كتائب حزب الله العراقية أبرز المدعومين إيرانيا - أرشيفية
كتائب حزب الله العراقية أبرز المدعومين إيرانيا - أرشيفية

الفصائل المسلحة الموالية لإيران في العراق لا تريد أن تدخل في صراع خطير مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وفق ما نقلته تقرير لوكالة رويترز.

التقرير ذكر أن مجموعة من تلك الفصائل مستعدة ولأول مرة لنزع سلاحها.

ونقلت الوكالة عن مصادر من بينها 6 قادة محليين لأربعة فصائل مسلحة رئيسية أن هذه الخطوة تأتي "لتهدئة التوتر في أعقاب تحذيرات متكررة وجهها مسؤولون أميركيون بشكل غير رسمي للحكومة العراقية، منذ تولي ترامب السلطة في يناير الماضي".

وأضافت المصادر أن المسؤولين "أبلغوا بغداد بأنه ما لم تتخذ إجراءات لحل الفصائل النشطة على أراضيها، فإن واشنطن قد تستهدفها بغارات جوية".

وينتمي قادة الفصائل الستة إلى كتائب "حزب الله" و"حركة النجباء" و"كتائب سيد الشهداء" و"حركة أنصار الله الأوفياء"، واشترطوا عدم نشر هويتهم لمناقشة هذه القضية بالغة الحساسية.

وأكد القادة أن حليفهم وراعيهم الرئيسي، الحرس الثوري الإيراني، "منحهم موافقته على اتخاذ أي قرارات يرونها ضرورية لتجنب الانجرار إلى صراع قد يكون مدمرا مع الولايات المتحدة وإسرائيل".

ماذا نعرف عن تلك الفصائل؟

مع بداية الحرب في غزة، وبالتحديد في 17 أكتوبر 2023، ظهر لأول مرة مصطلح "المقاومة الإسلامية في العراق"، وذلك عندما شنّت فصائل مسلحة من داخل العراق هجوما عبر مسيّرات على قاعدة حرير (شمال العراق) العسكرية التي تستضيف قوات أميركية، بحسب دراسة نشرت على منصة معهد واشنطن للشرق الأوسط.

استهدفت تلك المجموعة إسرائيل وقواعد أميركية في العراق على مدار أكثر من عامين، مستخدمين الطائرات المسيّرة والصواريخ.

ووفق محللين تحدثوا في وقت سابق لموقع "الحرة"، فإن هناك أدلة تشير إلى وجود تسلسل في قيادة هذا التنظيم، حيث يأتي فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في المقدمة ويقوم بتنسيق الأدوار.

تأتي بعده "حركة نجباء"، التي انتمت علنا للفصائل التي تعمل تحت هذه التسمية، في 30 أكتوبر 2023، ثم تأتي تشكيلات أخرى مثل " تشكيل الوارثين" و " كتائب حزب الله" و "عصائب أهل الحق" و"كتائب سيد الشهداء".

وبحسب ما نقلته رويترز، الاثنين، عن مسؤولين أمنيين يراقبان أنشطة الجماعات المسلحة، يم تحالف "المقاومة الإسلامية في العراق" حوالي 10 فصائل شيعية مسلحة متشددة، تقود مجتمعة ما يقرب من 50 ألف مقاتل، وبحوزتها ترسانات تشمل صواريخ بعيدة المدى وأسلحة مضادة للطائرات.

وطالما أكدت وزارة الخارجية الأميركية أنها تواصل حث بغداد على كبح جماح الفصائل المسلحة.

ونقلت رويترز عن مسؤول أميركي، طلب عدم نشر هويته، أن هناك "حالات سابقة أوقفت فيها الفصائل المسلحة هجماتها بسبب الضغط الأميركي"، لذا فإنه يشكك في أن يكون "أي نزع للسلاح طويل الأمد".

تسليح متواصل

الحشد الشعبي الذي ينضوي تحت الجيش العراقي، تنتمي إليه أكثر من 70 ميليشيا مسلحة معروفة، إلى جانب العشرات من الميليشيات غير المعروفة، التي أشرف "فيلق القدس" على تأسيسها في أوقات مختلفة.

