إسرائيل تنقل معتقلين فلسطينيين من غزة مع استمرار معركتها البرية في القطاع
إسرائيل تنقل معتقلين فلسطينيين من غزة مع استمرار معركتها البرية في القطاع

قال الرئيس الأميركي، جو بايدن، الاثنين، إنه يعتقد بأن التوصل إلى اتفاق لتأمين إطلاق سراح بعض الرهائن الذين تحتجزهم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة بات قريبا.

وأضاف للصحفيين، عندما سُئل في البيت الأبيض عن اتفاق محتمل، "أعتقد ذلك".

وأوردت رويترز الأسبوع الماضي، نقلا عن مسؤول مطلع على المحادثات، أن وسطاء قطريين كانوا يسعون لاتفاق بين إسرائيل وحماس على تبادل 50 رهينة في مقابل وقف إطلاق النار لثلاثة أيام، وهو ما من شأنه أن يسهم في تعزيز شحنات المساعدات الطارئة للمدنيين في غزة.

وأخذ مسلحو حماس معهم نحو 240 رهينة خلال هجومهم المباغت في جنوب إسرائيل يوم السابع من أكتوبر، الذي أعقبه هجوم إسرائيلي على القطاع الفلسطيني الصغير بهدف القضاء على حركة حماس.

وتفيد إحصاءات إسرائيلية بأن نحو 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، قُتلوا في هجوم حماس.

وقالت الحكومة التي تديرها حماس في غزة إن 13300 فلسطيني على الأقل، بينهم 5600 طفل و3550 امرأة قتلوا في القصف الإسرائيلي المستمر منذ ذلك الحين.

ورغم استمرار القتال، قال سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة، مايكل هرتسوغ، لشبكة (إيه.بي.سي) الإخبارية، الأحد، إن إسرائيل تأمل في أن تطلق حماس سراح عدد كبير من الرهائن "في الأيام المقبلة".

القصف الإسرائيلي تجدد على مناطق متفرقة في غزة
القصف الإسرائيلي تجدد على مناطق متفرقة في غزة

بعد دقائق من انتهاء الهدنة، قصف الجيش الإسرائيلي مواقع مختلفة من قطاع غزة، الجمعة، ما أسفر عن سقوط ضحايا بين قتلى وجرحى.

وفي وقت لم يعلن الجيش الإسرائيلي بعد المواقع التي استهدفها، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائلي، أفيخاي أدرعي، في حديث لموقع "الحرة"، إنه "من الصعب الكشف عن الاستراتيجية المتبعة، لكن القصف يستهدف قادة حماس وبنيتها التحتية".

مقتل وإصابة العشرات

بينما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن مقتل وإصابة عشرات الفلسطينيين، الجمعة، في تجدد للقصف الإسرائيلي على مناطق متفرقة من قطاع غزة، بعد انتهاء اليوم السابع للهدنة المؤقتة.

وقتلت طفلتان رضيعتان جراء قصف جوي لمنطقة عصقولة وحي الشجاعية في مدينة غزة، بحسب الوكالة. 

وقالت الوكالة إن نحو 20 جريحا وصلوا إلى المستشفى المعمداني جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على عدة أحياء من مدينة غزة.

وقتل أربعة فلسطينيين وأصيب آخرون، في غارة استهدفت منزلا بالسوق الغربي وسط مدينة رفح جنوب قطاع غزة، كما قصف منزل غرب رفح، ما أدى لمقتل شخص وإصابة آخرين.

ووصل عدد من القتلى والجرحى إلى مستشفى "شهداء الأقصى" جراء غارات على مخيمات المغازي والنصيرات والبريج وسط القطاع ، كذلك أُعلن عن مقتل المصور الصحفي، عبد الله درويش، في غارة إسرائيلية.

ويؤكد أدرعي أن "الجيش الإسرائيلي يسعى إلى عدم استهداف المدنيين باعتبارهم ليسوا بهدف في هذه الحرب"، مكررا اتهامه لحماس بـ"اتخاذ المدنيين كدروع بشرية". 

وأطلقت المدفعية الإسرائيلية عدة قذائف صوب منازل غرب مدينة غزة، فيما استخدمت الرشاشات الثقيلة في عدة أحياء من مدينة غزة.

