الحوثيون يخطفون سفينة مرتبطة برجل أعمال إسرائيلي في البحر الأحمر
الحوثيون يخطفون سفينة مرتبطة برجل أعمال إسرائيلي في البحر الأحمر

أدانت الحكومة اليابانية "بشدة" استيلاء الحوثيين على السفينة التجارية المرتبطة برجل أعمال إسرائيلي في البحر الأحمر، بعد أيام من تهديدهم باستهداف السفن الإسرائيلية، في تصعيد جديد لهجماتهم ضد إسرائيل ردا على حربها على غزة.

وناشد كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني، الاثنين، السعودية وعُمان وإيران التواصل مباشرة مع الحوثيين للإفراج عن طاقم السفينة.

وأكد كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني سعيهم للإفراج عن طاقم سفينة البضائع المحتجزة في البحر الأحمر، موضحا أنه لا يوجد مواطنون يابانيون على متن السفينة "غالاكسي ليدر"، وفقا لوكالة "رويترز".

وأكد متحدث باسم شركة "نيبون يوسين" اليابانية المعروفة أيضا باسم (أن.واي.كيه) التي تدير السفينة إنه تم الاستيلاء على سفينة حاملة للسيارات في البحر الأحمر وإن الشركة تقوم بجمع مزيد من المعلومات.

وذكرت صحيفة "نيكي" اليابانية أن طاقم السفينة يضم 22 فردا بينهم بلغاريون وفلبينيون. وأشارت إلى عدم وجود أي مواطنين يابانيين.

وقالت إسرائيل، الأحد، إن جماعة الحوثي اليمنية احتجزت سفينة شحن مملوكة لبريطانيين ويديرها يابانيون في جنوب البحر الأحمر، واصفة الحادث بأنه "عمل إرهابي إيراني" ستكون له تداعيات على الأمن البحري الدولي.

وأعلن الحوثيون احتجاز سفينة في تلك المنطقة ووصفوها بأنها إسرائيلية. وقال متحدث باسم الحوثيين في بيان إن الجماعة "تتعامل مع طاقم السفينة وفقا لتعاليم وقيم ديننا الإسلامي"، دون الإشارة إلى الرواية الإسرائيلية.

ويطلق الحوثيون، وهم من حلفاء طهران، صواريخ طويلة المدى وطائرات مسيرة على إسرائيل تضامنا مع حماس التي تقاتل القوات الإسرائيلية في قطاع غزة.

وقال زعيم الحوثيين، الأسبوع الماضي، إن قواته ستشن مزيدا من الهجمات على إسرائيل ويمكنها استهداف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.

وقال مسؤول عسكري أميركي "نحن على علم بالوضع ونراقبه عن كثب".

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، إن سفينة اُحتُجزت دون أن يذكر اسمها.

وأضاف "لم يكن هناك إسرائيليون على متن السفينة"، موضحا أن إسرائيل لا تشارك في ملكيتها أو تشغيلها.

وتابع المكتب "هذا عمل إرهابي إيراني جديد يمثل تصعيدا في عدوان إيران على مواطني العالم الحر، وله تداعيات دولية على أمن مسارات الشحن العالمية".

وقال الحوثيون، الأحد، إنهم قد يستهدفون جميع السفن التي تملكها أو تديرها شركات إسرائيلية، أو تلك التي ترفع العلم الإسرائيلي.

وبحسب موقع "مارين ترافيك" المتخصص في رصد حركة الملاحة، فإن سفينة "غالاكسي ليدر" هي حاملة مركبات تم بناؤها عام 2002 وترفع علم جزر بهاماس. وقد غادرت كورفيز في تركيا وكانت في طريقها إلى بيبافاف في الهند، عندما انقطع الاتصال بها، السبت، جنوب غرب مدينة جدة السعودية، وفقا لوكالة "فرانس برس".

من جانبه، نفى الجيش الإسرائيلي أن تكون السفينة التي احتُجزت إسرائيلية، وقال إنها "غادرت تركيا في طريقها إلى الهند وأفراد طاقمها مدنيون من جنسيات مختلفة وليس من بينهم إسرائيليون. إنها ليست سفينة إسرائيلية".

لكن شركة "أمبري" للأمن البحري أكدت أن "المجموعة المالكة لحاملة المركبات مسجلة باسم "راي كار كاريرز" Ray Car Carriers. والشركة الأم لهذه المجموعة مدرجة باسم أبراهام رامي أونغار، ومقرها إسرائيل".