وشاركت فصائل الحشد الشعبي في المعارك التي خاضها الجيش العراقي مع قوات التحالف الدولي لدحر تنظيم داعش، لكنها استمرت بعد انتهاء الحرب على التنظيم المتشدد ولم تحل نفسها.

وغنمت الميليشيات الموالية لإيران، خلال مشاركتها في معارك تحرير محافظات نينوى والأنبار وصلاح الدين من 2014 إلى نهاية 2017، دبابات وأسلحة ثقيلة متطورة استحوذ عليها تنظيم داعش من مخازن سلاح الجيش العراقي أثناء سيطرته على هذه المحافظات.

وأشار مراقبون وخبراء مختصون بالشؤون العسكرية، تحدث معهم موقع "الحرة" في مارس الماضي، إلى أن قائمة تسلح الميليشيات العراقية تشمل صواريخ إيرانية من طراز "أبابيل"، و"البتار"، و"القاهر"، وصواريخ "زلزال 1 و2 و3"، و"فاتح 110"، و"فاتح 313"، و"شهاب 3"، و"سجيل".

كما تضم ترسانتها أسلحة أخرى من إنتاج مرافق الصناعات العسكرية الإيرانية ومصانع الميليشيات العراقية، التي يشرف عليها خبراء إيرانيون في مجال صناعة الأسلحة.

أما الطائرات المسيرة التي تمتلكها هذه الميليشيات، فهي الأخرى متنوعة ومصنوعة في إيران، من طراز طائرات "مهاجر"، و"سحاب"، و"طائرات بدون طيار انتحارية"، و"شاهد 136"، و"أبابيل 3".

أبرز الفصائل

في العام 1982، بدأت إيران تأسيس ميليشيا فيلق بدر على أراضيها، في حين تشكل الحشد الشعبي بعد فتوى من المرجعية الشيعية في العراق عام 2014، بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على مناطق واسعة.

مليشيات بدر

يرأسها هادي العامري الذي يُنظر له على نطاق واسع على أنه رجل طهران في العراق، وفق رويترز.

قاتل العامري مع إيران في حربها ضد العراق التي دارت رحاها بين عامي 1980 و1988 ويتحدث الفارسية وقضى أكثر من عشرين عاما يقاتل صدام حسين من منفاه في إيران.

سميت على اسم "غزوة بدر" التي كانت أول معركة للمسلمين بقيادة النبي محمد، وكانت الهيكل الأساسي لقوات المتطوعين التي قاتلت تنظيم الدولة الإسلامية.

حولت المنظمة نفسها منذ عام 2014 إلى قوة رائدة في السياسة العراقية كحليفة مهمة لإيران التي وسعت نفوذها ليمتد إلى البرلمان.

تعتبر منظمة بدر، شأنها شأن جماعات أخرى، الزعيم الإيراني علي خامنئي مصدر إلهام لها، وقد أرسلت آلاف المقاتلين إلى سوريا لدعم النظام السابق بشار الأسد في سنوات الحرب الأهلية.

كتائب حزب الله

عقب دخول الولايات المتحدة إلى العراق عام 2003، تأسست كتائب حزب الله العراقية، وخلال الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية، تلقت الكتائب تدريبا من جماعة حزب الله اللبنانية.

تستهدف كتائب حزب الله القوات الأمريكية منذ وقت طويل، وكانت واحدة من أولى الجماعات التي أرسلت مقاتلين إلى سوريا لدعم نظام الأسد في الحرب الأهلية.

قررت الولايات المتحدة تصنيفها جماعة إرهابية عام 2009، وقالت أنها تهدد الاستقرار في العراق.

لقطة عليا لموقع البرج 22
لماذا أعلنت "كتائب حزب الله" العراقية تعليق هجماتها على القوات الأميركية؟
يثير قرار جماعة كتائب حزب الله العراقية بتعليق عملياتها ضد القوات الأميركية في المنطقة مبدية ملاحظات علنية نادة عن خلافات مع إيران بعد ساعات مع إعلان الرئيس جو بايدن بأنه قرر كيفية الرد على الهجوم الذي أسفر عن مقتل ثلاثة عسكريين أميركيين وإصابة 40 آخرين في الأردن التساؤلات عن الأسباب وموقف واشنطن. 

عصائب أهل الحق

أسسها قيس الخزعلي عام 2006، وهي واحدة من أهم الفصائل المسلحة العراقية التي استهدفت القوات الأميركية.

