دول- أعلام
تدهور الوضع الإنساني في غزة وراء سحب بعض الدول لسفرائها من إسرائيل (تعبيرية)

في الوقت الذي حثت دول عديدة، إسرائيل، بضرورة ضبط النفس، خلال ردها العنيف على هجوم حماس، في السابع من أكتوبر الماضي، سارعت أخرى لقطع العلاقات معها أو قدمت احتجاجات دبلوماسية رسمية للدولة العبرية.

وردا على هجوم حماس الذي أودى بحياة 1200 إسرائيلي، قصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة على مدى أسابيع موقعا أكثر من 11500 قتيلا وفق حماس.

وتسلط التحركات الدبلوماسية لبعض الدول المعارضة للرد الإسرائيلي، الضوء على المعارضة المتزايدة لها دوليا، مع تزايد الدعوات لوقف إطلاق النار، خصوصا مع تدهور الوضع الإنساني في غزة، وفق موقع "أكسيوس".

ورفضت إسرائيل، حتى الآن، الدعوات لوقف مؤقت لإطلاق النار دون إطلاق سراح الرهائن لكنها وافقت على هدنة إنسانية في ظل ظروف محددة.

وأصبحت دولة بيليز (هندوراس البريطانية سابقا) هذا الأسبوع، آخر من اتخذ إجراءات احتجاجية على الرد الإسرائيلي، حيث حذت حذو عدة دول في الشرق الأوسط وأفريقيا وعدد من الحكومات اليسارية في أميركا اللاتينية.

فيما يلي قائمة الدول التي تحركت دبلوماسيا ضد إسرائيل:

الأردن

استدعى الأردن سفيره لدى إسرائيل في وقت سابق من هذا الشهر واتهم إسرائيل بخلق "كارثة إنسانية غير مسبوقة" وتهديد الأمن الإقليمي في الشرق الأوسط، بحسب بيان لوزارة الخارجية الأردنية.

وأضاف البيان أن الأردن وجه وزارة الخارجية الإسرائيلية بإبلاغ سفيرها – الذي لم يكن في الأردن في ذلك الوقت – بعدم العودة.

وأخلت إسرائيل سفارتها في الأردن في الأيام الأولى للحرب.

يذكر أن الأردن أقام لأول مرة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل في معاهدة سلام تاريخية عام 1994.

البحرين

استدعت البحرين سفيرها من إسرائيل وقالت إن سفير إسرائيل في البحرين عاد إلى بلاده، بحسب ما أوردته وكالة رويترز.

ونفت إسرائيل إخطارها بأي تغيير في العلاقات، وقالت إن العلاقات بين البلدين "مستقرة"، لكنها أخلت سفارتها في البحرين الشهر الماضي لأسباب أمنية، إلى جانب سفارات أخرى في المنطقة.

وكان بيان أصدره البرلمان البحريني بالخصوص قال إن البلاد قطعت علاقاتها الاقتصادية مع إسرائيل.

تركيا

استدعت تركيا سفيرها لدى إسرائيل في وقت سابق من هذا الشهر، مشيرة إلى "المأساة الإنسانية التي تتكشف في غزة" ورفض إسرائيل الاستجابة للدعوات لوقف إطلاق النار، وفقا لبيان صادر عن وزارة الخارجية التركية.

وجاءت هذه الخطوة بعد قرار إسرائيل استدعاء دبلوماسييها من تركيا الشهر الماضي لأسباب أمنية.

دول أميركا اللاتينية

كما سبق الذكر، أعلنت بيليز، الثلاثاء، تعليق العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، فيما كررت دعوتها إلى "وقف فوري لإطلاق النار".

وقالت بيليز إنها سحبت قنصلها من إسرائيل، كما سحبت اعتمادها لسفير إسرائيل لديها، وأشارت إلى تعليق كافة أنشطة القنصلية الإسرائيلية في بيليز.

من جانبها، قالت وزارة الخارجية التشيلية في بيان إن تشيلي استدعت سفيرها لدى إسرائيل أواخر الشهر الماضي بسبب "انتهاكات غير مقبولة للقانون الإنساني الدولي ارتكبتها إسرائيل في قطاع غزة".

وذكرت وكالة رويترز أن رئيس تشيلي غابرييل بوريتش وصف تصرفات إسرائيل بأنها تنتهك القانون الإنساني الدولي.

كولومبيا أيضا، استدعت سفيرها لدى إسرائيل الشهر الماضي بينما أدانت مقتل المدنيين في غزة.

وكتب الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو على موقع إكس (تويتر سابقا) حول القرار "إذا لم توقف إسرائيل المذبحة بحق الشعب الفلسطيني، فلن نتمكن من البقاء هناك".

إلى ذلك، استدعت هندوراس سفيرها لدى إسرائيل في ضوء "الوضع الإنساني الخطير" للمدنيين الفلسطينيين في غزة، حسبما أعلن وزير الخارجية إنريكي رينا في وقت سابق من هذا الشهر.

