مصر هددت بالتوقف عن الوساطة بعد سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح
مصر هددت بالتوقف عن الوساطة بعد سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح

قالت صحيفة إسرائيلية إن سيطرة الجيش على معبر رفح يعني أن إسرائيل ستحتل غزة مرة أخرى ما قد يحمل تداعيات وفقا للقانون الدولي ويعقد العلاقات مع مصر المجاورة.

ونقلت "هآرتس" في تحليل أن وزارة الخارجية المصرية دانت توغل الجيش الإسرائيلي وسيطرته على معبر رفح ووصفته بأنه "تصعيد خطير"، يهدد جهود وقف إطلاق النار، كما اعتبرت القاهرة أن الخطوة تعرض حياة ملايين الفلسطينيين الذين يعتمدون على مرور المساعدات الإنسانية.

وقالت الصحيفة إن مصر أخطرت بخطة إسرائيل لدخول رفح، لكن ردها الدبلوماسي ينطوي على غضب كبير وخوف أكبر من أن هذه الخطوة لن تخرب المحادثات حول إطلاق سراح الرهائن فحسب، بل توسيع العمل في رفح، مما يدفع مئات الآلاف من سكان غزة إلى عبور الحدود إلى مصر.

كما تبحث مصر أيضا في المعنى القانوني لدخول قوات عسكرية كبيرة إلى المنطقة، والتي من المفترض أن تكون منزوعة السلاح وفقا لاتفاقيات كامب ديفيد.

وامتنعت مصر حتى الآن عن إجراء نقاش دبلوماسي علني حول انتهاك اتفاقات كامب ديفيد لتجنب تداخل ذلك مع المفاوضات التي أصبحت فيها مصر الوسيط الرئيسي الآن بعد أن خفضت قطر من دورها.

وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية كشفت أن مصر "هددت بالتوقف عن الوساطة" في المفاوضات الجارية بشأن وقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حماس، وذلك بعد سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح.

الجيش الإسرائيلي يعلن السيطرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح لأول مرة منذ 2005
بعد سيطرة إسرائيل على معبر رفح.. مصر "هددت بوقف الوساطة" في مفاوضات الهدنة
كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، أن مصر هددت بالتوقف عن الوساطة في المفاوضات الجارية بشأن وقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حماس، بعد سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين مصريين، لم تسمهم، أن مصر "غاضبة" لأن إسرائيل "أعطتها مهلة قصيرة قبل السيطرة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي"، الثلاثاء، و"هددت بالتوقف عن العمل كوسيط في المفاوضات"، مما قد يعرض المحادثات للخطر.

وسيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح تحيد إلى حد كبير النفوذ الرئيسي الذي كانت تتمتع به مصر على حماس. قبل الحرب، عندما كان المعبر طريقا مفتوحا للبضائع والناس، كما حقق التنسيق بين مصر وحماس أرباحا كبيرة لمسؤولي المخابرات المصرية الذين يسيطرون على الجانب المصري من الممر، وفق ما تنقل الصحيفة.

وقال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جون كيربي، الثلاثاء، إن العملية الإسرائيلية في رفح محدودة الحجم والنطاق والمدة و"تهدف إلى قطع قدرة حماس على تهريب الأسلحة والأموال إلى غزة".

لكن هناك فجوة تكتيكية تفصل بيان كيربي عن أهداف إسرائيل، وفق التحليل، إذ لا يمكن لإسرائيل السيطرة على معبر رفح كجيب معزول دون الاستيلاء على الجزء الشرقي من ممر فيلادلفيا ما لم يتم العثور على بديل متفق عليه لمن يدير المعبر.

وبحسب الصحيفة، فإن إسرائيل لا تثق بمصر كـ "حرس حدود"، واقترحت القاهرة قبل بضعة أسابيع السماح للسلطة الفلسطينية بإدارة الجانب الغزي من المعبر، أو إعادة العمل باتفاق المعابر لعام 2005 الذي كان من المفترض أن يدير بموجبه المسؤولون والمفتشون الأجانب من غزة المعبر، في حين أن إسرائيل لديها سلطة منح أو منع دخول الأشخاص والبضائع.

لكن إسرائيل تعارض بشدة أي اقتراح يمنح السلطة الفلسطينية موطئ قدم في غزة، خاصة وأن السلطة نفسها تشترط مشاركتها في غزة بخطوة دبلوماسية واسعة من شأنها أن تؤدي إلى الاعتراف بدولة فلسطينية.

وكانت الصحيفة قالت هذا الأسبوع إن مصر وإسرائيل والولايات المتحدة اتفقت على أنه بعد انتهاء الأعمال العسكرية، ستشرف شركة مدنية مسلحة، ربما أميركية، على المرور عبر المعبر ، بما في ذلك تفتيش الشاحنات.