وسبق أن تعرضت سفينة "تجسسية" يملكها أونغار وهو رجل أعمال إسرائيلي، في فبراير 2021 لاستهداف من جانب ما سمي بـ"محور المقاومة" في خليج عمان، وفق ما أفادت حينها صحيفة "كيهان" الإيرانية المحافظة.

من جانبها، أوضحت مجلة "ترايدويندز" Tradewinds المتخصصة في أخبار السفن، على موقعها الإلكتروني أن حاملة المركبات "مملوكة ومدارة من قبل شركة Ray Car Carriers، وهي شركة بريطانية، وتشغّلها مجموعة "إن واي كاي" NYK اليابانية.

مركبات عسكرية إسرائيلية تعمل في قاعدة بالقرب من الحدود مع غزة

يدخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس حيز التنفيذ صباح الأحد، بعد أن أعطت الحكومة الإسرائيلية موافقتها النهائية على الاتفاق.

خلال المرحلة الأولى من الاتفاق التي تستمر ستة أسابيع، سوف يُطلق سراح 33 من الرهائن الإسرائيليين من بين 98 لا يزالون أحياء، بينهم نساء وأطفال ورجال فوق سن الخمسين ومرضى ومصابون، ستفرج إسرائيل عن نحو ألفي فلسطيني من سجونها.

وتتضمن هذه القائمة 737 محتجزا من الذكور والإناث والقصر، بعضهم أعضاء في جماعات فلسطينية مسلحة أدينوا بتنفيذ هجمات أسقطت العديد من القتلى الإسرائيليين، بالإضافة إلى 1167 فلسطينيا من غزة محتجزين في إسرائيل منذ بداية الحرب.

إسرائيل ستطلق في المرحلة الأولى سراح نحو 1900 فلسطيني معتقل لديها

تسليم الرهائن والسجناء

خلال المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، سينسحب الجيش الإسرائيلي من بعض مواقعه في غزة وسيُسمح للفلسطينيين النازحين من مناطق شمال غزة بالعودة.

وسيعقب ذلك مرحلة ثانية لتبادل باقي الرهائن واستكمال انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، ويتوقف ذلك على نتائج المفاوضات التي ستبدأ بعد 16 يوما من بدء وقف إطلاق النار.

بعد الساعة الثانية ظهرا (بتوقيت غرينتش)، ستُسلم إسرائيل 95 معتقلا فلسطينيا وستتسلم في المقابل ثلاث رهائن.

والمعتقلون الذين سيُفرج عنهم في اليوم الأول من وقف إطلاق النار لن يكون من بينهم أي سجين بارز، وكثيرون منهم سيكونون ممن ألقي القبض عليهم في الآونة الأخيرة ولم تتم محاكمتهم أو إدانتهم.

ولم تُعرف بعد هوية الرهائن الثلاث الذين ستتسلمهم إسرائيل، وقال الجيش الإسرائيلي إنه سينشر أسماءهم بمجرد تسلمهم.

بحسب وكالة رويترز للأنباء، فإن اثنين من الأميركيين المحتجزين في غزة هما ضمن قائمة الرهائن الذين سيُفرج عنهم في المرحلة الأولى، وهما كل من كيث سيغيل وساغوي ديكل-تشين. 

ولا يزال ما لا يقل عن سبعة أشخاص من حاملي الجنسية الأميركية رهائن لدى حركة حماس، يعتقد أن ثلاثة منهم على الأقل قد لقوا حتفهم.

والرهينتان الفرنسيان عوفر كالديرون وأوهاد ياهالومي هما ضمن 33 رهينة سيتم الإفراج عنهم في المرحلة الأولى بحسب باريس.

الصليب الأحمر سيستلم الرهائن وينقلهم إلى الجيش الإسرائيلي - صورة إرشيفية 2024

ماذا سيحدث عند تسليم الرهائن؟

سوف تُسلم حماس الرهائن إلى مسؤولين في الصليب الأحمر الذين سينقلونهم إلى الجيش الإسرائيلي في غزة.

وشيد الجيش ثلاثة مواقع بالقرب من المناطق الشمالية والوسطى والجنوبية لقطاع غزة في ايريز ورعيم وكرم أبو سالم لتولي مسؤولية الرهائن، وذلك وفقا للطريق الذي سيسلكونه.