وأعلنت بوليفيا أيضا الشهر الماضي قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل ردا على هجمات إسرائيل "العدوانية وغير المتناسبة" على غزة.

وكانت بوليفيا قد قطعت علاقاتها الدبلوماسية في عام 2009 احتجاجا على القتال في غزة، لكنها أعادتها في عام 2020.

وعلى الجانب الآخر، أدانت إسرائيل بوليفيا وتشيلي وكولومبيا بسبب مواقفها، حسبما ذكرت وكالة أسوشييتد برس.

دول أفريقيا

أعلنت جنوب أفريقيا الأسبوع الماضي أنها ستستدعي جميع دبلوماسييها من إسرائيل  "للتشاور".

وذكرت حكومة جنوب أفريقيا عدة أسباب لهذه الخطوة، بما في ذلك "رفض الحكومة الإسرائيلية احترام القانون الدولي" و"غاراتها الجوية التي تهدف إلى الإبادة الجماعية" ضد الفلسطينيين.

ولم يكن لجنوب أفريقيا سفير في إسرائيل منذ عام 2018.

من جانبها، استدعت تشاد القائم بالأعمال لدى إسرائيل في وقت سابق من هذا الشهر.

وقالت وزارة الخارجية التشادية في بيان إن "تشاد تدين الخسائر البشرية في صفوف العديد من المدنيين الأبرياء وتدعو إلى وقف إطلاق النار يؤدي إلى حل دائم للقضية الفلسطينية".

جدار متضرر يحمل شعار الأونروا في مخيم للنازحين في رفح جنوب قطاع غزة
جدار متضرر يحمل شعار الأونروا في مخيم للنازحين في رفح جنوب قطاع غزة

حدّد سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون مهلة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) لوقف أنشطتها في القدس وإخلاء كل المباني التي تشغلها بحلول الخميس 30 يناير، وفق رسالة وجّهها إلى الأمين العام للأمم المتحدة.

تأتي الرسالة عقب مصادقة البرلمان الإسرائيلي في أكتوبر الماضي على قانون يحظر أنشطة الوكالة في إسرائيل، بما في ذلك القدس.

وتتهم إسرائيل الوكالة بأنها مخترقة من جانب أعضاء في حركة حماس وتقول إن بعض موظفي الوكالة شاركوا في هجمات 7 أكتوبر 2023.

وشدد دانون في رسالته على أن هذه "التطورات هي رد مباشر على المخاطر الأمنية الجدية التي يشكلها اختراق حماس ومنظمات إرهابية أخرى لوكالة الأونروا ورفض الوكالة معالجة المخاوف الجدية والمادية التي أثارتها إسرائيل ومعالجة الوضع".

واعتبر سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة أن الأونروا قد أخلت "بالتزامها الأساسي بالنزاهة والحياد بشكل لا يمكن إصلاحه".

ولا تشير الرسالة إلى قانون ثان أقره البرلمان الإسرائيلي في أكتوبر، سيحظر على المسؤولين الإسرائيليين العمل مع الأونروا وموظفيها اعتبارا من التاريخ نفسه، مما يثير مخاوف على مستقبل أنشطة الوكالة في غزة والضفة الغربية.

وأكد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين فيليب لازاريني في أوسلو أن المنظمة ستواصل تقديم المساعدة لسكان الأراضي الفلسطينية رغم الحظر الإسرائيلي.

وقال لازاريني خلال اجتماع دولي خصص للشرق الأوسط "سنبقى وسنضطلع بمهمتنا". 

وأضاف أن "موظفي الأونروا المحليين سيبقون وسيواصلون تقديم مساعدة عاجلة، وعند الإمكان تعليم ورعاية صحية أساسية".

وبحسب لازاريني فإن غياب التواصل بين الأونروا والسلطات الإسرائيلية نتيجة للحظر سيجعل عمل الوكالة أكثر خطورة.

وترى إسرائيل أن أنشطة الأونروا يجب أن تتولاها وكالات أخرى تابعة للأمم المتحدة، إلا أن الأمم المتحدة تكرر أنه "لا يمكن الاستغناء عنها"، سيما في مهمتها المتمثلة في تقديم الخدمات الأساسية للفلسطينيين، مثل الرعاية الطبية والتعليم.

وفي رسالة بتاريخ 8 يناير، شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على أنه في حال وقف أنشطة الأونروا في الأراضي الفلسطينية، بما فيها القدس الشرقية، يجب على إسرائيل أن تضمن استمرار الخدمات التي تقدمها الأونروا.

تحديات كبيرة لإيصال المساعدات إلى غزة وسط أزمة إنسانية خانقة- مصدر الصورة: فرانس برس
الأمم المتحدة: أصبح من المستحيل تقريبا توصيل المساعدات إلى غزة
وصف وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر الاثنين قطاع غزة بأنه "المكان الأخطر لتقديم الدعم الإنساني"، مشددا على أنه "أصبح من المستحيل تقريبا توصيل حتى جزء بسيط من المساعدات المطلوبة" على الرغم من الاحتياجات الإنسانية الهائلة.