قصف يطال الجنوب

واستهدفت الطائرات الإسرائيلية بلدة عبسان شرق خان يونس جنوب قطاع غزة، كما قصفت المدفعية شرق المحافظة الوسطى وخان يونس جنوب القطاع، وقصفت طائرات منزلا في منطقة أبو اسكندر شمال غرب مدينة غزة، وفقا للوكالة الفلسطينية. 

كما استهدفت الطائرات الإسرائيلية منزلا في مخيم يبنا برفح جنوب القطاع، فيما قصفت الزوارق والمدفعية الإسرائيلية سواحل مدينة غزة والنصيرات والزوايدة ومناطق شمال غرب غزة والمناطق الشرقية والغربية لوسط القطاع.

كذلك، استهدف قصف إسرائيلي شقة في مدينة حمد غرب خان يونس، جنوب القطاع، ما أدى لمقتل شخصين وإصابة آخرين، فيما شهد محيط مستشفى ناصر في خان يونس جنوب القطاع عدة غارات، وفقا لمراسلة "الحرة". 

كذلك، استهدفت الطائرات الإسرائيلية بعدة غارات عنيفة مخيم النصيرات ومنطقة المغراقة جنوب مدينة غزة.

 

ومن جانب آخر، أعلن الجيش الإسرائيلي، الجمعة، أنه قام بتقسيم قطاع غزة إلى "بلوكات"، تمهيدا للمراحل المقبلة من الحرب، حيث سيطلب من السكان الإخلاء خلال العمليات العسكرية حسب المناطق المرقمة، معتبرا أن حماس تستخدم سكان قطاع غزة دروعا بشرية.

وقال أدرعي، في منشور على أكس، "تمهيدا للمراحل المقبلة من الحرب ينشر جيش الدفاع خريطة مناطق الإخلاء (البلوكات) في قطاع غزة".

وأوضح أدرعي أنه تم تقسيم أرض القطاع إلى مناطق بحسب الأحياء المعروفة "من أجل السماح لسكان غزة بالتوجه" لها عندما يطلب منهم ذلك.

وجاء في بيان للجيش أنه "منذ بدء الحرب يتخذ تدابير مختلفة تجنبا لإيقاع خسائر في أرواح المدنيين" ويلقي "مناشير إلى سكان غزة يوجههم من خلالها إلى إخلاء مناطق معينة تنطلق منها نشاطات إرهابية".

واستأنفت الطائرات الحربية الإسرائيلية قصف قطاع غزة وفر المدنيون الفلسطينيون بحثا عن مأوى ودوت صفارات الإنذار في جنوب إسرائيل، الجمعة، مع استئناف الحرب بعد انهيار هدنة استمرت أسبوعا دون التوصل إلى اتفاق لتمديدها.

وقتل 32 شخصا منذ انتهاء الهدنة في قطاع غزة، الجمعة، وفق حصيلة جديدة لوزارة الصحة في حكومة حماس، بينما تحدثت الإذاعة الرسمية الفلسطينية عن مقتل 54 فلسطينيا.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه "استأنف العمليات القتالية"، متهما حماس بانتهاك الهدنة أولا بإطلاق الصواريخ. وقال إن طائراته تقصف "أهدافا إرهابية".

وقالت حماس إن إسرائيل تتحمل مسؤولية إنهاء الهدنة، واتهمتها برفض جميع العروض للإفراج عن المزيد من الرهائن المحتجزين في القطاع.

وعلى مدى سبعة أيام سمحت الهدنة التي بدأت في 24 نوفمبر وتم تمديدها مرتين بتبادل عشرات الرهائن المحتجزين في غزة بمئات السجناء الفلسطينيين وتيسير دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

واندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس بعد هجوم مباغت شنته الحركة على مواقع عسكرية ومناطق سكنية محاذية لقطاع غزة، أدى إلى مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، وتم اختطاف 239 شخصا، وفق السلطات الإسرائيلية.

وردت إسرائيل بقصف جوي وبحري وبري مكثف على القطاع المحاصر، أتبعته بعملية برية، توقفت مع بدء الهدنة.

وبلغت حصيلة القتلى في غزة 14854 شخصا، بينهم 6150 طفلا وأكثر من 4 آلاف امرأة، فضلا عن إصابة نحو 36 ألف شخص، فيما بلغ عدد المفقودين قرابة 7 آلاف مفقود، بحسب ما أعلنت السلطات التابعة لحماس، قبل الهدنة.