أعلن حزب الله مقتل أمينه العام، حسن نصر الله، السبت، إثر غارة إسرائيلية
أعلن حزب الله مقتل أمينه العام، حسن نصر الله، السبت، إثر غارة إسرائيلية

 تتعقب إسرائيل وتغتال قادة من جماعة حزب الله في لبنان، وحركة حماس في قطاع غزة، وسط تصاعد حاد في المواجهات المستمرة منذ قرابة العام.

وفيما يلي قائمة ببعض عمليات الاغتيال التي استهدفت قيادات في حزب الله وحماس وأشارت أصابع الاتهام فيها إلى إسرائيل.

 حزب الله

 حسن نصر الله

أعلنت الجماعة اليوم السبت مقتل زعيمها حسن نصر الله، في تأكيد لإعلان الجيش الإسرائيلي أنه قتله في قصف جوي على بيروت في اليوم السابق.

يمثل مقتله ضربة موجعة لحزب الله الذي يعاني من حملة هجمات إسرائيلية تتصاعد حدتها. كما أنه ضربة كبيرة لإيران، نظرا للدور الرئيسي الذي كان يلعبه في إطار "محور المقاومة" الإقليمي المدعوم من طهران.

 إبراهيم قبيسي

قال مصدران أمنيان في لبنان إن غارة جوية على الضاحية الجنوبية لبيروت في 24 سبتمبر أيلول تسببت في مقتل قبيسي القائد بمنظومة الصواريخ التابعة لحزب الله والعضو الكبير فيها.

 إبراهيم عقيل

قتلت غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت في 20 سبتمبر أيلول قائد عمليات حزب الله إبراهيم عقيل العضو بأرفع هيئة عسكرية للجماعة.

وعقيل الذي استخدم أسماء مستعارة منها تحسين وعبد القادر عضو في مجلس الجهاد، وهو أعلى هيئة عسكرية بجماعة حزب الله.

واتهمت الولايات المتحدة عقيل بالضلوع في تفجير السفارة الأميركية في بيروت بشاحنات مفخخة في أبريل نيسان 1983، والذي تسبب في مقتل 63 شخصا، وتفجير ثكنة لمشاة البحرية الأميركية بعد ستة أشهر في واقعة أسفرت عن مقتل 241 جنديا أميركيا.

أحمد وهبي

قتل أحمد وهبي في ضربة إسرائيلية استهدفت عددا من كبار القادة، منهم إبراهيم عقيل، على الضاحية الجنوبية لبيروت في 20 سبتمبر أيلول. ووهبي قائد كبير أشرف على العمليات العسكرية لقوة الرضوان، قوة النخبة في حزب الله، في حرب غزة حتى أوائل 2024.

فؤاد شُكر

تسببت ضربة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت في 30 يوليو تموز في مقتل القائد العسكري الكبير بالجماعة فؤاد شُكر الذي وصفه الجيش الإسرائيلي بأنه الذراع اليمنى للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.

وكان شُكر أحد الشخصيات العسكرية البارزة في حزب الله منذ أن أنشأه الحرس الثوري الإيراني قبل أكثر من أربعة عقود.

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على شُكر في عام 2015 واتهمته بلعب دور مركزي في تفجير ثكنة مشاة البحرية الأميركية في بيروت عام 1983.

 محمد ناصر

لاقى محمد ناصر حتفه في غارة جوية إسرائيلية في الثالث من يوليو تموز. وأعلنت إسرائيل مسؤوليتها قائلة إنه كان يقود وحدة مسؤولة عن إطلاق النار عليها من جنوب غرب لبنان.

وبحسب مصادر أمنية كبيرة في لبنان كان ناصر، القائد الكبير في حزب الله، مسؤولا عن قسم من عمليات حزب الله على الحدود.

طالب عبد الله

قُتل القائد الميداني الكبير في حزب الله طالب عبد الله في 12 يونيو حزيران في غارة أعلنت إسرائيل المسؤولية عنها وقالت إنها قصفت مركزا للقيادة والتحكم بجنوب لبنان.

