الحرب في غزة خلقت دمارا واسعا
الحرب في غزة خلقت دمارا واسعا

12 شهرا على الحرب في غزة.. انطلقت الشرارة في إسرائيل مع عبور مسلحي حماس الحدود وإطلاقهم النار على مهرجان للموسيقى واقتحام المنازل في البلدات المحاذية، وتبع ذلك عملية عسكرية إسرائيلية لا تزال مستمرة حتى الآن، والنتيجة قتلى وجرحى بالآلاف في غزة وإسرائيل ولبنان ومعاناة إنسانية لا تتوقف.

ويورد موقع الحرة بالأرقام بعض تفاصيل هذه المعاناة..

في ذلك اليوم، السابع من أكتوبر قبل عام، قتل مسلحو حماس، التي تصنفها الولايات المتحدة وعدة دول أخرى منظمة إرهابية، نحو 1200شخص في إسرائيل، معظمهم من المدنيين واختطفوا أكثر من 250 رهينة، وفقا للحكومة الإسرائيلية.

ولا يزال هناك حوالي 100 رهينة في غزة لا يعرف مصيرهم، يُعتقد أن ثلثهم لقوا حتفهم.

ووفق الأمم المتحدة، فإن بعض هؤلاء ربما يتعرضون لمعاملة غير إنسانية، ويتم حرمانهم من الحصول على مساعدات، أو السماح لهم بلقاء مسؤولي اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

ليز كاثكارت، من برنامج مكافحة الإرهاب التابع للمجلس الأطلسي، قالت إن محنة الرهائن تمتد لذويهم الذين تعرضوا لدمار نفسي كبير، اما الرهائن الذين تم إطلاق سراحهم، فإن إعادة دمجهم في المجتمع تظل أمرا صعبا.

وفي موقع مهرجان نوفا للموسيقى، حيث تجمع الإسرائيليون، اليوم الاثنين، للاستماع إلى آخر مقطوعة موسيقية تم عزفها هناك في مثل ذلك اليوم قبل عام. تذكر الحاضرون مقتل 364 شخصا واحتجاز آخرين رهائن.

وفي غزة، أدى الهجوم العسكري الإسرائيلي على القطاع إلى مقتل 41909 فلسطينيين وإصابة 97303 منذ السابع من أكتوبر 2023، وفق أرقام وزارة الصحة في قطاع غزة.

وشردت الحرب معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وتسببت في أزمة إنسانية عاتية.

وتقول الأمم المتحدة إنه تم تهجير كامل سكان غزة تقريبا، وعدد كبير منهم نزحوا عدة مرات، ولم يجدوا مكانا آمنا يذهبون إليه.

ويتعرض آلاف الفلسطينيين للاعتقال التعسفي، وتفيد بعض التقارير بتعرضهم للتعذيب وغيره من ضروب المعاملة اللاإنسانية.

روى دامون، من مركز رفيق الحريري للشرق الأوسط التابع للمجلس الأطلسي، تقول إن إغلاق معبر رفح الحدودي مع توغل إسرائيل في جنوب القطاع، أدى إلى انخفاض المساعدات الإنسانية التي لم تكن أبدا بالمستويات المطلوبة منذ البداية.

ولا يمكن تلبية الاحتياجات الأساسية للسكان بشكل كاف مع صعوبة وصول السكان إلى خدمات الرعاية الصحية أو الغذاء أو الكهرباء أو المساعدات الإنسانية.

حرم الأطفال من سنة دراسية كاملة، وتعرضت المدارس التي تؤوي الأسر النازحة للقصف بشكل متكرر، وتعرض العاملون في مجال الرعاية الصحية والمستشفيات لهجمات متكررة.

هناك أيضا انتشار للأمراض المعدية مما يعرض حياة الأطفال للخطر، بعدما أصبحت أجسامهم ضعيفة للغاية بسبب سوء التغذية، وهو ما يجعلهم غير قادرين على مقاومة العدوى.

وهذا الوضع يخلق المزيد من الضغوط على المستشفيات التي تعاني بالفعل من أوضع صعبة.

وفي الضفة الغربية، أدى استخدام القوات الإسرائيلية للقوة المفرطة، إلى جانب العنف من جانب المستوطنين وهدم المنازل، إلى ارتفاع حاد في عدد القتلى والدمار الواسع النطاق والنزوح القسري، وفق الأمم المتحدة.

وقتل في غزة أكثر من 300 عامل إغاثة، أغلبهم من الأونروا،  مما يجعل غزة المكان الأكثر خطورة بالنسبة لعمال الإغاثة.

وفي لبنان، قتل ما لا يقل عن ألفي شخص، من بينهم 127طفلا، على مدار العام الماضي، بعدما دخل حزب الله الحرب تضامنا مع غزة.

وأغلب هؤلاء القتلى، سقطوا خلال الأسبوعين الماضيين، بعدما شنت إسرائيل عملية توغل بري في الثلاثين من سبتمبر.

وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من مليون لبناني نزحوا من منازلهم، بما في ذلك عشرات الآلاف الذين فروا عبر الحدود إلى سوريا المجاورة.

ويقول موقع Relief Web الإغاثي إن أكثر من 346 ألف نازح في لبنان يحتاجون إلى المساعدة بشكل عاجل.

وقال الجيش الإسرائيلي في الذكرى السنوية الأولى للهجمات إن إسرائيل أصابت أكثر من 40 ألف هدف في القطاع، خلال العام الماضي، واكتشفت 4700 فتحة نفق، ودمرت ألف موقع لإطلاق الصواريخ.

