رئيس بعثة "يونامي" محمد الحسان في مؤتمر صحفي، عقب لقائه مع محمد رضا نجل المرجع الديني الأعلى علي السيستاني
رئيس بعثة "يونامي" محمد الحسان في مؤتمر صحفي، عقب لقائه مع محمد رضا نجل المرجع الديني الأعلى علي السيستاني

أثارت الزيارة الثانية التي أجراها محمد الحسان، رئيس بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي)، للمرجعية الدينية في النجف خلال شهر، الكثير من التساؤلات حول مستقبل البلد في ظل الصراعات التي تشهدها المنطقة والتطورات المتسارعة في سوريا والمخاوف من تبعاتها على وضع العراق الداخلي.

رئيس البعثة محمد الحسان، أشاد "بحرص المرجعية الدينية على استقرار العراق وإبعاده عن التجاذبات الإقليمية"، وقال في مؤتمر صحفي، عقب لقائه مع محمد رضا، نجل المرجع الديني الأعلى علي السيستاني (94 عاما)، إن اللقاء أكد أهمية التواصل المستمر بين بعثة "يونامي" والمكونات العراقية.

وأشار الحسان إلى أنه ناقش "خطوات النأي بالعراق عن أية تجاذبات سلبية لا تخدم أمنه واستقراره"، وألا يتحول البلد إلى ساحة لتصفية الحسابات، داعيا القوى السياسية العراقية لوضع مصلحة البلد في الصدارة، والتأكيد على أن "أمن العراق والعراقيين غير قابل للمساومة".

الدكتور باسل حسين رئيس مركز كلوذا للدراسات وقياس الرأي العام العراقي من عمان قال لقناة "الحرة" إن اللقاء الثاني بين الطرفين خلال شهر واحد ""يعكس حالة عدم اللايقين التي تعم الساحة العراقية".

وأضاف حسين أن الزعماء السياسيين في العراق "في حالة إرباك ولايعرفون ماذا يفعلون للتعامل مع المستجدات المتسارعة التي تشهدها المنطقة" وأن هناك محاولة لاستيعاب هذه الصدمة وثم التحرك لاحقا للتعامل معها.

هذه التحركات، بحسب حسين، ترجمت على أرض الواقع من خلال اللقاءات التي عقدها رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني والرحلات المكوكية التي أجراها".

تأكيد الأمم المتحدة على أهمية عدم تحول العراق الى ساحة لتصفية الحسابات، يقول حسين، "هي رسالة تحذير في خضم التجاذبات الكبيرة في العراق"، مشيرا إلى أن المبعوث الأممي يدرك حجم التدخلات الإقليمية والدولية في الشأن العراقي والمخاوف من انتقال الصراع في المنطقة إلى داخل العراق.

وأوضح رئيس مركز كلوذا للدراسات وقياس الرأي العام العراقي أن المطالب الأممية بأن يسرع العراق في اتخاذ القرارات لخدمة مصلحته "هي إشارة واضحة لحالة التلكوء التي يشهدها البلد في مساره السياسي وأهمية أن يكون العراق صاحب المبادرة وألا يتحول إلى أداة بيد الآخرين".

وذكر باسل حسين للحرة أن المشكلة في العراق هي أن "يتحول هذا الخوف إلى توحش من قبل الأطراف العراقية اتجاه بعضها البعض بسبب انعدام الثقة"، مضيفا أن هناك مؤشرات على ذلك من خلال تصاعد الخطاب الطائفي والتحريض في وسائل الإعلام.

وأنهى حسين حديثه بالقول إن خوف الفصائل والميليشيات المسلحة العراقية من فقدان السلطة يؤدي الى هذا "التوحش" متوقعا أن هذا التهديد قد يدفعها إلى "ممارسة سلوكيات ستضر بالعراق".

وبشأن تداعيات الوضع إقليميا، قال الحسان قال في مؤتمره الصحفي الخميس، إنه في خضم "الأوضاع الحرجة والمتغيرات المتسارعة في المنطقة"، تسعى الأمم المتحدة لإبقاء العراق آمنا وبعيدا عن المشاكل والأزمات أو التجاذبات السياسية بما يحافظ على المكتسبات التي حققها البلد.

وأضاف المبعوث الأممي أن العراق بحاجة ماسة للعمل بخطى متسارعة للتخلص من تركات الماضي، من خلال اتخاذ قرارات "جريئة وعاجلة" قال إن "بعضها طال أمدها".

وأوضح الحسان أن لقاءه مع نجل المرجع الديني الأعلى شدد على ضرورة توفير الضمانات اللازمة لجميع الفئات في سوريا، وتفادي أية أعمال إنتقامية ضد أي كان، وعدم استغلال العراق ساحة لتصفية حسابات لأي أطراف خارجية أجنبية، حسب تعبيره.