وقالت مصادر أمنية في لبنان إنه كان قائد حزب الله في المنطقة الوسطى من الشريط الحدودي الجنوبي وكان من نفس رُتبة ناصر.

ودفع اغتياله جماعة حزب الله إلى إطلاق وابل هائل من الصواريخ عبر الحدود على إسرائيل.

 حماس

محمد الضيف

قال الجيش الإسرائيلي إن محمد الضيف قُتل بعد أن شنت طائرات مقاتلة غارة جوية على منطقة خان يونس في 13 يوليو تموز وذلك بعد تقييم استخباراتي. وكان الضيف قد نجا من سبع محاولات اغتيال إسرائيلية.

ويُعتقد أن الضيف كان أحد العقول المدبرة للهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول على جنوب إسرائيل. ولم تؤكد حماس مقتله.

 إسماعيل هنية

أعلنت حماس عن اغتيال إسماعيل هنية في ساعة مبكرة من فجر يوم 31 يوليو تموز في إيران.

وقُتل هنية بصاروخ أصابه بصورة مباشرة في مقر ضيافة رسمي في طهران حيث كان يقيم. ولم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن اغتياله.

صالح العاروري

قُتل العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، في هجوم بطائرة مسيرة استهدف مكتب الحركة في الضاحية الجنوبية لبيروت في الثاني من يناير كانون الثاني 2024.

وكان العاروري أيضا مؤسس كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس.

آراء متباينة بين الشباب حول سبل حل الصراع في الشرق الأوسط
آراء متباينة بين الشباب حول سبل حل الصراع في الشرق الأوسط

عام كامل مر على الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في غزة، وتتزامن الذكرى الأولى أيضا مع تكثيف الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية ضد حزب الله في لبنان، لتثير التطورات المتلاحقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط  قلق الشباب العراقي بشأن مستقبلهم وأمن بلادهم، في ظل التحذيرات من أن يتحول هذا الصراع إلى "حرب شاملة".

وجهات نظر هؤلاء الشباب تنوعت بشأن "الدور" المتوقع للعراق في المرحلة المقبلة، لا سيما مع وجود فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران دخلت خط الصراع.

وتباينت ردود أفعال شباب تحدثوا لموقع الحرة بشأن موقفهم من تطور الأحداث المتسارع، فالبعض ذكر أن التصعيد في المنطقة قد يؤدي إلى نتائج وخيمة، وعبروا عن رفضهم لأن يتحول العراق ساحة للصراعات بدلاً من أن يكون لاعبًا رئيسيًا للتهدئة والسلام.

بينما قال آخرون إن خيار التصعيد السياسي والعسكري هو السبيل الوحيد لردع أي تهديدات مستقبلية، بعد أن فشلت مبادرات السلام والتهدئة في نزع فتيل الأزمة، بحسب تعبيرهم.

مع جهود السلام .. لكن بتوحيد الإرادات أولا

الناشط شبّر عبد الوهاب قال لموقع الحرة، إنه من دعاة السلام والتهدئة ويرفض مبدأ التصعيد، وإن شباب العراق يحمل آمالًا كبيرة لمستقبل المنطقة ويرى في السلام السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار.

يضيف عبد الوهاب أن الشباب، إذا كان لهم دور في اتخاذ القرار، فمن المرجح أن يتّبعوا نهجًا سلميًا يركز على الحوار، متجنبين التصعيد العسكري الذي قد يهدد أمن العراق ويعمق الأزمات في المنطقة.

وفي ظل الظروف الحالية، يقول عبد الوهاب إن الشباب العراقي يبقى متفائلاً بشأن إمكانية تحقيق السلام، ولكنهم يدركون أن ذلك يتطلب جهودًا متكاملة وتعاوناً بين جميع الأطراف.

عبد الوهاب أضاف أن مفهوم السلام يعني وجود دولة قوية تحمي الحقوق وتدافع عن السيادة والهوية الوطنية، وهذا لا يعني برأيه، أن ينأى العراق عن دوره الإنساني والدبلوماسي في مساعدة الآخرين، سيما في ظل التهديدات الإسرائيلية الأخيرة.

