وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الثلاثاء خلال لقاء مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الثلاثاء خلال لقاء مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت

حذر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، الثلاثاء، من مخاطر التصعيد بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، مشددا على أن أي حرب أخرى بين الجانبين قد تتحول بسهولة إلى حرب إقليمية. 

وقال أوستن خلال لقاء مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت الذي يزور واشنطن إن "استفزازات" حزب الله تهدد بجر إسرائيل ولبنان إلى حرب". 

وأكد أوستن أن "الدبلوماسية هي الخيار الأفضل على الإطلاق للحيلولة دون مزيد من التصعيد على جانبي الحدود اللبنانية الإسرائيلية". 

وقال: "نسعى بشكل عاجل إلى التوصل إلى اتفاق دبلوماسي يسمح للمدنيين بالعودة إلى منازلهم على الحدود الإسرائيلية اللبنانية". 

وتتصاعد التوترات المترافقة مع تزايد القصف المتبادل بين إسرائيل وحزب الله المدعوم من إيران في لبنان ما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف من سكان المناطق الحدودية في جنوب لبنان وشمال إسرائيل.

وحث أوستن، الثلاثاء، إسرائيل على زيادة تدفق المساعدات الإنسانية لغزة. 

وخلص تقييم مدعوم من الأمم المتحدة الثلاثاء إلى أن حوالى نصف مليون شخص أي حوالى 22  في المئة من سكان القطاع يعانون من "مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي الحاد". 

واعتبر وزير الدفاع الأميركي أن "موقف حماس من مقترح وقف إطلاق النار يطيل أمد المعاناة". 

وأكدت حماس مجددا، الاثنين، أن أي اتفاق يجب أن يتضمن وقفا نهائياً لإطلاق النار وانسحابا إسرائيليا من جميع انحاء قطاع غزة، وترفض اسرائيل هذه الشروط برمتها.

كما عبر أوستن عن قلقه من موقف المتطرفين الإسرائيليين في الضفة الغربية. 

من جانبه شدد غالانت على أن بلاده عازمة على "إرساء الأمن وتغيير الواقع على الأرض"، لكنه أضاف أن "الوقت ينفد منا". 

وطالب غالانت الولايات المتحدة بأن "تفي بالتزاماتها بشأن تزويدنا بالأسلحة المطلوبة لمواجهة التهديدات". 

وقال "نحن عند مفترق طرق وأنا هنا في واشنطن لبحث أهدافنا المشتركة مع الولايات المتحدة"، مضيفا أن "علينا منع إيران من الحصول على سلاح نووي"

وأضاف: "لن ننسى وقوف واشنطن معنا منذ اليوم الأول لهجوم 7 أكتوبر".

ويزور غالانت واشنطن بعد أسبوع من التوتر بين الولايات المتحدة وإسرائيل، على خلفية انتقادات وجهها نتانياهو بشأن التأخير في وصول الأسلحة الأميركية. 

وداخل إسرائيل، حيث يواجه نتانياهو انتقادات شديدة بسبب إدارته للحرب، ترتفع الأصوات للمطالبة باستعادة الرهائن وإجراء انتخابات مبكرة. لكن محاولات الوساطة الدولية بهدف التوصل إلى هدنة مرتبطة بالإفراج عن الرهائن تواجه تعنت الطرفين.

الرهائن سيتم إطلاق سراحهم مقابل 369 سجينا ومعتقلا فلسطينيا. أرشيفية
الرهائن سيتم إطلاق سراحهم السبت مقابل 369 معتقلا فلسطينيا. أرشيفية

من المتوقع أن يعود الرهائن الإسرائيليون يائير هورن وساجي ديكل حن وساشا ألكسندر تروبنوف من غزة السبت بعد أن ساعد وسطاء مصريون وقطريون في تجنب أزمة هددت بانهيار وقف إطلاق النار الهش الذي أوقف القتال منذ ما يقرب من شهر.

وقالت حركة حماس إن الثلاثة سيتم إطلاق سراحهم مقابل 369 معتقلا فلسطينيا، الأمر الذي يقلل المخاوف من احتمال انهيار الاتفاق قبل نهاية وقف إطلاق النار الذي يستمر 42 يوما، بحسب تقرير لوكالة رويترز.

