مع تصاعد الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وحزب الله، تراجعت عدد الغارات التي تستهدف غزة، بحسب تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست.
ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم الدفاع المدني، محمود بصل، أن يوم الاثنين شهد "أربع غارات إسرائيلية فقط، مقارنة مع متوسط 15 غارة على الأقل في الأيام السابقة".
وأضاف أنه كانت هناك طائرات مسيرة في سماء غزة على مدار الساعة، ولكن خلال اليومين الماضيين تراجع عددها، وقال: "على الأقل الآن يمكننا النوم من دون أصوات الطائرات المسيرة".
وخلال الفترة الماضية، كثفت إسرائيل ضرباتها في لبنان "مما يشير إلى تحول في تركيزها من قتال حماس في غزة، إلى قتال حزب الله في لبنان"، بحسب الصحيفة.
النازحون الفلسطينيون في غزة، أعربوا عن تعاطفهم مع لبنان بسبب القصف الإسرائيلي، ولكنهم قالوا إنهم "يشعرون بالإحباط بسبب التحديات المستمرة في غزة".
نجوى دحمان (40 عاما)، التي تعيش في خيمة في دير البلح منذ أشهر قالت للصحيفة: "عليهم إيجاد حل للحرب في غزة أولا، قبل الدخول في مواجهات جديدة"، في إشارة إلى إسرائيل والأطراف المتحاربة.
وذكرت أن الجميع يتابع "الأحداث في لبنان" لكن معاناتهم في غزة "منذ ما يقرب من عام لا يمكن مقارنتها بأي مكان آخر في العالم".
رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، دعا قواته، الأربعاء، إلى الاستعداد لـ"دخول محتمل" إلى لبنان، فيما يواصل سلاح الجو قصف أهداف لحزب الله في أنحاء مختلفة من هذا البلد.
وخاطب عناصر لواء مدرع بحسب بيان أصدره الجيش قائلا: "يمكنكم سماع الطائرات هنا. نحن نهاجم طوال اليوم. والهدف هو التمهيد لدخولكم المحتمل وأيضا مواصلة ضرب حزب الله".
وفي وقت سابق، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه استدعى لواءين احتياطيين من أجل "مهام عملياتية" في الشمال حيث يتصاعد القصف المتبادل عبر الحدود مع حزب الله اللبناني.
محمد الواوي (51 عاما)، أجبرته الحرب في غزة على النزوح ثماني مرات، قال للصحيفة: "أصبح لبنان القصة الأبرز في الأخبار، ومحط أنظار السياسيين، في حين تم تهميش غزة وتركت دون أن يلتفت إليها أحد".
وأضاف "لا أتمنى أن يحدث في لبنان ما حدث في غزة.. آمل أن يكون هناك أشخاص حكماء يستطيعون إيقاف الأحداث الحالية، ومنع تفاقم الوضع إلى حرب لا معنى لها".
وقال أيمن الأمريتي (42 عاما) لوكالة فرانس برس إن "الاهتمام الإعلامي بقطاع غزة أصبح ثانويا"، معتبرا أن هذا الأمر يشجع إسرائيل على "ارتكاب مزيد من الجرائم".
وخلال أيام، سيمر عام على هجوم حماس في السابع من أكتوبر الذي أدى إلى مقتل حوالي 1200 شخص، واحتجار 250 رهائن، فيما شنت إسرائيل حربا على غزة أسفرت عن مقتل أكثر من 41 ألف شخص وإصابة نحو 100 ألف آخرين، وأدت إلى أزمة إنسانية.
ومنذ تكثيف إسرائيل قصفها على لبنان، تراجعت حصيلة الوفيات اليومية في غزة، بحسب بيانات وزارة الصحة في القطاع التابعة لحماس.
ورغم المحاولات الدبلوماسية المستمرة منذ أشهر لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، إلا أنها واجهت العقبات والفشل حتى الآن، فيما تزايد التصعيد بين إسرائيل وحزب الله.
وقال جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأميركي، الثلاثاء، إن الرئيس الأميركي، جو بايدن، "لا يزال ملتزما بوقف إطلاق النار في غزة، وتأمين صفقة الرهائن، ويسعى أيضا إلى تهدئة التوترات في لبنان".
وحذر بايدن مجددا من أن "حربا شاملة هي أمر محتمل"، وذلك على الرغم من أن البنتاغون اعتبر أن عملية برية إسرائيلية داخل لبنان لا تبدو "وشيكة".
وأعلن الجيش الاسرائيلي أنه قصف أكثر من ألفي هدف لحزب الله في لبنان في الأيام الثلاثة الاخيرة، من ضمنها مئات الأهداف، الأربعاء.
وخلفت الضربات الإسرائيلية الأولى في لبنان الاثنين 558 قتيلا وأكثر من 1800 جريح، بحسب السلطات اللبنانية، وهي أكبر حصيلة تسجل في يوم واحد منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975 - 1990).
وفي المجموع أوقعت الضربات الإسرائيلية 1247 قتيلا في لبنان منذ أكتوبر، غالبيتهم من المدنيين، وفق السلطات اللبنانية.