وذكر عبد الوهاب أن الدفاع عن النفس والسيادة من الحقوق الأساسية، شريطة أن يتحقق ذلك عبر الدولة "التي هي من تحدد قوانين اللعبة"، من خلال الجهد الدبلوماسي وتعزيز السياسة الخارجية، وليس عبر التشتت في مراكز صنع القرار كما يحدث حاليا، حينما عجزت الدولة عن فرض إرادتها والسيطرة على الفصائل المسلحة التي لا تأخذ بنظر الاعتبار موقف العراق الرسمي والقرارات التي يتخذها.

هذا التشتت، يقول عبد الوهاب، جعل الشباب في حيرة من أمرهم. ويقول إنهم يريدون السلام وإبعاد العراق عن هذه "الفوضى" لكن ليس على حساب الفلسطينيين واللبنانيين، بحسب تعبيره.

وذكر عبد الوهاب أن دور الشباب في المرحلة المقبلة مهم جدا في حال منحوا فرصة المشاركة في مراكز صنع القرار، من خلال الوقوف إلى جانب الجهات التي تدعو إلى الحوار والتفاوض والتهدئة ورفض لغة الحرب والصراع، وأيضا مشاركتهم في مبادرات الدعم الإنساني والمادي والدبلوماسي.

حملات الضغط و"التواصل الاجتماعي" سلاح آخر للتهدئة

الناشط الشاب عزيز شيركاني أشاد بموقف العراق الرسمي الداعم للفلسطينين واللبنانيين، ودعوته إلى التهدئة وتحقيق السلام الشامل وتقديم المساعدات الإنسانية والمادية لضحايا هذا الصراع.

لكن شيركاني أوضح لموقع الحرة، أن هذا الموقف الرسمي واجهه رد فعل مغاير من قبل الفصائل المسلحة التي تنفذ عمليات وتشن هجمات عبر الحدود. فهذه العمليات، برأيه، ستؤدي إلى توسيع دائرة الحرب إلى مناطق أخرى في سوريا والعراق.

يضيف شيركاني أن الصراع المسلح أينما كان "له تبعات خطيرة على الجميع"، ويشير إلى أهمية تعزيز جهود وقف إطلاق النار في المنطقة لمنع وقوع المزيد من الضحايا الأبرياء من أطفال ونساء في غزة ولبنان.

ورغم التحديات التي تواجه دول المنطقة، يقول شيركاني إن الشباب العراقي قادر على لعب دور محوري في جهود إنهاء الصراع، من خلال المشاركة في حملات الضغط التي تدعو إلى السلام وتحذر من مخاطر التوسع في العمليات العسكرية.

وأشار شيركاني إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي هي أداة مهمة بيد الشباب لنقل الحقيقة والكشف عن الجهات التي تثير الفتنة وتنتفع من استمرار الصراع في الشرق الأوسط.

الشباب، بالنسبة لشيركاني، هم الأساس في بناء جسور الحوار وتعزيز السلام، وهم الجيل القادر على تغيير الواقع الحالي وبناء مستقبل أفضل، على حد قوله.

تصعيد لا بد منه .. رغم التبعات

المنتجة السينمائية الشابة، شهد الطائي، كان لها رأي آخر، وتقول إن بعد فشل جهود السلام ودعوات الحوار، بات على العراق اليوم أن يعزز دوره المحوري لمساعدة دول المنطق التي تتعرض لتهديدات.

الطائي ذكرت لموقع الحرة، أنها مع فكرة التصعيد رغم التبعات، فهذا التصعيد برأيها، هو الحل الوحيد لإيقاف الطرف الآخر الذي لا يستمع إلى الاصوات التي تدعو إلى التهدئة ووقف إطلاق النار، بحسب تعبيرها.

وتعترف الطائي أن تصعيد العراق في موقفه ستكون له تداعيات، لكنها أوضحت أنه بلد قوي وقادر على مواجه هذه "الضربات"، فما يحدث في المنطقة أمر "غير طبيعي" برأيها، وتقول إنه من غير المعقول أن تقف الدولة مكتوفة اليدين.