وألقت قوات أميركية القبض على الخزعلي عام 2007 بتهمة الضلوع في هجوم على مجمع حكومي في كربلاء بجنوب العراق أودى بحياة خمسة جنود أميركيين.

والخزعلي الآن أحد أبرز زعماء الفصائل الشيعية وواحد من أهم حلفاء إيران في العراق.

وكان من بين الآلاف من مقاتلي الفصائل المسلحين الذين هرعوا إلى شمال العراق لقتال تنظيم الدولة الإسلامية.

أنصار الله الأوفياء

من بين قادة الفصائل الذين تحدثت معهم رويترز في تقريرها، الاثنين، عن استعداد بعض الفصائل التخلي عن سلاحها، كان من الفصيل المسمى "أنصار الله الأوفياء".

يُعد هذا الفصيل المنشق عن التيار الصدري أحد أهم الوكلاء العراقيين لـ"فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني، وفق تقرير لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى.

تنفذ الجماعة عمليات ضد أهداف أميركية، واعتبارًا من 17 يونيو 2024، أصبحت حركة مصنفة على قائمة الإرهاب من قبل الولايات المتحدة.

اعتبرت الولايات المتحدة أن المنظمة كانت ضالعة في الهجوم الذي وقع في 28 يناير 2024، وأسفر عن مقتل ثلاثة جنود أميركيين في موقع الركبان/ قاعدة "البرج 22 " في الأردن.

الميليشيات العراقية

باتت الميليشيات العراقية الموالية لإيران أمام مفترق طرق.

ضغط أميركي على صانع القرار العراقي لنزع سلاحها بطريقة فعالة وسريعة، بالتوازي مع محادثات نووية، تتضمن أيضا، وفق مراقبين، تفكيك شبكة الوكلاء التي تسخدمها طهران في التعاطي مع دول المنطقة.

هل تتخلى إيران عن مليشياتها العراقية؟

سؤال مشروع وفق مؤشرات عديدة.

وقف الهجمات

في ديسمبر، أعلنت مجموعات مسلحة عراقية إيقاف هجماتها على المصالح الأميركية وضد إسرائيل بشكل مؤقت. وأشارت تقارير إلى أن تلك المجاميع أو بعضها على الأقل، أبدت استعدادها لإلقاء السلاح والانضواء ضمن تشكيلات القوات المسلحة العراقية.

يشمل سلاح الميليشيات ترسانة كبيرة من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، حسبما ذكر مراقبون وخبراء مختصون بالشؤون العسكرية، سبق وتحدث معهم موقع "الحرة".

والسبت أنهت واشنطن وطهران الجولة الثانية من المفاوضات، دون الكشف عن طبيعة الملفات  الأخرى المطروحة على طاولة المفاوضات إلى جانب البرنامج النووي الإيراني، وما إذا كانت تضمنت ملف الميليشيات العراقية.

يقول الباحث في الشأن السياسي العراقي، رافد العطواني، إن طهران أبلغت الجانب الأميركي أن موضوع الحشد والفصائل المسلحة العراقية وأذرع إيران الأخرى في المنطقة، شأن داخلي خاص بالبلدان التي توجد تلك المجاميع فيها، "أي أنه ينبغي على الولايات المتحدة التفاوض مع هذه الفصائل والاتفاق معها بشكل مباشر".

ويكشف العطواني، المقرب من التيار الوطني الشيعي بزعامة مقتدى الصدر، لـ"الحرة"، أن "الولايات المتحدة أوقفت هجماتها، وكذلك الهجمات الإسرائيلية على الفصائل الموجودة في العراق عقب مباحثات جرت بين الحكومة العراقية والجانب الأميركي، على أمل أن تقنع بغداد الفصائل بإلقاء سلاحها، لتجنيب العراق تداعيات الحرب والعمليات العسكرية التي تشهدها المنطقة".

رغم ذلك، يعتقد العطواني أن إيران لا تزال تملك القدرة على "إسكات هذه الفصائل أو تحريكها داخل العراق، أو المضي بها باتجاه إلقاء السلاح".

