سانتشيز في إفادة صحفية خلال زيارة إلى قطر
الجيش الإسرائيلي اعترف بوقوع "خطأ جسيم" بعد مقتل عاملين في منظمة المطبخ المركزي

قال رئيس حكومة إسبانيا، بيدرو سانتشيز إن تفسيرات إسرائيل بشأن مقتل سبعة من موظفي الإغاثة بمنظمة ورلد سنترال كيتشن جراء غارة جوية في قطاع غزة "غير كافية وغير مقبولة"، مطالبا بمزيد من التفاصيل.

ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الواقعة بأنها "حدث مأساوي تسببت فيه قواتنا وألحقت الضرر بأفراد غير مقاتلين دون قصد"، مضيفا "يحدث هذا في الحرب".

وقال سانتشيز في إفادة صحفية، الأربعاء، خلال زيارة إلى قطر "ذلك غير مقبول وغير كافٍ، ونترقب تفسيرا أقوى وأكثر تفصيلا، وبعده سننظر أي الإجراءات سنتخذ".

وأكد سانتشيز، خلال مؤتمر صحفي في الدوحة في نهاية جولة شملت ثلاث دول في المنطقة، أن أي تصعيد في المنطقة ستترتب عليه تداعيات خطيرة جدا، داعيا إسرائيل إلى عدم شن أي عملية عسكرية في رفح.

وقال المسؤول الإسباني إن رؤية مدريد السياسية تقوم على حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية، مشيرا إلى دعم بلاده لانضمام فلسطين إلى الأمم المتحدة كدولة ذات سيادة.

والأربعاء، أقر الجيش الإسرائيلي بارتكاب "خطأ جسيم" بعد الضربة التي أسفرت عن مقتل سبعة متعاونين مع منظمة "وورلد سنترال كيتشن" الأميركية غير الحكومية في قطاع غزة، بينهم ستة أجانب نقلت جثامينهم إلى الجانب المصري من معبر رفح.

وأتت المأساة التي أثارت غضبا دوليا، بعد نحو ستة أشهر من الحرب المدمرة التي اندلعت في قطاع غزة إثر هجوم غير مسبوق شنته حركة حماس على جنوب الدولة العبرية في 7 أكتوبر.

استمرار عمليات تبادل الرهائن والمعتقلين بين إسرائيل وحماس. أرشيفية
استمرار عمليات تبادل الرهائن والمعتقلين بين إسرائيل وحماس. أرشيفية

تتبادل حركة حماس وإسرائيل السبت الدفعة الخامسة من الرهائن والمعتقلين في إطار اتفاق الهدنة في غزة، مع الإفراج المرتقب عن ثلاثة إسرائيليين في مقابل 183 فلسطينيا.

وكانت شكوك تخيم على هذه الصفقة بعد اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترامب تولي الولايات المتحدة زمام الأمور في قطاع غزة. لكن هذه الشكوك تبددت الجمعة.

وبدأ تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في 19 يناير بعد أكثر من 15 شهرا على بدء الحرب المدمرة. وينص على الإفراج عن رهائن محتجزين في قطاع غزة في مقابل معتقلين فلسطينيين في سجون إسرائيلية، تزامنا مع وقف العمليات القتالية.

والجمعة، أعلنت السلطات الرسمية الفلسطينية  أن إسرائيل ستفرج عن 183 معتقلا فلسطينيا من سجونها السبت في مقابل ثلاثة رهائن رجال، أحدهم ألماني-إسرائيلي، ستفرج عنهم حركة حماس.

وأكدت إسرائيل ومنتدى عائلات الرهائن أن الرهائن الثلاثة الذين سيفرج عنهم هم أور ليفي (34 عاما)، وإيلي شرابي (52 عاما)، والألماني-الإسرائيلي أوهاد بن عامي (56 عاما).

ويتألف اتفاق الهدنة من مراحل ثلاث، على أن تشمل المرحلة الأولى الممتدة على ستة أسابيع، الإفراج عن 33 رهينة محتجزين في قطاع غزة، معظمهم منذ الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، مقابل 1900 معتقل فلسطيني.

وحصلت حتى الجمعة أربع عمليات تبادل شملت الإفراج عن 18 رهينة و600 معتقل.

وسيتابع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عملية التبادل من الولايات المتحدة حيث يجري زيارة، وفق مكتبه.

واحتجز خلال هجوم حماس 251 شخصا رهائن، كما قتل 1210 أشخاص على الجانب الإسرائيلي، معظمهم مدنيون، وفق تعداد لفرانس برس يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية.

وأدى الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة إلى مقتل 47583 شخصا على الأقل، معظمهم من النساء والأطفال، وفق بيانات وزارة الصحة التابعة لحماس.

وبدأت في مطلع الأسبوع في الدوحة المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل حول المرحلة الثانية من الاتفاق التي يفترض أن تؤدي الى الإفراج عن جميع الرهائن ووضع حد نهائي للحرب التي اندلعت إثر هجوم حماس. 

وتشارك قطر في الوساطة بين الطرفين إلى جانب الولايات المتحدة ومصر.

لكن الأوراق أعيد خلطها بعدما اقترح ترامب تولي الولايات المتحدة زمام الأمور في قطاع غزة وإخلاءه من سكانه لتطوير مشاريع عقارية فيه، مع "إعادة توطين" سكانه في أماكن أخرى من المنطقة، وخاصة في مصر والأردن.

ورفضت القاهرة وعمان هذا المقترح الذي أثار أيضا استنكارا دوليا، مع تحذير الأمم المتحدة من أي "تطهير عرقي". كما رفضته بشدة حماس والسلطة الفلسطينية.

وقال ترامب الجمعة إنه ليس مستعجلا في تنفيذ مقترحه.

وينادي المجتمع الدولي بتنفيذ حل الدولتين الإسرائيلية والفلسطينية، إلا أن إسرائيل تعارضه بشدة.