حذر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، فيليب لازاريني، الأربعاء، من أن مجاعة يتسبب فيها الإنسان "تحكم قبضتها" على أنحاء قطاع غزة، واتهم إسرائيل بعرقلة إدخال المساعدات والسعي لتصفية أنشطة الوكالة في القطاع.
وقال أمام مجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 عضوا "اليوم، تجري حملة ماكرة لإنهاء أنشطة الأونروا، وهو ما سيكون له تداعيات خطيرة على السلم والأمن الدوليين".
وتوفر الوكالة المساعدات وخدمات التعليم والصحة لملايين الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية والأردن وسوريا ولبنان. ويصف كبار مسؤولي الأمم المتحدة الوكالة بأنها العمود الفقري لعمليات المساعدات منذ اندلاع الحرب قبل ستة أشهر بين إسرائيل وحركة حماس في غزة.
وقال لازاريني "في جميع أنحاء غزة، تُحكم مجاعة من صنع الإنسان قبضتها... في الشمال، بدأ الرضع والأطفال الصغار يموتون بسبب سوء التغذية والجفاف. وعلى الجانب الآخر من الحدود، ينتظر الطعام والمياه النظيفة. لكن لا يُسمح للأونروا بتقديم هذه المساعدات وإنقاذ الأرواح".
واتهمت إسرائيل في يناير عشرة من موظفي الأونروا البالغ عددهم 13 ألف موظف في غزة بالتورط في الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر وأدى إلى مقتل 1200 شخص. وأسفر الهجوم الذي أطلقته إسرائيل على قطاع غزة ردا على ذلك عن مقتل أكثر من 33 ألف شخص، وفقا للسلطات الصحية في القطاع.
وأقال لازاريني الموظفين المتهمين ويجري تحقيق داخلي للأمم المتحدة في هذه الاتهامات. وذكر تقرير منفصل للأونروا في فبراير أن بعض الموظفين الذين اعتقلتهم إسرائيل أفادوا بأنهم تعرضوا لضغوط من قبل السلطات الإسرائيلية للاعتراف كذبا بأن الأونروا لديها صلات مع حماس وأن موظفين شاركوا في هجمات السابع من أكتوبر.
ومن المقرر الانتهاء من مراجعة مستقلة حول قدرة الأونروا على ضمان الحياد هذا الشهر.
كشفت تصريحات لمسؤولين أميركيين وإسرائيليين مؤخرا عن "بارقة أمل" بإمكانية عقد صفقة لتحرير الرهائن يتبعها وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
كبير مستشاري الرئيس الأميركي المنتخب لشؤون الشرق الأوسط والعالم العربي، مسعد بولس، قال في حوار مع مجلة "لو بوان" الفرنسية إن الأولوية في غزة يجب أن تمنح للإفراج عن الرهائن لدى حماس، مشيرا إلى أن إطلاق سراحهم غير مرتبط بالتوصل لوقف لإطلاق النار.
وكان وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، قال في اجتماع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إن هناك ربما فرصة الآن لإبرام صفقة لتحرير الرهائن، مشددا على أن حكومة بنيامين نتانياهو "جادة في نيتها دفع مثل هذه الصفقة".
الباحث في معهد تل أبيب للشؤون الأمنية والقومية، يوحنان تسوريف، قال لقناة "الحرة" إن هناك أصواتا في جانبي الصراع بين حماس وإسرائيل تتحدث الآن عن بوادر لعقد مفاوضات للتوصل إلى هذه الصفقة.
وأضاف أن تحقيق رغبة الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، في إنهاء الصراع سريعا ليس مربوطا بموافقة نتانياهو فقط بل اقناع الجهات المتشددة في الحكومة الإسرائيلية والرافضة لإنهاء الحرب.
وأشار تسوريف إلى أن توتر العلاقة بين اليمين المتشدد الإسرائيلي وإدارة الرئيس بايدن الديمقراطية خلال السنوات الماضية، عقد من محاولات التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار "رغم أن بايدن كان من أكثر الرؤساء الأميركييين الداعمين لإسرائيل".
وقال تسوريف إن الصفقة التي اقترحها الرئيس ترامب أقرب إلى توجهات الخط السياسي لليمين الإسرائيلي المتشدد، لكنه أوضح أن "تحقيق سلام دائم بين إسرائيل والفلسطينيين يحتاج إلى مراجعة شاملة للخطة الأميركية المقترحة بعد تطورات الحرب في غزة والضفة الغربية".
المحلل السياسي القطري، عبد الله الخاطر، قال لقناة "الحرة" إن الدوحة عادت إلى الوساطة بعد توقف بسبب تعقيدات الصراع في غزة ولبنان، من جهة، و"ضبابية المشهد السياسي الأميركي في فترة الانتخابات الرئاسية" من جهة أخرى.
وأوضح الخاطر أن هناك توافقا في الخطوط العامة بين الرئيسين بايدن وترامب بضرورة إنهاء الحرب في غزة.
لكن الخاطر يعتقد أن سبب التأخر في التوصل إلى اتفاق طوال الفترة الماضية هو "عدم جدية" نتانياهو بعد قراره توسيع الصراع من غزة إلى لبنان.
ونوه الخاطر إلى أن حماس تحاول الآن الخروج من هذا المأزق ومن أوضاع كارثية، موضحا أن "ليس للحركة أي حافز أو دافع للمماطلة لكنها تحتاج إلى ضمانات لما بعد الحرب".
وأعطى وصول ترامب للبيت الأبيض للمرة الثانية، زخما جديدا للمفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن.
فقد أجرى، ستيف ويتكوف، مبعوث ترامب، مباحثات في إسرائيل وقطر لدفع التحركات السياسية قدما، مع استئناف قطر دورها كوسيط في المفاوضات، وسط ترجيحات أن يعود مفاوضون من حماس إلى الدوحة لتسهيل عقد جولة جديدة من المحادثات، مع إبداء الحركة مرونة بشأن هدنة يتم تنفيذها على مراحل.
في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، نقلا عن وزير الدفاع، يسرائيل كاتس، أن الضغوط على حماس تتزايد وهذه المرة و"سنكون قادرين حقا على تحقيق اتفاق بشأن الرهائن"، وفق مراسل الحرة.
وأدلى كاتس بهذه التصريحات خلال زيارة لقاعدة تل نوف الجوية، وقال لجنود وضباط "لن نوقف العمليات العسكرية حتى نعيد جميع المختطفين ونحقق أهدافنا. في المستقبل، لن يكون لحماس مكان لحكم غزة، وهذا أمر محسوم نتيجة لما حدث وما قد يحدث".
وزير الخارجية الإسرائيلي، جعون ساعر، قال بدوره إن إسرائيل تعتبر المرحلة الحالية تشكل فرصة لدفع الجهود نحو إتمام صفقة لتبادل الأسرى مع حركة حماس.
والاثنين، قال ترامب إن "الثمن سيكون باهظا في الشرق الأوسط"، إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في قطاع غزة قبل تنصيبه في 20 يناير العام المقبل.