السوداني التقى بكبار المسؤولين الإيرانيين خلال زيارته لطهران (AFP)
السوداني التقى بكبار المسؤولين الإيرانيين خلال زيارته لطهران (AFP)

جاءت زيارة رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني السريعة لإيران في وقت يتزايد الجدل بشأن دور الفصائل المسلحة الموالية لطهران في العراق والحديث عن أهمية تقليص نفوذها في البلاد.

يأتي ذلك في وقت حاسم تشهده المنطقة والعالم، بدءا من سقوط نظام بشار الأسد الحليف الأبرز لطهران، وانتهاء بقرب تولي دونالد ترامب مسؤولية البيت الأبيض، وهو المعروف بمواقفه المتشددة تجاه إيران وحلفائها.

خلال زيارته لطهران، الأربعاء، التقى السوداني بكبار المسؤولين الإيرانيين وعلى رأسهم المرشد الأعلى علي خامنئي والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.

السوداني التقى بكبار المسؤولين الإيرانيين خلال زيارته لطهران (الأربعاء)

يقول رئيس مركز التفكير السياسي إحسان الشمري إن "الملف الأبرز في الزيارة كان يتعلق بقضية تفكيك السلاح خارج إطار الدولة".

ويضيف الشمري لموقع "الحرة" أن السوداني أراد استباق الأحداث تحضيرا لوصول ترامب "في محاولة منه لإرسال رسالة لواشنطن أن لديه القدرة على اتخاذ قرار بتفكيك سلاح الفصائل".

بعد لقائه السوداني، قال خامنئي إن وجود القوات الأميركية في العراق "غير قانوني ويتعارض مع مصالح شعب العراق وحكومته".

كما أكد خامنئي نقلا عن السوداني القول إن "الحشد الشعبي هو عنصر حاسم في السلطة في العراق، وينبغي بذل المزيد من الجهود للحفاظ عليه وتعزيزه".

والحشد الشعبي هو تحالف مكون من فصائل مسلحة موالية لإيران باتت منضوية في القوات الرسمية منذ عدة سنوات.
ويرى الشمري أن نتائج زيارة السوداني لطهران كانت "محبطة" للغاية وأظهرت أن هناك "وصاية" إيرانية على العراق، حسب تعبيره.

وبين أن السوداني لم يحقق أي "اختراق في جدار الرفض الإيراني" المتعلق بدعم الفصائل المسلحة في العراق.
بعد سقوط نظام الأسد في الـ8 من ديسمبر الماضي أجرى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن زيارة خاطفة وغير ملعنة للعراق التقى خلالها بالسوداني.

وبحسب مسؤول أميركي فإن بلينكن أبلغ السوداني أن إيران في أضعف حالاتها منذ فترة، وأن لدى العراق فرصة لتقليص نفوذ طهران في هذا البلد.

وقال المسؤول لفرانس برس في حينه إن بلينكن طلب تحديدا من السوداني اتخاذ إجراءات صارمة ضد الفصائل العراقية الشيعية المسلحة المدعومة من إيران.

في تقرير نشر، الأربعاء، دعت مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات ومقرها واشنطن، إدارة ترامب على اتخاذ اجراءات أكثر حزما تجاه طهران وحلفائها في العراق.

ونقل التقرير عن الباحث أحمد شعراوي القول إن على الإدارة الأميركية المقبلة تكثيف الضغوط على الحكومة العراقية لقطع العلاقات مع الفصائل المسلحة وتفكيكها.

ويعتقد الشمري أن نتائج زيارة السوداني لطهران لن تكون في صالح الحكومة العراقية وعلاقاتها المستقبلية مع إدارة ترامب.

ويضيف أن إدارة ترامب ستنظر للحكومة العراقية المشكلة من قبل الإطار التنسيقي الشيعي على أنها "غير قادرة على إيجاد مقاربة جديدة من واشنطن".

ويختتم بالقول إن هذا الموقف ستكون له آثار سلبية على العراق مستقبلا "وقد لا يميز ترامب مستقبلا بين بغداد وطهران أو بين الفصائل المسلحة وفيلق القدس".

نحو 280 ألف سوري يعيشو في العراق (AFP)
نحو 280 ألف سوري يعيشو في العراق (AFP)

نفت وزارة الداخلية العراقية، السبت، التقارير التي أفادت باعتقال مجموعة مرتبطة بتنظيم داعش أفرادها يحملون الجنسية السورية.

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية العميد مقداد ميري في بيان أنه "لا صحة لما تداولته بعض مواقع التواصل الاجتماعي من أنباء بشأن القبض على 7 أشخاص سوريين الجنسية داخل شقة في منطقة العلاوي ببغداد" ينتمون إلى تنظيم داعش.

وأضاف البيان أن "هؤلاء الأشخاص هم مخالفين لقانون الإقامة وتم القبض عليهم".

وأكد البيان اعتقال "شخص ثامن يحمل الجنسية السورية أيضا يشتبه بأن لديه نشاط إرهابي ومازال التحقيق جار معه لحين التأكد من جميع بياناته".

وكانت مواقع إخبارية عراقية وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي أفادت في وقت سابق نقلا عن مصادر أمنية لم تسمها، بأن السلطات العراقية اعتقلت سوريين ينتمون لتنظيم داعش وسط بغداد.

ويعيش نحو 280 ألف سوري في العراق، يتركز معظمهم في إقليم كردستان، وفق أرقام أوردتها منظمات حقوقية.

وفي أغسطس 2023، حظر مجلس القضاء الأعلى العراقي ترحيل أي لاجئ سوري من العراق.

وتقول "هيومن رايتش ووتش" إنه ومع ذلك، أطلقت السلطات العراقية، في 18 مارس 2024، حملة استهدفت الأجانب الذين يخالفون قواعد الإقامة، ما أدى إلى احتجاز وترحيل العديد من السوريين بعد مداهمة منازلهم وأماكن عملهم.