وألقي القبض على ديكل حن، وهو أميركي إسرائيلي، وتروبنوف، وهو روسي إسرائيلي، وهورن، الذي اختطف شقيقه إيتان أيضا، في تجمع نير عوز السكني، أحد التجمعات السكنية المحلية حول قطاع غزة الذي اجتاحه مسلحو حماس في السابع من أكتوبر 2023.

وكانت حماس هددت في وقت سابق بعدم إطلاق سراح المزيد من الرهائن بعد أن اتهمت إسرائيل بانتهاك شروط وقف إطلاق النار من خلال منع دخول المساعدات إلى غزة، مما أثار تهديدات مضادة باستئناف القتال من جانب إسرائيل التي استدعت قوات الاحتياط ووضعت قواتها في حالة تأهب قصوى.

وأثار المظهر الهزيل والروايات حول سوء معاملة الرهائن الثلاثة الذين تم إطلاق سراحهم الأسبوع الماضي غضب الإسرائيليين، ولكن كانت هناك أيضا احتجاجات كبيرة تطالب الحكومة بمواصلة الاتفاق لإعادة جميع الرهائن إلى ديارهم.

كما خيمت على احتمالات صمود وقف إطلاق النار دعوة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب إلى نقل الفلسطينيين بشكل دائم من غزة، وتولي الولايات المتحدة زماما الأمور في القطاع لإعادة تطويره، وهي الدعوة التي رفضتها بشدة الفصائل الفلسطينية والدول العربية.

ووافقت حماس الشهر الماضي على تسليم 33 رهينة إسرائيلية، من بينهم نساء وأطفال وشيوخ، مقابل مئات السجناء والمعتقلين الفلسطينيين، خلال وقف إطلاق نار مدته ستة أسابيع تنسحب خلالها القوات الإسرائيلية من بعض مواقعها في غزة.

وقبل السبت، تم إطلاق سراح 16 من أصل 33 رهينة إسرائيلي، إلى جانب خمسة تايلانديين تم تسليمهم في عملية إطلاق سراح غير مقررة. وبذلك، بقي 76 رهينة في غزة، ويعتقد أن نصفهم فقط على قيد الحياة.

غزة في حالة دمار كبير

غالبية المباني في غزة لم تعد قائمة. أرشيفية

وكان الهدف من وقف إطلاق النار هو فتح الطريق أمام مرحلة ثانية من المفاوضات لإعادة الرهائن المتبقين واستكمال انسحاب القوات الإسرائيلية قبل إنهاء الحرب تماما وإعادة بناء قطاع غزة الذي أصبح الآن في حالة خراب إلى حد كبير ويواجه نقصا في الغذاء والمياه الجارية والكهرباء.

وجاء تهديد حماس بالامتناع عن إطلاق سراح المزيد من الرهائن في أعقاب اتهامها لإسرائيل بمنع دخول الخيام ومواد الإيواء المؤقت إلى غزة، مما ترك عشرات الآلاف في مواجهة برد الشتاء.

ورفضت إسرائيل الاتهام، قائلة إنها سمحت بدخول آلاف الشاحنات المحملة بالمساعدات، واتهمت حماس بدورها بالتراجع عن الاتفاق.

وتقول منظمات الإغاثة الدولية إن عددا أكبر من الشاحنات المحملة بالمساعدات يدخل غزة منذ بدء وقف إطلاق النار، لكن مسؤولي الإغاثة يقولون إن الكميات غير كافية لتلبية احتياجات السكان.

واجتاحت إسرائيل القطاع بعد الهجوم الذي قادته حماس على بلدات في إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، مما أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة وفقا للإحصاءات الإسرائيلية.

وأدت الحملة العسكرية الإسرائيلية التي تلت ذلك إلى مقتل أكثر من 48 ألف فلسطيني في غزة، وفقا لأرقام وزارة الصحة الفلسطينية، وتدمير الكثير من المباني وتشريد معظم السكان.