موظفو الأمم المتحدة يتفقدون سيارة منظمة الإغاثة "وورلد سنترال كيتشن" والتي تعرضت لغارة إسرائيلية
نتانياهو قال إن الحادث لم يقع بشكل متعمد (أرشيف)

أظهر تحقيق أجرته الحكومة الأسترالية ونشرت نتيجته، الجمعة، أن  الغارة الإسرائيلية التي استهدفت قافلة إنسانية بقطاع غزة وأسفرت عن مقتل 7 عمال إغاثة كانت نتيجة "إخفاقات خطرة" ارتكبها الجيش الإسرائيلي من بينها مثلا "خطأ في تحديد هوية" الهدف.

وأجرت كانبيرا التحقيق لأن الأسترالية، لالزامي "زومي" فرانككوم، كانت في عداد عمال منظمة "وورلد سنترال كيتشن" (المطبخ المركزي العالمي) الخيرية الأميركية السبعة الذين قُتلوا خلال أبريل في غزة عندما استُهدفت قافلتهم من طريق الخطأ بغارة جوية بعدما ظنّ الجيش الإسرائيلي أن عرباتها تابعة لحماس.

وأثار مقتل عمال الإغاثة السبعة وهم بالإضافة إلى المواطنة الأسترالية ثلاثة بريطانيين وأميركي-كندي وبولندي وفلسطيني غضبا عالميا ومطالبات بضمان سلامة الطواقم الإنسانية في القطاع الفلسطيني.

وتم تكليف قائد القوات الجوية الأسترالية السابق، مارك بينسكين، بإجراء هذا التحقيق.

والتحقيق الذي رُفعت عنه السرية، ونشر الجمعة، يفيد بأن 3 مركبات في قافلة المساعدات "ضُربت بتتابع سريع نسبيا" بعد أن اعتُبرت مركبات مشبوهة.

وخلص تحقيق بينسكين إلى أن طائرة استطلاع إسرائيلية صنفت هذه المركبات على أنها أهداف للقصف بعدما رصدت أسلحة كان بعض أفراد الأمن في المنظمة الخيرية يحملونها.

وبحسب التقرير، فإن الغارة هي نتيجة "انهيار كبير في الوعي بالموقف". و"وورلد سنترال كيتشن" هي منظمة غير حكومية تتخذ في الولايات المتحدة مقرا لها وأسسها الطاهي الشهير، خوسيه أندريس، وهي تقدم الطعام للمناطق المنكوبة بأزمات إنسانية وكوارث طبيعية.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، أقر إثر الغارة بأن قواته قتلت هؤلاء المتطوعين "عن غير قصد".

منطقة تل السلطان في رفح أصبحت عبارة عن مشهد من الدمار
منطقة تل السلطان في رفح أصبحت عبارة عن مشهد من الدمار

نظّم الجيش الإسرائيلي، الجمعة، جولة للصحفيين في الشريط الحدودي جنوبي غزة، والذي أصبح يمثل العائق الأكبر في محادثات وقف إطلاق النار، بالإضافة إلى منطقة مدمرة مجاورة حيث تقاتل القوات الإسرائيلية مسلحي حماس منذ أشهر. 

والجولة التي تمت بمرافقة عسكرية قدمت لمحة نادرة عن مدينة رفح الواقعة جنوب غزة، وممر فيلادلفيا، الشريط الضيق الذي يحد مصر، والذي سيطرت عليه القوات الإسرائيلية، في مايو، وفق تقرير مصوّر نشرته أسوشيتد برس.

رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، أكد أن إسرائيل يجب أن تحتفظ بالسيطرة عليه في أي اتفاق لوقف إطلاق النار، وهو مطلب ترفضه حماس ومصر.

الممر بدا كئيبا وفق وصف وكالة أسوشيتد برس، بالرغم من تعبيد طريق جديد على طول السياج الحدودي، ليحل محل الطريق المتضرر السابق.

الطريق يتوسط مساحات واسعة من التراب المترامي على مدى النظر الناجم عن عمليات الحفر بواسطة الجرافات الإسرائيلية، وعدد قليل من المباني المدمرة.

في الأفق، امتدت معالم رفح المدمرة، بينما يمكن رؤية صحراء شبه جزيرة سيناء المصرية على الجانب الآخر من الحدود.

نتانياهو ذكر أن عددا من الأنفاق التي تم اكتشافها في الممر تحت الحدود استُخدمت من قبل حماس لتهريب الأسلحة، لكن مصر من جانبها فندت ذلك وأكدت أنها أغلقت جميع الأنفاق على جانبها قبل سنوات.

منطقة تل السلطان المجاورة في رفح، أصبحت عبارة عن مشهد من الدمار هي الأخرى، وذلك بعد شهور من الغارات العسكرية الإسرائيلية.

أكوام ضخمة من الأنقاض، التي كانت في السابق منازل للفلسطينيين، امتدت على طول الطرق. فيما ظلت بعض هياكل المباني الخرسانية المحطمة قائمة.

المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، قال إن القوات لا تزال تقاتل مسلحي حماس الذين يعملون من "متاهة من الأنفاق" تحت المنطقة.

كما أشار إلى مدخل نفق حيث قُتل ستة رهائن إسرائيليين قبل أسبوعين عندما اقتربت القوات الإسرائيلية من المكان.

الجيش ذكر أنه تم اكتشاف مدخل النفق في منزل عن طريق الصدفة عندما كانت جرافة تعمل وكادت تسقط في المدخل.

وفي اليوم التالي، عثروا على جثث الستة، الذين يبدو أنهم قُتلوا بالرصاص.

وقال هاغاري: "نجمع جميع الأدلة والحمض النووي لتحديد وملاحقة الذين ارتكبوا هذه الجريمة المروعة".

وكانت القوات الإسرائيلية قد دخلت رفح في مايو، ما أجبر نحو 1.4 مليون فلسطيني على الفرار، بما في ذلك سكان رفح ومئات الآلاف من الأشخاص الذين لجأوا إلى المنطقة من أجزاء أخرى من غزة. وهم الآن موزعون في جنوب ووسط غزة.

الصحفيون المشاركون في جولة الجمعة لم يتمكنوا من زيارة أجزاء أخرى من المدينة، حيث منعت إسرائيل الصحفيين الدوليين من دخول غزة بشكل مستقل منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر الذي أشعل الحرب، رغم أنها قامت في السابق بتنسيق زيارات محدودة لبعضهم إلى مناطق أخرى من غزة.