منطقة المواصي مخصصة للنازحين في غزة
منطقة المواصي مخصصة للنازحين في غزة

مع تعرض منطقة المواصي المخصصة للنازحين جنوب قطاع غزة لضربة إسرائيلية تسببت في مقتل العشرات وجرح المئات، أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس غيبريسوس، حشدها لجميع القدرات لمعالجة المصابين.

وارتفع عدد القتلى إلى 91 فلسطينيا على الأقل على ما أفادت وزارة الصحة في القطاع، وأصيب ما لا يقل عن 300 شخص، فيما قالت إسرائيل إنها استهدفت في هجوم محمد الضيف قائد الجناح العسكري لحركة حماس، لكنها لم تؤكد مقتله.

وتصنف المواصي منطقة إنسانية دأب الجيش الإسرائيلي على مطالبة الفلسطينيين بالتوجه إليها بعد إصدار أوامر إخلاء من مناطق أخرى.

وقال غيبريسوس في منشور عبر حسابه على منصة "إكس" إن "134 مصابا بجراح بالغة أدخلوا إلى مجمع ناصر الطبي الذي يواجه ضغوطا كبيرة بسبب تدفق الجرحى".

وأشار إلى أن المنظمة أرسلت "50 سريرا قابلا للطي و50 نقالة لزيادة قدرات المستشفى".

وأكد غيبريسوس أن "بعض الجرحى نقلوا إلى مستشفى ميداني في دير البلح حيث أوفدت منظمة الصحة العالمية إمدادات طبية لتغطية الاحتياجات العاجلة لـ 120 مريضا".

وقال متحدث باسم الأمم المتحدة إن الأمين العام للمنظمة الدولية، أنتونيو غوتيريش يشعر بالصدمة والحزن بسبب سقوط قتلى في غارة جوية إسرائيلية في غزة ويندد بقتل المدنيين.

وقال غوتيريش إن "الحرب في غزة يجب أن تنتهي ويتعين وقف إطلاق النار لأغراض إنسانية والإفراج عن جميع الرهائن على الفور ودون شروط".

وأضاف أنه يجب احترام القانون الدولي الإنساني في جميع الأوقات بما في ذلك التمييز والتناسب والاحتياطات في الهجوم.

من جانبه قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فيليب لازاريني عبر منصة إكس إن "التأكيد أن سكان غزة يستطيعون الانتقال نحو مناطق آمنة أو إنسانية هو خاطئ".

وأكد أن "لا مكان آمنا في غزة".

ولم يتضح حتى الآن ما إذا كان الضيف قد قتل في الهجوم. وقال مسؤول عسكري إسرائيلي للصحفيين "ما زلنا نفحص ونتحقق من نتائج الهجوم" بحسب رويترز.

وكان الضيف قد نجا من سبع محاولات اغتيال إسرائيلية، آخرها في عام 2021، ويتصدر قائمة المطلوبين في إسرائيل منذ عقود، وجرى تحميله مسؤولية مقتل العشرات من الإسرائيليين في تفجيرات إرهابية.

رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، قال إنه "لا يوجد حتى الآن يقين مطلق" بشأن مقتل الضيف، أو حتى مقتل قائد لواء خان يونس في حماس رافع سلامة، وفقا لتقرير نشرته وكالة أسوشيتد برس.

وقالت الأسر النازحة في المنطقة لرويترز إن خيامهم تمزقت بسبب قوة الهجوم، وأشاروا إلى تناثر الجثث والأشلاء على الأرض.

ونشر الجيش الإسرائيلي صورة جوية للموقع لم يتسن لرويترز التحقق من صحتها، وقال الجيش إن "إرهابيين يختبئون بين المدنيين" في الموقع.

أعلنت السلطات الصحية في غزة، السبت، مقتل 71 فلسطينيا على الأقل وإصابة العشرات في ضربة إسرائيلية على خان يونس جنوبي قطاع غزة.
ضربة المواصي في غزة.. وتأثيرها المحتمل على المفاوضات
أثارت الضربة الإسرائيلية على منطقة المواصي غرب خان يونس جنوبي غزة المليئة بالنازحين، السبت، الحديث عن مصير المفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس، خاصة بعد مقتل وإصابة عشرات الفلسطينيين، بالإضافة إلى ما يتردد عن استهداف أبرز قائدي حماس في القطاع، وهو محمد أبو ضيف.

