Hostages and Missing Families Forum hold a vigil on the one-year anniversary of the October 7 Hamas attack, in London
منتدى الرهائن والعائلات المفقودة يقيم وقفة احتجاجية في الذكرى السنوية الأولى للهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر - لندن

بعد مرور عام على هجوم مسلحي حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر من العام الماضي، أحيى قادة العالم والحكومات الذكرى السنوية الأولى لهذه الأحداث التي أشلعت شرارة الحرب في غزة، وأدخلت المنطقة في دوامة مستمرة من العنف.

وخلال مراسم حداد يهودية أقيمت إحياء للذكرى الأولى للهجوم. أضاء الرئيس الأميركي، جو بايدن، شمعة، ودعا إلى إرساء السلام في منطقة باتت على شفير حرب شاملة.

ووقف الرئيس البالغ 81 عاما والسيدة الأولى، جيل بايدن، دقيقة صمت، بينما قام حاخام بتلاوة الصلوات على أرواح القتلى قبل أن يضيء بايدن شمعة تكريما للضحايا، في مراسم مقتضبة بالبيت الأبيض.

وقال الرئيس الأميركي، في بيان "عانى العديد من المدنيين كثيرا خلال هذا العام من النزاع".

وندد بايدن بـ"الوحشية التي لا يمكن وصفها" لهجوم السابع من أكتوبر، وشدد على أنه وهاريس "ملتزمان بالكامل" حيال أمن إسرائيل في مواجهة إيران وحلفائها الإقليميين: حماس في غزة وحزب الله في لبنان والحوثيون في اليمن.

لكن الرئيس الأميركي وصف السابع من أكتوبر أيضا بأنه "يوم قاتم بالنسبة للشعب الفلسطيني"، مشددا على أنه ونائبته لن يتوقفا "عن العمل من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة".

وأسفر الهجوم المباغت الذي شنته حماس على إسرائيل عن مقتل 1206 أشخاص، معظمهم مدنيون، واحتجاز 250 رهينة. تشمل حصيلة القتلى المستندة إلى أرقام رسمية إسرائيلية الرهائن الذين قتلوا أو لقوا حتفهم أثناء احتجازهم في قطاع غزة.

في المقابل، قتل أكثر من 41909 فلسطينيين، معظمهم مدنيون أيضا، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة منذ بدء الحرب، وفق البيانات الصادرة عن وزارة الصحة في القطاع والتي تعتبرها الأمم المتحدة ذات موثوقية.

واتسع نطاق الصراع على مدار العام الماضي ليصبح أزمة إقليمية تشمل لبنان - حيث تشن إسرائيل غارات جوية مكثفة بعد ما يقرب من عام من بدء مسلحي حزب الله تبادل إطلاق النار مع القوات الإسرائيلية.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن الاثنين هو "يوم للمجتمع العالمي لتكرار إدانتنا الكاملة بأعلى صوت للأعمال البغيضة التي قامت بها حماس، بما في ذلك أخذ الرهائن"، الذين يجب إطلاق سراحهم فورا ودون شروط.

وقال: "لقد ترك هجوم 7 أكتوبر ندوبا في النفوس"، مضيفا: "في هذا اليوم، نتذكر جميع الذين قتلوا بوحشية وعانوا من عنف لا يوصف - بما في ذلك العنف الجنسي - بينما كانوا يعيشون حياتهم ببساطة".

وأضاف أن "موجة العنف وسفك الدماء المروعة" التي اندلعت منذ ذلك الحين "لا تزال تدمر الأرواح وتلحق معاناة إنسانية عميقة بالفلسطينيين في غزة، والآن شعب لبنان" وأنه "حان الوقت لوقف المعاناة".

بدوره، قال البابا فرنسيس إن "فتيل الكراهية" قد أشعل قبل عام و"انفجر في دوامة من العنف - في عجز المجتمع الدولي والدول الأقوى المخزي عن إسكات الأسلحة ووضع حد لمأساة الحرب".

وفي ألمانيا، تم تعليق شريط أصفر على مبنى المستشارية في برلين لتذكر الرهائن الإسرائيليين الذين أخذتهم حماس وتم قراءة أسماء الأشخاص الذين قتلوا واختطفوا في الهجوم أمام بوابة براندنبورغ.

وقال المستشار، أولاف شولتز، إن بلاده تقف إلى جانب إسرائيل. وأضاف: "نشعر معكم بالرعب والألم وعدم اليقين والحزن .. يجب محاربة إرهابيي حماس".

كما لفت شولتز، الذي من المقرر أن يحضر حدثا تذكاريا في كنيس في هامبورغ، الانتباه إلى معاناة الفلسطينيين في غزة، قائلا إن الناس "بحاجة إلى الأمل وآفاق إذا كان عليهم التخلي عن الإرهاب".

وقال إن برلين "تدعو إلى وقف إطلاق النار، وتحرير الرهائن، وعملية سياسية".

من جهته، قال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، على وسائل التواصل الاجتماعي: "الألم لا يزال موجودا، حيا كما كان قبل عام. ألم الشعب الإسرائيلي. ألمنا. ألم الإنسانية المجروحة. لا ننسى الضحايا أو الرهائن أو العائلات".

وقتل أكثر من 40 مواطنا فرنسيا في هجوم 7 أكتوبر. التقى الرئيس الفرنسي بعائلات الرهائن الفرنسيين المحتجزين في غزة.

بدوره، صرح رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر: "بعد مرور عام على هذه الهجمات المروعة، يجب أن نقف بلا لبس مع الجالية اليهودية ونتحد كدولة".

وأضاف رئيس الوزراء البريطاني: "في هذا اليوم من الألم والحزن، نكرم من فقدناهم، ونستمر في عزمنا على إعادة من لا يزالون محتجزين كرهائن، ومساعدة الذين يعانون، وتأمين مستقبل أفضل للشرق الأوسط".