صيغة لنزع سلاح المليشيات

وتنضوي الميليشيات العراقية الموالية لإيران في هيئة الحشد الشعبي، ويقدر عددها بأكثر من 70 ميليشيا مسلحة معروفة، إلى جانب عشرات من الميليشيات غير المعروفة، التي أشرف الحرس الثوري الإيراني عبر جناحه الخارجي "فيلق القدس" على تأسيسها في أوقات مختلفة.

وكان وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، قال لرويترز، في يناير الماضي، إن العراق يحاول إقناع الفصائل المسلحة الموالية لإيران بإلقاء أسلحتها أو الانضمام إلى قوات الأمن الرسمية.

ولا ترتبط جميع فصائل الميليشيات العراقية بعلاقات ولائية مع طهران. 

يشير العطواني إلى وجود تصنيفات عديدة للفصائل العراقية، منها الفصائل المنضوية داخل الحشد الشعبي، والفصائل الموجودة خارج الحشد الشعبي، وفصائل تابعة للأحزاب السياسية، والمرجعيات الدينية، إلى جانب فصائل أخرى انخرطت داخل وزارة الدفاع ولم تنتم إلى الحشد وهي المعروفة بحشد العتبات.

ويتوقع العطواني أن تتكشف الأيام القادمة عن صيغة لدمج الحشد الشعبي في وزارتي الدفاع والداخلية والأجهزة الأمنية الأخرى.

ويعتقد العطواني أن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أبلغ بعض الجهات التي تروم الدخول معه بقائمة أو تحالف في الانتخابات المقبلة، أن الولايات المتحدة أبلغت بغداد بأن المرحلة المقبلة يجب أن تكون من دون سلاح خارج سيطرة الدولة.

ويسعى السوداني نفسه إلى حل مشكلة السلاح المنفلت، وفق مسؤولين أميركيين يؤكدون أن رئيس الحكومة العراقية يريد أن يخضع المليشيات لحكومته.

واتصل موقع "الحرة" بكل من المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية، باسم العوادي، والمتحدث باسم هيئة الحشد الشعبي، مؤيد الساعدي، لمعرفة للحصول على تعليق بشأن الموضوع، لكنهما لم يجيبا على أي سؤال من أسئلة "الحرة"، ورفض محللون سياسيون مقربون من الحشد الشعبي وقوى "الإطار التنسيقي"، أي الائتلاف الشيعي الحاكم، الادلاء بأي تصريحات بشأن هذا الملف.

ويحذر العطواني من أن أي تحرك عسكري للفصائل سيجر العراق إلى تداعيات خطيرة منها عقوبات اقتصادية وحتى استهداف عسكري.

"سلاح الفصائل يحتاج إلى تفكيك". ويعتقد العطواني أن هناك تنسيقا بين الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل "يتمثل باستمرار أحدهما بالتفاوض بينما سيلجأ الآخر إلى استخدام القوة إذا لم نشهد نزعا حقيقيا لسلاح الفصائل".

"المرحلة المقبلة ستكون بلا سلاح وبلا أذرع إيرانية في المنطقة،" يقول الباحث العراقي.

تقليص نفوذ إيران

يتراجع النفوذ الإيران سياسيا وعسكريا بشكل ملحوظ على خلفية الأحداث الجارية في الشرق الأوسط منذ أشهر، وتمثلت في جزء منها تعرض حلفاء إيران المسلحين في غزة ولبنان لضربات مدمرة، إلى جانب الإطاحة بنظام بشار الأسد أوثق حلفاء طهران في المنطقة.

ويلفت رئيس مركز التفكير السياسي العراقي، إحسان الشمري، إلى أن مخاوف عراقية ناتجة على نحو خاص عن عدم وجود مقاربة أميركية واضحة تجاه العراق إلى الآن.

ويرى الشمري أن المذكرة الرئاسية للأمن القومي التي استعادت من خلالها واشنطن سياسة "الضغوط القصوى" على إيران، بينت أنه لا يوجد فصل بين العراق وإيران.

ويعتقد الشمري في حديث لـ"الحرة" أن "الملف العراقي سيكون ضمن الملف الإيراني كأحد أوراق التفاوض باعتبار أن واشنطن تعتبر المعادلة السياسية التي تسيطر على مجلس النواب العراقي وكذلك الحكومة الحالية مشكلة من قبل الفصائل المسلحة الموالية لإيران، لذلك التعاطي مع العراق بشكل منفصل، مازال مبكرا".