وسيكون هناك طاقم طبي ومتخصصون في الرعاية الاجتماعية وعلماء نفس في استقبال الرهائن هناك للمساعدة في عملية النقل الأولية قبل لم شملهم مع عائلاتهم.

وسيُنقلون بعد ذلك بالسيارات أو طائرات الهليكوبتر إلى مرافق متخصصة شُيدت لاستقبالهم ومساعدتهم على التكيف بعد أن ظلوا رهائن لمدة 15 شهرا.

ولن يُسمح للصحافة بالتواصل معهم وسيتلقون دعما طبيا ونفسيا.

الجيش الإسرائيلي سيبقى منتشرا في مناطق محددة في قطاع غزة

القوات الإسرائيلية ستبقى في غزة

شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على أن إسرائيل تحتفظ بـ"حق استئناف الحرب إذا لزم الأمر" بدعم أميركي.

وتعهد نتانياهو في خطاب متلفز السبت، بإعادة كل الرهائن، مشيرا إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار جاء نتيجة التعاون مع كل من إدارتي الرئيس الحالي جون بايدن والرئيس المنتخب دونالد ترامب.

وحذر الجيش الإسرائيلي، في بيان السبت، سكان غزة من الاقتراب من القوات التي ستبقى في مناطق محددة في القطاع بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.

وبناء على الاتفاق ستبقى القوات منتشرة في مناطق محددة في قطاع غزة، ودعا البيان السكان إلى عدم الاقتراب من القوات الإسرائيلية في المنطقة حتى إشعار آخر، محذرا من أن "الاقتراب يعرضكم للخطر".

الاتفاق الجديد ينص أيضًا على السماح بدخول 600 شاحنة تحمل مساعدات إلى غزة يوميًا، بالإضافة إلى إجراء مفاوضات حول سحب القوات الإسرائيلية من الأراضي وإنهاء الحرب بشكل دائم.

السلطات في غزة حذرت العائدين من مخاطر القنابل والمخلفات الحربية

تحذيرات من العودة إلى غزة

في الساعات التي تسبق سريان وقف إطلاق النار، حذرت السلطات في قطاع غزة الناس من مخاطر الجثث، والقنابل، وبقية المخلفات الحربية الأخرى أثناء تنقلهم عبر القطاع للعودة إلى ما تبقى من منازلهم.

وطلبت من العائدين الانتظار حتى يبدأ وقف إطلاق النار رسميًا من أجل حماية حياتهم. وحذرت السلطات الفلسطينيين في غزة من "الأشياء المشبوهة، والنفايات الخطرة، والقنابل غير المنفجرة"، داعية إلى "عدم العبث بها تحت أي ظرف".

وأصدرت وزارة الصحة في غزة إشعارًا دعت الأهالي إلى "عدم التعامل مع الجثث أو الاقتراب منها". ووفرت الوزارة رقم هاتف لخط ساخن للدفاع المدني يمكن الاتصال به لاسترجاع الجثث ونقلها إلى المستشفى.

تظهر هذه التحذيرات كيف أن المخاطر بالنسبة لسكان غزة لن تنتهي عندما يتوقف القتال. فقد قالت منظمة الصحية العالمية منذ أشهر إن انهيار البنية التحتية للصرف الصحي في القطاع قد وضع سكان غزة في خطر.

كما حذر خبراء المتفجرات من أن الذخائر غير المنفجرة ستعقد جهود إعادة البناء وقد تجعل أجزاء من قطاع غزة غير صالحة للسكن لسنوات قادمة.

انهيار البنية التحتية يضع سكان غزة في خطر

أسفر هجوم السابع من أكتوبر عن مقتل 1210 أشخاص على الجانب الإسرائيلي، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية استنادا إلى بيانات رسمية. ومن بين 251 شخصا اختطفوا في ذلك اليوم، لا يزال 94 شخصا محتجزين في غزة، 34 منهم توفوا أو قتلوا، بحسب الجيش الإسرائيلي.

ومنذ بداية الحرب عام 2023، تم التوصل إلى هدنة واحدة فقط لمدة أسبوع في نوفمبر من العام ذاته، جرى خلالها إطلاق سراح 105 رهائن بالإضافة إلى 240 معتقلا فلسطينيا في سجون إسرائيل.

وقتل ما لا يقل عن 46899 شخصا، معظمهم من المدنيين، في الهجوم الإسرائيلي على غزة، وفق بيانات وزارة الصحة التابعة لحماس والتي تُعتبر موثوقة من الأمم المتحدة.