ودعا ستارمر في مجلس العموم إلى بذل مزيد من الجهود الدبلوماسية لوقف الحرب، بينما زار وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي كنيسا يهوديا في لندن.

وأشادت رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني في خطاب، خلال حفل في المعبد اليهودي الكبير في وسط روما بضحايا "العدوان اللاإنساني الذي ارتكبته حماس قبل عام".

وقالت ميلوني، إن تذكر الهجوم وإدانته "ليس مجرد طقس، بل شرط مسبق لأي عمل سياسي لاستعادة السلام في الشرق الأوسط"، مضيفة أن "التردد المتزايد في القيام بذلك يخون معاداة السامية الكامنة والمستشرية التي يجب أن تقلق الجميع".

من جهتها، صرحت الحكومة الإسبانية، في بيان، بأنها "تكرر إدانتها الشديدة للهجمات الإرهابية الوحشية التي شنتها حماس" وتعرب عن تضامنها مع أقارب الرهائن الذين لا يزالون في الأسر".

ودعت مدريد إلى "وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية ... وإنهاء العنف"، متعهدة بمواصلة العمل من أجل "السلام في الشرق الأوسط والتقدم نحو حل الدولتين".

وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إن منطقة الشرق الأوسط على "شفير الاشتعال بالكامل" في الذكرى الأولى لهجوم السابع من أكتوبر.

وقال بوريل في بيان "بعد عام على الهجوم المروع ضد إسرائيل، الوضع يزداد سوءا. سكان المنطقة باتوا يشعرون بعدم الأمان أكثر من أي وقت مضى وهم عالقون في دوامة عنف وحقد وثأر لا تنتهي".

وأضاف "الشرق الأوسط برمته على شفير الاشتعال بالكامل وهو أمر يبدو المجتمع الدولي عاجزا عن السيطرة عليه".

أما الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان،  فقد قال إن إسرائيل "ستدفع ثمن الإبادة" التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني.

وكتب على منصة "إكس" أن "إسرائيل ستدفع عاجل أو آجلا ثمن الإبادة التي ترتكبها منذ عام والتي تواصلها".

وفي أستراليا، حضر رئيس الوزراء، أنتوني ألبانيزي، وقفة احتجاجية في ملبورن، مع أعضاء من الجالية اليهودية ومشرعين من مختلف الأحزاب السياسية.

وقال ألبانيزي إن اليوم يحمل "ألما رهيبا"، مدينا "كل التحيز والكراهية".

في الأرجنتين، موطن أكبر جالية يهودية في أميركا اللاتينية، شارك الآلاف في تظاهرة في بوينوس آيرس تكريما لذكرى الضحايا.

وكتب الرئيس خافيير ميلي على منصة "إكس" باللغتين الإنكليزية والعبرية "أعيدوهم إلى ديارهم حالا"، في إشارة إلى الرهائن المحتجزين في غزة.

كما أقيمت فعاليات مؤيدة للفلسطينيين في العديد من البلدان، حيث تجمع المئات وسط وجود أمني مكثف في قاعة مدينة سيدني لحضور وقفة احتجاجية على الأرواح الفلسطينية التي فقدت، كما أقيمت مسيرة في أكبر مدن باكستان، كراتشي، للاحتجاج على الغارات الجوية الإسرائيلية.

ونددت اليابان "دونما لبس" بهجوم حماس، معربة في الوقت ذاته عن "قلقها العميق" جراء الوضع الإنساني في غزة.

وقال وزير الخارجية الجديد، تاكيشي اوايا "لطالما نددت اليابان دونما لبس بهجمات حماس وجماعات أخرى إرهابية وتطلب فورا الافراج عن كل الرهائن المحتجزين" معربا عن "قلق طوكيو العميق من الوضع الإنساني الحرج المتواصل في قطاع غزة".

جنود إسرائليون قرب غزة
التحقيق يأتي بعد تحقيق سابق خلص إلى أن الجيش استخف بقدرات حماس

قال الجيش الإسرائيلي، السبت، إن رئيس الأركان عيّن فريقا من كبار ضباط الاحتياط لمراجعة واستخلاص النتائج من التحقيقات في الهجمات التي قادتها حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر2023.

وتأتي الخطوة بعد نحو شهر من إجراء الجيش الإسرائيلي لتحقيق في الهجوم خلص إلى أن الجيش استخف بشكل كبير بقدرات حركة حماس قبل هجومها وأنه "فشل في مهمة حماية المدنيين الإسرائيليين".

وتناول التحقيق الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية والسلوك في المعارك والاستخبارات قبل وخلال وبعد 7 أكتوبر 2023 عندما اقتحم مقاتلو حماس جنوب إسرائيل في هجوم تقول الإحصاءات الإسرائيلية إنه أسفر عن مقتل 1200 واحتجاز أكثر من 250 رهينة.

وخلص التحقيق العسكري إلى أن إسرائيل ركزت جهودها المخابراتية والعسكرية على جبهات أخرى، مثل جماعة حزب الله في لبنان، واعتمدت بشكل كبير على "المعلومات المخابراتية والحواجز والتدابير الدفاعية وحدها"، ولذلك باغتها الهجوم.

ولم يشعر القادة العسكريون بوجود تهديد وشيك قبل هجمات السابع من أكتوبر 2023، ولم يعملوا على تعزيز القوات التي تدافع عن الحدود.

وأُجري التحقيق العسكري في ظل تزايد الدعوات من داخل المعارضة الإسرائيلية والمجتمع المدني لإجراء تحقيق وطني في إخفاق الحكومة في اليوم الذي سقط فيه أكبر عدد من القتلى في تاريخ إسرائيل الحديث.