إسرائيل تحيي ذكرى هجوم السابع من أكتوبر
إسرائيل تحيي ذكرى هجوم السابع من أكتوبر

أكد الرئيس الأميركي، جو بايدن، ونائبته، كامالا هاريس، في بيانين بمناسبة ذكرى السابع من أكتوبر، العمل على وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.

وقال بايدن في بيان نشره البيت الأبيض إن "التاريخ سيذكر السابع من أكتوبر باعتباره تاريخا مظلما للشعب الفلسطيني بسبب الصراع الذي أشعلته حماس".

وأضاف: "لن نتوقف عن العمل من أجل التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإعادة الرهائن.. ونستمر في اعتقادنا بأن الحل الدبلوماسي السبيل الوحيد لاستعادة الهدوء في منطقة الحدود الإسرائيلية اللبنانية".

ومن جانبها، قالت هاريس: "لن أنسى أبدا مشاهد الرعب التي رأيناها في السابع من أكتوبر 2023 ومقتل 1200 من الأبرياء بمن فيهم 46 أميركيا... لن أتوقف عن القتال لتحرير الرهائن بمن فيهم 7 مواطنين أميركيين".

وعبرت نائبة الرئيس في بيانها عن شعورها "بحزن شديد بسبب حجم الموت والدمار الذي حدث في غزة خلال العام الماضي".

وأكدت في الوقت ذاته أن التزامها "بأمن إسرائيل لا يتزعزع" و"سأضمن دائما أن يكون لدى إسرائيل ما تحتاجه للدفاع عن نفسها ضد إيران والإرهابيين الذين تدعمهم مثل حماس".

وقالت إنه "حان الوقت للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتحرير الرهائن".

وأكدت أنه "يجب علينا جميعا أن نضمن عدم حدوث أي شيء مثل 7 أكتوبر مرة أخرى.. سأبذل كل ما في وسعي لضمان فشل حماس في مهمتها المتمثلة في إبادة إسرائيل... سأبذل كل ما في وسعي لضمان تحرير شعب غزة من قبضة حماس".

ومن جانبه، قال البنتاغون في بيان نقلته مراسلة الحرة : "مر عام على إقدام حماس على أسوأ هجوم إرهابي في تاريخ إسرائيل... الولايات المتحدة لن تتراجع عن التزامها الثابت بأمن إسرائيل ومحاربة الإرهاب الذي تمارسه حماس وغيرها من الجماعات المتشددة وردع مزيد من التصعيد من جانب إيران".

وأضاف: "البنتاغون يؤكد العمل مع شركاء الولايات المتحدة لإرساء السلام والاستقرار في الشرق الأوسط".

وبدأت إسرائيل، الاثنين، مراسم إحياء الذكرى السنوية الأولى لهجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، وهو اليوم الأكثر دموية في تاريخ البلاد، الذي كان سببا في اندلاع الحرب بقطاع غزة.

وفي رعيم، وتحديدا في موقع الهجوم الذي استهدف مهرجان نوفا الموسيقي، بدأ حشد من الأشخاص المراسم بالوقوف دقيقة صمت في تمام الساعة 6:29 صباحا (3:29 بتوقيت غرينيتش)، وهو توقيت بدء الهجوم غير المسبوق الذي شنته الحركة الفلسطينية، المصنفة إرهابية في أميركا، على إسرائيل.

كلمات بالعبرية تعني "سوف نتذكر" والتاريخ 7.10 مضاءة على مبنى في تل أبيب
زعماء يتفاعلون مع الذكرى الأولى لهجمات 7 أكتوبر
مع حلول الذكرى السنوية الأولى لهجمات السابع من أكتوبر التي شنتها حركة حماس جنوبي إسرائيل، توالت ردود أفعال عالمية، معربة عن تضامنها وتعاطفها مع ضحاياها ومع الرهائن الذين لا يزالون محتجزين في قطاع غزة وسط ظروف إنسانية وصفتها بعض التقارير بالقاسية والصعبة.

هل يلجأ ترامب للضغط على نتانياهو لوقف إطلاق النار في غزة؟
هل يلجأ ترامب للضغط على نتانياهو لوقف إطلاق النار في غزة؟

مع تعهده خلال حملته الانتخابية بإنهاء الحروب، يثير فوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة تساؤلات حول الأدوات التي سيعتمدها للضغط من أجل وقف الحرب في غزة، لا سيما بعد فشل الضغوط التي مارستها إدارة الرئيس جو بايدن على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.

ويرى المحلل السياسي نبيل ميخائيل، عضو الحزب الجمهوري، في تصريحات لموقع "الحرة" أنه لا يزال هناك 70 يوما قبل تنصيب ترامب وقد يحدث فيها وقفا لإطلاق النار في غزة. 

وتوقع مستشار الأمن القومي الأميركي جايك ساليفان الأحد إحراز تقدم في الجهود المبذولة لإنهاء القتال في غزة ولبنان، وتحرير الرهائن المحتجزين لدى حماس في "الأسابيع المقبلة".

وإذا استمرت الحرب التي اندلعت في السابع من أكتوبر العام الماضي إلى ما بعد تنصيب ترامب في 20 يناير القادم، فإنه "لن يتردد في استخدام نفوذه لتعزيز وقف إطلاق النار"، بحسب ميخائيل. 

ويتمتع ترامب بعلاقة وثيقة مع نتانياهو الذي وصف فوز الجمهوريين في الانتخابات بأنه "انتصار كبير".