وتتساءل الطائي "ماذا حققت الجهات الداعية للتهدئة أمام هذا العدد الهائل من الضحايا وما خلفته آلة الحرب من دمار وتهجير ونزوح في المنطقة؟".

تقول المنتجة السينمائية إن الموقف العراقي يجب أن يأخذ بعين الاعتبار كرامة الإنسان وأن يتبع نفس الأساليب التي يستخدمها الطرف الإسرائيلي والأعذار التي يلجأ إليها في النزاع الذي يشهده الشرق الأوسط، بحسب تعبيرها.

رسالة وأهداف عدة.. ماذا وراء هجمات الميليشيات العراقية على إسرائيل؟
وفي حين يقول الخبراء إنها تحمل أهدافا لا تنفصل عن الوضع الذي يعيشه حزب الله في لبنان، يشيرون في المقابل إلى أنها "قد تكون جزءاً من عمليات الإسناد" التي أخذت شكلا جديدا خلال الأشهر الماضية لما يعرف بـ"وحدة الساحات".

وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، حذر من "تبعات خطيرة" جراء توسيع رقعة الحرب بالمنطقة.

وأضاف في تدوينة له على منصة (إكس)، أنه خلال مشاركته في اجتماع طارئ للدول الاعضاء في جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، وذلك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها 79، أكد أهمية عقد قمة طارئة مشتركة للدول العربية والإسلامية "للتباحث بشأن الأوضاع الخطيرة التي تمر بها المنطقة والخروج بمقررات فاعلة لوقف اطلاق النار في قطاع غزة والضفة الغربية و لبنان والبحر الأحمر".

وأوضح أن "توسيع رقعة الحرب الدائرة في المنطقة قد يفضي إلى تبعات خطيرة يأتي في مقدمتها توفير مناخ ملائم لقيام التنظيمات الإرهابية بإعادة نشاطها الإرهابي"، بحسب تعبيره.

وتحسّن تصنيف العراق بمؤشر السلام العالمي لعام 2024، حيث ارتفع مرتبتين مقارنة بالعام الماضي.

وبحسب تصنيف المؤشر GPI، الذي صدر عن معهد الاقتصاد والسلام العالمي للعام الحالي، فإن العراق جاء بالمرتبة 151 عالمياً من أصل 163 دولة حول العالم. والعراق في هذا التصنيف جاء في المرتبة 16 إقليميا من أصل 20 دولة من الشروق الأوسط وشمال أفريقيا.

السفيرة الأميركية لدى العراق، ألينا رومانوفسكي، قالت بدورها، إن التهديدات لأمن العراق واستقراره وسيادته لا تزال قائمة. 

وأضافت في تغريدة على منصة "إكس" بمناسبة اليوم الدولي للسلام، في 21 سبتمبر الماضي، أن الولايات ملتزمة "بالعمل جنبا إلى جنب مع شركائنا في الحكومة العراقية والمجتمع المدني لتعزيز عراق سلمي ومزدهر للأجيال القادمة".

وتقول الأمم المتحدة إن السلام لا يعني غياب الصراعات فحسب، وإنما يتطلب أيضاً "عملية تشاركية ديناميكية إيجابية يُشجع فيها الحوار وتُحل النزاعات بروح التفاهم المتبادل والتعاون".

وفي عالم يشهد تصاعدا في وتيرة التوترات الجيوسياسية والصراعات طويلة الأمد، تشير المنظمة الدولية إلى أنها رسمت القيم اللازمة لثقافة السلام، والتي تشمل احترام الحياة وحقوق الإنسان والحريات الأساسية، وتعزيز اللاعنف، والالتزام بالتسوية السلمية للصراعات؛ والتمسك بالحرية والعدالة والديمقراطية والتسامح والتضامن والتعاون والتعددية والتنوع الثقافي والحوار والتفاهم على جميع مستويات المجتمع وبين الأمم.

وأقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في القرارات اللاحقة، بأهمية اختيار المفاوضات بدلا من المواجهة، و"العمل معاً وليس ضد بعضنا البعض" بحسب تعبيرها.