جنود إسرائيليون داخل مجمع الشفاء الطبي
جنود إسرائيليون داخل مجمع الشفاء الطبي

أكد منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الامن القومي، جون كيربي ، الأربعاء، أن الولايات المتحدة لم تعط الضوء الأخضر لإسرائيل بشن عمليات عسكرية في محيط مستشفى الشفاء في قطاع غزة. 

وقال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي "كنا دائما واضحين جدا مع شركائنا الاسرائيليين بشأن أهمية الإقلال من الخسائر المدنية. مستشفى الشفاء في غزة مؤسسة صحية شرعية ونشطة، وبالتالي فإن الإسرائيليين بحاجة للتعامل معها بعناية خاصة".

وأضاف كيربي: "في الوقت ذاته، من حق القوات الإسرائيلية مطالبة مقاتلي حماس بالاستسلام والخروج من المستشفى"، معتبرا أن حماس اتخذت قرارا متعمدا بوضع الأبرياء بينها وبين الجيش الإسرائيلي". 

وجاءت تصريحات كيربي، بعد أن نفذ الجيش الإسرائيلي عملية داخل مجمع الشفاء الطبي، أكبر مستشفى في قطاع غزة.

وكانت حركة حماس، قد حملت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، المسؤولية عن تداعيات اقتحام جيش الاحتلال لمجمع الشفاء الطبي. 

وذكرت الحركة في بيان، أن "ما قالته الولايات المتحدة، الثلاثاء بأن معلومات مخابراتية تؤيد الاستنتاج الذي توصلت إليه إسرائيل بأن الحركة تقوم بعمليات في مستشفى الشفاء كانت بمثابة الضوء الأخضر للاقتحام". 

لكن كيربي أشار إلى أن الولايات المتحدة لم تعط الضوء الأخضر لإسرائيل بشن عمليات عسكرية في محيط مستشفى الشفاء، موضحا أنها قرارات إسرائيلية مستقلة لا تخضع لموافقة أميركية.

وأفادت مصادر صحفية للحرة، الأربعاء، بأن الجيش الإسرائيلي انسحب من كامل مستشفى الشفاء في غزة، بعد تنفيذه مداهمة استمرت نحو 15 ساعة. 

وقالت المصادر إن دبابات إسرائيلية مازالت تحصار المجمع الطبي، الأكبر في غزة، الذي بات في صلب الحرب بين إسرائيل وحركة حماس منذ عدة أيام.

وتشير إسرائيل باستمرار إلى أن المستشفى يقع فوق إحدى مقرات حماس. وقالت الولايات المتحدة، الثلاثاء، إن لديها معلومات مخابراتية تدعم ما تقوله إسرائيل.

وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر (رويترز)
وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر (رويترز)

اعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، الأربعاء، أن إقامة دولة فلسطينية ستؤدي إلى إنشاء "دولة حماس"، محذرًا مما اعتبرها "تداعيات خطيرة" على الأمن والاستقرار في المنطقة.

تصريحات ساعر جاءت خلال مؤتمر صحفي عقده في إيطاليا مع نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاجاني، في وقت تتواصل فيه الجهود للتوصل إلى اتفاق هدنة في غزة، وطرح خطط لمرحلة ما بعد الحرب في القطاع والضفة.

وقال ساعر: "هناك سبب وجيه لعدم إجراء السلطة الفلسطينية انتخابات منذ عام 2005. الدولة الفلسطينية لن تحل الصراع، بل ستزيده تعقيدًا وتفاقم التهديدات الأمنية في المنطقة بأسرها".

وأضاف: "السلطة الفلسطينية يجب أن تتوقف عن دفع الأموال للإرهابيين، وهو شرط حدده الاتحاد الأوروبي. اليوم، كلما كان الجرم أكبر، زادت المكافأة المالية. كما يجب أن تتوقف السلطة عن تعليم الكراهية والتحريض وتسميم عقول الأجيال القادمة".

وأكد الوزير الإسرائيلي ضرورة رؤية "تغييرات حقيقية" في النهج الفلسطيني، معربًا عن أسفه لأن هذه التغييرات "غير واضحة" في الوقت الحالي.

والثلاثاء، كشف وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، تفاصيل الخطة التي أشرفت عليها الإدارة الأميركية لإدارة الأوضاع في غزة، بعد التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار.

وقال المسؤول الدبلوماسي الأميركي إن إدارة الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن نقلت "خطة مستقبل غزة"، كما وصفها للرئيس المنتخب دونالد ترامب "للمضي قدما فيها".

وتنص الخطة على أن يكون قطاع غزة والضفة الغربية موحدان تحت إدارة السلطة الفلسطينية، تحت إشراف إدارة مؤقتة.

ودعا وزير الخارجية الأميركية السلطة الفلسطينية إلى دعوة الشركاء الدوليين للمساعدة في إنشاء إدارة مؤقتة تتحمل المسؤولية عن القطاعات السلمية في غزة، مثل البنوك والمياه والطاقة والصحة والتنسيق المدني مع إسرائيل.

وتتضمن الإدارة المؤقتة، وفق بلينكن، فلسطينيين من غزة وممثلين عن السلطة الفلسطينية يُختارون عبر "مشاورات مجدية" مع "المجتمعات في غزة".

وستسلم مسؤولية إدارة القطاع بالكامل إلى "الإدارة الإصلاحية" التي يتم اختيارها بـ"مجرد أن يكون ذلك ممكنا".

من جانبه، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أحمد المجدلاني للحرة، الثلاثاء، إن أي صيغة لإدارة قطاع غزة "بعيدا عن دور الحكومة الفلسطينية، غير مقبولة للسلطة والمنظمة والحكومة".

واعتبر أن المفاوضات التي أجريت حول مستقبل غزة واليوم التالي للحرب "شأن وطني فلسطيني، وليس شأنا تنفرد فيه حماس".

وحول أي خطط عربية ودولية لإدارة غزة، أكد المجدلاني للحرة، أن "أي خطة تهدف لفصل غزة عن الضفة الغربية، مرفوضة تماما.. وأي صيغة لإدارة غزة بعيدا عن دور الحكومة الفلسطينية، غير مقبولة للسلطة والمنظمة والحكومة".