لكن ميخائيل يقول إن الرئيس المنتخب قد يلجأ إلى إجراءات قوية، مثل التلويح بقطع المعونة العسكرية لإسرائيل كوسيلة ضغط. كما يمكن أن يسعى ترامب لدفع فرنسا للعب دورٍ أكبر في كبح التمدد الإسرائيلي في لبنان، خصوصاً مع تزايد الانتقادات التي وجهها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإسرائيل بشأن سيادة لبنان.

وأشارت صحيفة وول ستريت جورنال إلى أن نتانياهو قد لا تكون لديه نفس القدرة على المناورة مع ترامب الذي من الصعب التنبؤ بأفعاله على عكس التعامل مع بايدن.

أدوات الضغط الاقتصادية والسياسية

ويرى رئيس المجلس الاستشاري في جامعة ميريلاند، الخبير في الشؤون الأميركية والشرق الأوسط، فرانك مسمار، في حديثه مع موقع "الحرة" أن ترامب، كرجل أعمال وسياسي براغماتي، يعتمد على أدوات اقتصادية لدفع التغيير، بما في ذلك خططه لدمج الاقتصاد كجزء من حلول أزمات الشرق الأوسط.

يوضح مسمار وهو عضو في الحزب الجمهوري، أن ترامب يفضل استخدام استراتيجيات اقتصادية، تبدأ بتقديم حلول لإعادة الإعمار والتنمية بعد وقف الحرب، ولفت إلى أن ترامب يرى أن تحقيق استقرار حقيقي في غزة يتطلب حلا اقتصاديا متينا يدعم الاستقرار السياسي.

وفي أول اتصال بينهما منذ عام 2017، أعرب ترامب، للرئيس الفلسطيني محمود عباس، عن عزمه العمل على إنهاء الحرب في غزة.

ويؤكد مسمار أن ترامب قبل الضلوع في تطبيق خطة لوقف إطلاق النار في غزة ستكون هناك رؤية متكاملة لديه للأيام التالية للحرب.

وأكد مسمار أن ترامب ينظر إلى لبنان كجزء من معادلة الاستقرار الإقليمي، إذ يرى ضرورة نزع سلاح الفصائل المسلحة هناك وجعل الدولة اللبنانية مسؤولة بالكامل عن حماية الحدود. "إذا أردنا وقفًا مستداما لإطلاق النار، يجب أن تملك الدولة وحدها السيادة العسكرية على أراضيها"، بحسب ما قال مسمار.

أما في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، فيرى مسمار أن التحدي الأساسي يكمن في مسألة "من يمثل فلسطين اليوم".

ويعتقد مسمار أن ترامب قد يسعى لإجراء تغييرات جوهرية على مستوى القيادات في المنطقة. ويوضح: "خلال حملته، في ميشيغان، سُئل ترامب عن إنهاء الحروب، وكان جوابه يعكس رؤيته بأن هناك شخصيات في الشرق الأوسط يجب تغييرها لتحقيق السلام وفق المنظور الاقتصادي الذي يؤمن به"، في إشارة إلى أن بعض القيادات الحالية قد لا تتماشى مع السياسات الاقتصادية الجديدة التي ينوي طرحها ترامب كجزء من استراتيجيته للسلام.

ويرى مسمار أن هذه الرؤية بدأت في التبلور مع فوز ترامب بالانتخابات و"الترتيبات بدأت تطهر من خلال الحديث عن غلق مكتب حماس في قطر أي أن هناك ضغطا على حماس، بعد أن تم اغتيال قياداتها وكذلك حزب الله في لبنان".

وقال: "ما بعد حماس، هناك عملية ترتيب اتفاقيات معينة بالنسبة للغد وأنا أتصور أنه يتم عرض أسماء معينة يكون عليها توافق إسرائيلي أميركي عربي، وأنا أرجح محمد دحلان كونه من غزة وليس من لاجئي غزة".

"رسائل للعالم"

في المقابل، يرى ميخائيل أن ترامب، على عكس إدارة بايدن التي كانت تتعامل دبلوماسيا بحذر مع نتانياهو، سيعمد إلى توجيه انتقادات علنية، بهدف خلق موجة دولية من الضغط على الحكومة الإسرائيلية، ما يضع نتانياهو أمام تحديات صعبة.

ويشير إلى أن أسلوب ترامب الحازم قد يجبر نتانياهو على تقديم تنازلات، خاصة إذا شعر الأخير بتزايد الضغط العالمي وتغير الأجواء داخل واشنطن.

وترى صحيفة وول ستريت جورنال أنه "إذا كان ترامب يعتقد أن هناك حاجة إلى فرض وقف إطلاق النار في غزة، فسوف يفرضه حتى ولو بالقوة".

وتشير على أنه قد يفعل ذلك سعيا لتحقيق رؤيته بشأن "صفقة كبرى" بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية.

ويقول السعوديون إن هذا يتطلب مسارا لإنشاء دولة فلسطينية بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية.

ويرى مسمار أن ترامب سيواصل السعي لتوسيع "الاتفاقيات الإبراهيمية" بين إسرائيل ودول عربية أخرى، بما في ذلك السعودية.

ورغم أن مسمار يؤكد أن السعودية تظل صاحبة ثقل ديني وسياسي كبير، بحكم موقعها في العالم الإسلامي، فإن التطبيع بينها وبين إسرائيل ليس ذا أولوية كبيرة وقد يأتي مع الوقت، مستبعدا تنازلات كبيرة تقدمها إدارة ترامب.

ويشير مسمار إلى أن العلاقة الوثيقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل لا يمكن تجاهلها؛ فهي شراكة استراتيجية تقوم على أسس سياسية واقتصادية مشتركة، ما يجعل من الصعب على أي من الطرفين تجاهل مطالب الآخر.