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (رويترز)
للتنسيق بشأن سوريا.. رئيس الوزراء العراقي يلتقي وفدا أميركيا
استقبل رئيس مجلس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، الأربعاء، وفداً من وزارة الخارجية الأميركية، برئاسة وكيل الوزارة للشؤون السياسية جون باس، ومساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط بربارا ليف، وتم خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين العراق والولايات المتحدة، وسبل تعزيزها وتنميتها.

وأكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الخميس، موقف العراق الثابت إزاء ضرورة الحفاظ على أمن سوريا وسلامة أراضيها وسيادتها.

وقالت رئاسة الوزراء في بيان، إن السوداني وفي اتصال هاتفي مع وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، دعا إلى احترام خيارات السوريين وتنوعهم الاجتماعي والإثني والثقافي.

من جانبه، أشار الوزير البريطاني إلى "تطلع حكومته للزيارة التي سيجريها السوداني إلى بريطانيا الشهر المقبل، وفرص تعزيز الشراكة البناءة من خلالها، لما فيه المصلحة المتبادلة" بحسب البيان.

وتلقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الخميس، إتصالاً هاتفياً من محمد شياع السوداني تناول الأوضاع الإقليمية واستعراض التطورات في قطاع غزة ولبنان.

وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية محمد الشناوي إن الطرفين شددا على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في القطاع وإنفاذ المساعدات الإنسانية دون شروط أو عراقيل، وأهمية الحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم ١٧٠١، محذرين من تداعيات استمرار وتصعيد الصراع على أمن واستقرار المنطقة ومقدرات شعوبها.

وأوضح الشناوي أن الاتصال تناول أيضاً الأوضاع في سوريا، وسبل استعادة الأمن والاستقرار في هذا البلد بما يضمن سيادته ووحدة وسلامة أراضيه.

وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، كشف من جهته عن عقد سلسلة اجتماعات وصفها بالمهمة في العاصمة بغداد بشأن تطورات الأوضاع في سوريا بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد.

وقال حسين في مؤتمر صحفي عقده الخميس في محافظة البصرة، إن الوضع في المنطقة، خاصة في سوريا، معقد للغاية، وهو ما دفع الحكومة العراقية إلى تقديم مبادرات من أجل تحقيق الأمن والاستقرار.

وأشار حسين إلى أن هناك اجتماعات عدة ستُعقد في بغداد أو في مناطق أخرى بشأن تطورات الأوضاع في سوريا، وستشمل خطة شاملة لمناقشة هذا الموضوع.

وأوضح أن من واجب بغداد طرح بعض المسائل المتعلقة بالأزمة السورية والشعب السوري، بهدف تحقيق الاستقرار السياسي الذي يشمل جميع مكونات الشعب السوري.

وزير الخارجية العراقي مع الأمين العام للأمم المتحدة خلال تسلمه رئاسة اللجنة
وزير الخارجية العراقي مع الأمين العام للأمم المتحدة خلال تسلمه رئاسة اللجنة

أعلنت وزارة الخارجية العراقية، الاثنين، تسلم العراق رئاسة مجموعة الـ77 والصين، التي تهدف إلى تعزيز المصالح الاقتصادية لأعضائها.

وقال وزير الخارجية فؤاد حسين خلال كلمة في الأمم المتحدة: "ندرك أهمية هذا الدور والمسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقنا، وسنعمل من خلال رئاستنا على تحقيق أهدافنا وأولوياتنا المشتركة".

وأضاف: "سيعمل العراق خلال رئاسته للمجموعة، على تحقيق التنمية المستدامة عبر التركيز على مكافحة الفقر، وتحسين التعليم والصحة، وتعزيز التعاون الدولي، مع دعم المبادرات العالمية للتصدي لتغير المناخ وتوفير التمويل اللازم للدول النامية".

ومجموعة الـ77 (G77) هي تحالف دولي تأسس في 15 يونيو 1964، خلال انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (UNCTAD) في جنيف. 

تضم المجموعة، الدول النامية في الأمم المتحدة وتهدف إلى تعزيز المصالح الاقتصادية لأعضائها وتوفير منصة للتنسيق في القضايا الاقتصادية والتنموية.

في البداية، تألفت من 77 دولة، ومن هنا جاء اسمها، إلا أن عدد الأعضاء زاد بشكل كبير ليصل إلى أكثر من 130 دولة.

تعمل المجموعة على تعزيز التعاون فيما بينها لتحقيق التنمية المستدامة، وتحسين المفاوضات مع الدول المتقدمة، وتعزيز العدالة في النظام الاقتصادي الدولي.