وأضاف في بيان "موقع الهجوم منطقة مفتوحة محاطة بأشجار وعدة مبان وملاجئ".

وقال المسؤول العسكري الإسرائيلي إن المنطقة ليست مخيما إنما مجمع عمليات تديره حماس، وإن عدة مسلحين آخرين كانوا هناك لحماية الضيف.

ولم يتضح كيف سيؤثر الهجوم على محادثات وقف إطلاق النار التي تتوسط فيها الدوحة والقاهرة.

وتشير تقديرات محللين وخبراء سياسيين تحدثوا لموقع "الحرة" إلى أن المفاوضات بشأن صفقة وقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين ستتوقف بعد قصف المواصي، على الأقل في المدى القريب.

وأضاف نتانياهو أن "تصفية قادة حماس تتيح التقدم نحو تحقيق جميع أهدافنا بنجاح. هذا الأمر يوجه رسالة ردع إلى جميع وكلاء إيران وإيران نفسها".

نتانياهو يؤكد إنه لا يوجد يقين مطلق بشأن مقتل الضيف

وتابع "منتصف ليل أمس، حين عرض علي مسؤولو الشين بيت (الأمن الداخلي) تفاصيل العملية، أردت أن أعرف ثلاثة أمور: إذا كان هناك رهائن في الأنحاء، مقدار الأضرار الجانبية ونوع الذخائر المستعملة".

وقال نتانياهو أيضا: "في الأسابيع الأخيرة، رصدنا ثغرات واضحة داخل حماس.. وتساهم عملية اليوم في ذلك أيضا مهما كانت نتيجتها".

واتهم محمد الضيف بـ "تنظيم وتنفيذ مجزرة السابع من أكتوبر والعديد من الهجمات الأخرى".

وردت حماس بأن "ادعاءات الاحتلال بشأن استهداف قيادات إنما هي ادعاءات كاذبة ... للتغطية على حجم المجزرة المروعة. ليست المرة الأولى التي يدعي فيها الاحتلال استهداف قيادات فلسطينية ويتبين كذبها لاحقا".

ويتهم منتقدون إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، وهو ما تنفيه إسرائيل. وتقول إسرائيل إن الإجراءات التي تتخذها هي دفاع عن النفس للحيلولة دون شن هجوم آخر على غرار هجوم السابع من أكتوبر، وفقا لرويترز.

وكانت محكمة العدل الدولية، أمرت إسرائيل، في يناير، باتخاذ إجراءات لمنع أعمال الإبادة الجماعية.

وتشير إحصائيات إسرائيلية إلى أن مسلحين تقودهم حماس قتلوا 1200 شخص واحتجزوا أكثر من 250 رهينة في هجوم على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر.

وردت إسرائيل بعمل عسكري على غزة تقول السلطات الطبية في القطاع إنه أدى إلى مقتل أكثر من 38 ألف فلسطيني.

تدمير واسع في غزة عقب الحرب - فرانس برس
تدمير واسع في غزة عقب الحرب - فرانس برس

قالت هيئة البث الإسرائيلية (كان 11)، السبت، إن التقدم في المفاوضات يأتي نتيجة للضغوط المصرية للتوصل إلى اقتراح يمكن أن يكون مقبولاً لدى حركة حماس، على أساس افتراض أن إسرائيل قد توافق على خطة لإطلاق سراح 8 رهائن أحياء. ويتضمن العرض المصري أيضاً تسليم ثمانية جثامين.

ونقلت عن مصادر مطلعة على التفاصيل، بأن الاقتراح يتضمن أيضاً المطالبة بوقف الحرب استمراراً للاتفاق.

وأضافت أن إسرائيل نقلت رسمياً مطالبها في إطار المفاوضات إلى الوسطاء، والتي تتضمن، من بين أمور أخرى، زيادة عدد الرهائن المفرج عنهم، الأحياء والأموات. وتطالب إسرائيل أيضاً بتقصير المدة بين الإفراج الأول والثاني لصالح المفاوضات.

وأشارت إلى وجود فجوات في التفاؤل المعبر عنه بين المستويين السياسي والمهني. وقالت مصادر مشاركة في المحادثات إنه في هذا الوقت، يجب على إسرائيل أن تسعى للتوصل إلى اتفاق يؤدي لإطلاق سراح جميع الرهائن الأحياء، وليس على مراحل تترك بعضهم محتجزين.