذ هجوم على إسرائيل عبر الفصائل المسلحة الموالية لها في العراق، هي خطوة تحاول إيران اللجوء إليها للحد من تبعات رد الفعل الإسرائيلي وتفادي هجوم مباشر على أراضيها.

لكن البياتي أشار لموقع الحرة، إلى أن شن هجمات بصواريخ باليستية "ليس سهلا، فالإطلاق ليس سهلا والأجواء مراقبة، في ظل وجود قوات من التحالف الدولي والولايات المتحدة".

وأعرب عن اعتقاده بأنهم يستخدمون في استهداف إسرائيل "أقصى ما يمتلكونه"، مشيرًا إلى أن "المسافة إلى إسرائيل تصل إلى ألف كيلومتر، كما أن الاستهداف يكون بالمرور عبر دولة أخرى، لأن العراق ليس دولة مواجهة".

وعاد البياتي وأكد عن اعتقاده بأن "إيران لا تريد استخدام الأراضي العراقية لاستهداف إسرائيل"، مضيفا: "قالت إن استهدافهم سيتم من الأراضي الإيرانية، لكن يمكن أن تتزامن ضربات الفصائل مع الهجمات الإيرانية، لكن طهران تفصل الأمر وحكومة العراق تفعل ذلك".

وحول هدف الضربات، قال معهد دراسة الحرب إنه من المرجح أن تكون الهجمات "باستخدام المسيّرات ضد إسرائيل من العراق، بمثابة عمليات استطلاعية مصممة لاكتشاف أو اختبار قوة العدو وتصرفاته وردود فعله، أو للحصول على معلومات أخرى".

وأضاف التقرير أنه يمكن للفصائل في العراق "استخدام هذه الهجمات لاختبار وتعلم كيفية تجاوز الدفاعات الجوية الإسرائيلية بشكل أفضل".

من جانبه، أوضح فورد أن هذه الاحتمالية "تضع الحكومة الأميركية في موقف صعب"، وأن الولايات المتحدة "حثت كلا من إيران وإسرائيل على خفض التصعيد، كونها لا ترغب بحرب واسعة في المنطقة، لأنها لن تكون قادرة على منع إسرائيل من حق الدفاع عن نفسها والرد على أي هجمات تنطلق من الأراضي العراقية".

ورغم العلاقة الاستراتيجية بين العراق والولايات المتحدة، لكن فورد يرى أن المقاتلات الأميركية "لن تمنع نظيرتها الإسرائيلية من الرد على أي هجوم متوقع"، مجددا التأكيد على أن واشنطن "مستمرة في محاولاتها التنسيق مع العراق وإسرائيل لمنع حدوث هذا التصعيد".

ثاني دفعة من اللاجئين تعود إلى لبنان - رويترز
ثاني دفعة من اللاجئين تعود إلى لبنان - رويترز

أعلنت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، الجمعة، عودة دفعة ثانية من اللاجئين اللبنانيين إلى بلادهم، وذلك في ظل الهدنة السارية بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية.

وقالت الوزارة في بيان، إن "150 لبنانيا عادوا إلى بلادهم على متن طائرة للخطوط الجوية العراقية مجانا، عبر مطار بغداد الدولي"، مضيفة أنها مستمرة في تنظيم الرحلات للراغبين في العودة.

وأوضح البيان أن هناك بعض الأسر اللبنانية التي بدأت في العودة طوعا عبر رحلات القطاع الخاص.

فُتحت ليومين.. معارك سوريا تغلق نافذة عودة لاجئي لبنان في العراق
نافذة أمل خاطفة بالرجوع إلى لبنان فُتحت أمام أحمد فيصل، اللاجئ القاطن في محافظة بابل جنوب العاصمة العراقية بغداد، بعد إعلان الاتفاق على وقف الإطلاق النار بين إسرائيل ولبنان. لكن النافذة أوصدت سريعا بسبب وضع غير متوقع: اندلاع معارك عسكرية في سوريا.

وكانت وزارة الهجرة قد أعلنت في وقت سابق عن عودة نحو ألفي لبناني من العراق، كدفعة أولى، عقب اتفاق وقف إطلاق النار مع بين حزب الله (المصنف على لوائح الإرهاب الأميركية) وإسرائيل.

ووفق تقديرات عراقية رسمية، فقد وصل عدد اللاجئين اللبنانيين في العراق منذ دخول القوات الإسرائيلية جنوبي لبنان، وقبلها مع الضربات الجوية، إلى أكثر من 20 ألف شخص.

وكان رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني، قد دعا إلى منح تأشيرات دخول مجانية للبنانيين، وتقديم كافة المساعدات الإنسانية والصحية لهم.

وكشف البنك الدولي في تقرير أصدره منتصف نوفمبر الماضي، عن أضرار وخسائر بقيمة 8.5 مليار دولار طالت لبنان بسبب الحرب.

واعتبر البنك الدولي قطاع الإسكان الأكثر تضرراً، مع خسائر مقدرة بنحو 2.8 مليار دولار إثر تضرر أكثر من 99 ألف منزل، بشكل جزئي أو مهدم بالكامل.