لكن الشمري يرى في الوقت ذاته أن الأمور في العراق تتجه نحو تقليص النفوذ الإيراني على اعتبار أن هذا النفوذ أصبح مرفوضا داخليا، إلى جانب ما يشهده من انهيار الإقليمي. 

ويوضح " تشعر إيران الآن بانكسار كبير على مستوى الداخل العراقي، وحتى على مستوى المنطقة، هذا كله يشجع واشنطن على اتخاذ سياسة تهدف إلى تقليص هذا النفوذ وإنهائه في مراحل لاحقة".

وكثفت الميليشيات العراقية الموالية لإيران المنضوية في ما يُسمى "المقاومة الإسلامية في العراق" خلال العامين الماضيين هجماتها بالصواريخ والطائرات المسيرة على البعثات الدبلوماسية وقواعد التحالف الدولي والمصالح الأميركية في إقليم كردستان ومناطق عراقية أخرى.

وشنت هجمات أيضا على إسرائيل وقواعد أميركية في سوريا، انطلاقا من الأراضي العراقية.

الخشية من شرق أوسط جديد

يشدد الشمري على أن "المعادلة السياسية الحاكمة في العراق تخشى من الشرق الأوسط الجديد"، وان إعادة هيكلة هذه العملية السياسية الحالية أصبحت واحدة من الأهداف بالنسبة للمعارضة العراقية والمعارضين لحكومة السوداني وللإطار التنسيقي.

ويشير الشمري الى أن هذا الشعور يتزامن مع الرؤية الأميركية التي تدفع باتجاه إنهاء وتقويض النفوذ الإيراني في الداخل العراقي.

ويعزو الشمري اندفاع القوى السياسية الحليفة لإيران في العراق باتجاه طهران بشكل كبير إلى عدم اعطاء الولايات المتحدة الأميركية أي تطمينات لهذه القوى لذلك يجدون في إيران نوعا من الطمأنينة".

تعتيم إيراني

ورفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية إسماعيل بقائي، الاثنين الماضي، خلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي، الكشف عن تفاصيل القضايا التي بحثت خلال الجولة الثانية من المفاوضات الإيرانية الأميركية.

وقال بقائي "لا نؤكد أيا من التفاصيل والقضايا التي أثيرت حول الأمور التي نوقشت في المفاوضات"، وأشار إلى أن ما يذكر عن مواضيع المفاوضات ليس سوى تكهنات وتحليلات إعلامية.

وأكد بقائي على أن هذه المحادثات تتركز حصرا على الملف النووي ورفع العقوبات، مبينا "هذا هو إطار التفاوض، ولا يتم تناول أي قضايا أخرى خارجه، كما ذكرنا منذ البداية، رفع الحظر بالنسبة لنا يعد مطلبا جوهريا وأساسيا".

الخوف من الانهيار

ويؤكد الخبير الاستراتيجي العراقي، علاء النشوع، على أن مخاوف الفصائل العراقية الموالية لإيران من أن يكون الملف العراقي من ضمن شروط المفاوضات، نابعة من مخاوفها من تخلي إيران عنها، أي أنها أصبحت عرضة للضربات العسكرية الأميركية، وفي هذه الحالة ستكون هذه الفصائل معرضة إلى الانهيار والتدمير الكامل سواء عن طريق الضربات أو الملاحقات القانونية.

ويتابع النشوع في حديث مع "الحرة" قوله إن "الولايات المتحدة لا تفرط بالعراق لا لإيران ولا لتركيا أو لأي دولة أخرى لأسباب كثيرة منها جيوستراتجية واقتصادية وسياسية".

ويرى النشوع إلى أن الطبقة السياسية في العراق ستكون خاضعة للمتغيرات السياسية التي تشهدها المنطقة.

ويرجح النشوع أن تخضع إيران للشروط  الأميركية وتتخلى عما تمتلكه من المقدرات العسكرية في المنطقة، سواء كانت معدات وأسلحة، أو النفوذ المتمثل بالمليشيات والمجاميع المسلحة التي دخلت في حيز الصراع الإقليمي والدولي، في عدد من الدول، بينها العراق.