آليات عسكرية إسرائيلية قرب الجانب الفلسطيني من معبر رفح
شركة خاصة أم سيطرة فلسطينية أو إسرائيلية؟.. ما مستقبل معبر رفح؟
بين حديث عن "شركة خاصة"، ووضع "سابق" بإدارة فلسطينية بالتنسيق مع السلطات المصرية، وسيطرة عسكرية إسرائيلية "قائمة"، تساؤلات حول الجهة المسؤولة "مستقبلا" عن تشغيل معبر رفح، فلمن السيطرة "المستقبلية" على البوابة الحدودية الاستراتيجية؟

ويشير التحليل إلى أن المشكلة في مثل هذا الحل هي أنه بالإضافة إلى التكلفة الباهظة لتوظيف شركة أمنية خاصة، ليس من الواضح من سيكون المسؤول الرسمي عنه، إسرائيل أو الولايات المتحدة، وهذه مسألة مهمة لأنها ستحدد من سيشرف على تشغيل معبر رفح، ومن الذي سيشكل سياسة العمليات.

ويبدو أنه إلى أن يتم التوصل إلى حل متفق عليه لهذه القضية، فإن إسرائيل تتوسع وتثبت مكانتها كمحتل لغزة، مع كل ما يترتب على هذا الوضع من تداعيات وفقا للقانون الدولي.

جدار متضرر يحمل شعار الأونروا في مخيم للنازحين في رفح جنوب قطاع غزة
جدار متضرر يحمل شعار الأونروا في مخيم للنازحين في رفح جنوب قطاع غزة

حدّد سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون مهلة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) لوقف أنشطتها في القدس وإخلاء كل المباني التي تشغلها بحلول الخميس 30 يناير، وفق رسالة وجّهها إلى الأمين العام للأمم المتحدة.

تأتي الرسالة عقب مصادقة البرلمان الإسرائيلي في أكتوبر الماضي على قانون يحظر أنشطة الوكالة في إسرائيل، بما في ذلك القدس.

وتتهم إسرائيل الوكالة بأنها مخترقة من جانب أعضاء في حركة حماس وتقول إن بعض موظفي الوكالة شاركوا في هجمات 7 أكتوبر 2023.

وشدد دانون في رسالته على أن هذه "التطورات هي رد مباشر على المخاطر الأمنية الجدية التي يشكلها اختراق حماس ومنظمات إرهابية أخرى لوكالة الأونروا ورفض الوكالة معالجة المخاوف الجدية والمادية التي أثارتها إسرائيل ومعالجة الوضع".

واعتبر سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة أن الأونروا قد أخلت "بالتزامها الأساسي بالنزاهة والحياد بشكل لا يمكن إصلاحه".

ولا تشير الرسالة إلى قانون ثان أقره البرلمان الإسرائيلي في أكتوبر، سيحظر على المسؤولين الإسرائيليين العمل مع الأونروا وموظفيها اعتبارا من التاريخ نفسه، مما يثير مخاوف على مستقبل أنشطة الوكالة في غزة والضفة الغربية.

وأكد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين فيليب لازاريني في أوسلو أن المنظمة ستواصل تقديم المساعدة لسكان الأراضي الفلسطينية رغم الحظر الإسرائيلي.

وقال لازاريني خلال اجتماع دولي خصص للشرق الأوسط "سنبقى وسنضطلع بمهمتنا". 

وأضاف أن "موظفي الأونروا المحليين سيبقون وسيواصلون تقديم مساعدة عاجلة، وعند الإمكان تعليم ورعاية صحية أساسية".

وبحسب لازاريني فإن غياب التواصل بين الأونروا والسلطات الإسرائيلية نتيجة للحظر سيجعل عمل الوكالة أكثر خطورة.

وترى إسرائيل أن أنشطة الأونروا يجب أن تتولاها وكالات أخرى تابعة للأمم المتحدة، إلا أن الأمم المتحدة تكرر أنه "لا يمكن الاستغناء عنها"، سيما في مهمتها المتمثلة في تقديم الخدمات الأساسية للفلسطينيين، مثل الرعاية الطبية والتعليم.

وفي رسالة بتاريخ 8 يناير، شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على أنه في حال وقف أنشطة الأونروا في الأراضي الفلسطينية، بما فيها القدس الشرقية، يجب على إسرائيل أن تضمن استمرار الخدمات التي تقدمها الأونروا.

تحديات كبيرة لإيصال المساعدات إلى غزة وسط أزمة إنسانية خانقة- مصدر الصورة: فرانس برس
الأمم المتحدة: أصبح من المستحيل تقريبا توصيل المساعدات إلى غزة
وصف وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر الاثنين قطاع غزة بأنه "المكان الأخطر لتقديم الدعم الإنساني"، مشددا على أنه "أصبح من المستحيل تقريبا توصيل حتى جزء بسيط من المساعدات المطلوبة" على الرغم من الاحتياجات الإنسانية الهائلة.