ووفق بينات نشرها الجيش الإسرائيلي عن عملياته في قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان، قُتل حوالي 17 ألف من مسلحي حماس وجماعات مسلحة أخرى، في قطاع غزة منذ بداية الحرب، بالإضافة إلى حوالي ألف مسلح داخل إسرائيل في 7 أكتوبر.

وقتل 726 جنديا إسرائيليا منذ السابع من أكتوبر، ومن بين هؤلاء، قتل 380 في الحملة العسكرية التي بدأت في ذلك اليوم، و346 في الحرب البرية التي بدأت في 27 أكتوبر 2023.

وبلغ عدد الجنود المصابين في عام 4576 جنديا، وتوفي 56 نتيجة لحوادث خلال العمليات لم يحددها الجيش.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه جند 300 ألف جندي احتياطي منذ بدء الحرب.

وتوضح صحيفة نيويورك تايمز أن إسرائيل أرسلت أكثر من 20 ألف جندي للسيطرة على مدينة غزة وضواحيها، مصحوبة بمئات الدبابات، بعد حملة قصف جوي مكثفة استمرت 3 أسابيع.

وقال الجيش إنه قتل 8 من قادة ألوية فصائل مسلحة من غزة، ونحو 30 قائد كتيبة و165 قائد سرية خلال العام.

واستجوبت وحدة 504 التابعة لمديرية الاستخبارات العسكرية نحو 7 آلاف فلسطيني في قطاع غزة، تم اعتقال العديد منهم ونقلهم إلى إسرائيل لمزيد من الاستجواب. 

وتشير الإحصاءات التي أعلنها الجيش إلى أنه منذ بدء الحرب، انطلق 13200 صاروخ على إسرائيل من غزة وانطلق 12400صاروخ آخر من لبنان، بينما انطلق 60 صاروخا من سوريا و180 من اليمن و400 من إيران.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه قتل أكثر من 800 "إرهابي" في لبنان، معظمهم من حزب الله. وشمل العدد 90 قياديا في التنظيم. وأصاب الجيش 4900 هدف من الجو ونحو ستة آلاف هدف بري.

وخلال عام، اعتقلت إسرائيل أكثر من 5 آلاف شخص في الضفة الغربية وغور الأردن، تقول إنهم مشتبه بهم.

جويس مسويا، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة بالإنابة ومنسقة الإغاثة الطارئة تقول: "لا يمكن لأي إحصائيات أو كلمات أن تنقل بشكل كامل مدى الدمار الجسدي والعقلي والمجتمعي الذي حدث".

وتضيف: "لكننا نعرف ما يجب أن يحدث: يجب إطلاق سراح الرهائن ومعاملتهم بإنسانية. ويجب حماية المدنيين وتلبية احتياجاتهم الأساسية. ويجب إطلاق سراح الفلسطينيين المعتقلين تعسفيا. ويجب حماية العاملين في المجال الإنساني وتسهيل عملهم. إن مرتكبي هذه الجرائم يجب أن يتحملوا المسؤولية عن أي انتهاكات خطيرة للقانون الإنساني الدولي. ويجب أن يتوقف الهجوم على غزة".

اجتماع للحكومة الإسرائيلية  - صورة أرشيفية - رويترز
اجتماع للحكومة الإسرائيلية - صورة أرشيفية - رويترز

يعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، مساء السبت، مشاورات لتلقي تقرير مفصل من فريق التفاوض الذي عاد من الدوحة، والبت في الخطوات المقبلة لإطلاق سراح الرهائن.

ورد مكتب نتانياهو على إعلان حماس باستعدادها إطلاق سراح رهينة إسرائيلية تحمل الجنسية الأميركية إضافة إلى أربعة جثامين ضمن اتفاق.

وقال مكتب نتانياهو، إن إسرائيل قبلت بمقترح ويتكوف، لكن حماس تصر على رفضها وتستمر في ممارسة الحرب النفسية.

فيما طالبت عائلات الرهائن بالتوصل بشكل فوري لاتفاق شامل لاستعادة جميع الرهائن المحتجزين في غزة وعددهم تسعة وخمسون.

وتعرض الأجهزة الأمنية، مساء السبت، على رئيس الوزراء عدة خيارات تتعلق بعمليات عسكرية أكثر هجومية في غزة، لكنها لا تصل إلى حد القتال الفعلي، بحسب هيئة البث الإسرائيلية.

وتأتي هذه الخطوة بعد نحو أسبوعين من انتهاء المرحلة الأولى من الاتفاق، واستمرار وقف إطلاق النار دون إطلاق سراح الرهائن، على الرغم من تصريحات سابقة لنتانياهو والمقربين منه بأنهم لن يسمحوا بذلك.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية، إن حركة حماس وافقت على اقتراح المبعوث الأميركي، آدم بولر، لكن هذا لم يتم مناقشته في جولة المحادثات في الدوحة.

وأشارت إلى أنه في الوقت نفسه، كانت رسالة التهديد التي وجهها المبعوث، ستيف ويتكوف، إلى حماس تهدف إلى الضغط عليها للموافقة على الاقتراح الذي نوقش في الدوحة في الأيام الأخيرة.

وتضمن الاقتراح  إطلاق سراح خمسة رهائن أحياء، وتسليم عدد آخر من الجثامين، مقابل إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين، ووقف إطلاق النار لمدة خمسين يوما، وعودة إدخال المساعدات الإنسانية، والتزام إسرائيل بالمفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق.