مسلحو "حماس" اخترقوا الحدود وأخذوا رهائن
مسلحو حماس أثناء اختراقهم سياج غزة باتجاه إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.

في الذكرى السنوية الأولى لهجوم "حماس" في السابع من أكتوبر على إسرائيل، طرحت إذاعة أوربا الحرة سؤالين مرتبطين بالهجوم، وهما: إلى أي مدى أضعفت إسرائيل أطرافا رئيسيين في ما يسمى بـ"محور المقاومة" الذي تقوده إيران؟ وإلى أي مدى اقتربت الحرب الشاملة بين تل أبيب وطهران؟

وقال علي آلفونه، وهو زميل بارز في معهد دول الخليج العربية في واشنطن، إن "إسرائيل من خلال التصدي للوكلاء الإيرانيين، قوضت مكوناً رئيسياً من عقيدة الأمن القومي لطهران". وأضاف: "لقد شهدت إيران تقلص حزب الله اللبناني إلى لا شيء تقريباً. وحد ذلك، على نحو كبير، ما يمكن يقدمه حزب الله لإيران في الأمد القريب".

وفي الأول من أكتوبر، شنت إيران أكبر هجوم صاروخي لها على الإطلاق ضد إسرائيل، في ما اعتبر رداً على اغتيال إسرائيل لزعيم حزب الله حسن نصر الله قبل أيام.

ورجح آلفونه، بأن يكون الهجوم الإيراني "مدفوعاً بمخاوف من أن إسرائيل، استهدفت ترسانات حزب الله الصاروخية، التي قد تردع إسرائيل عن استهداف البنية الأساسية النووية الإيرانية".

وتابع: "إذا لم تعد هذه الصواريخ موجودة، فإن الأمور تبدو قاتمة للغاية بالنسبة لإيران. ربما كانت الضربة الإيرانية لإسرائيل، محاولة لتحويل انتباه إسرائيل بعيداً عن لبنان".

ويشكل "محور المقاومة" مفتاحاً لمحاولات إيران الحفاظ على الضغط العسكري على إسرائيل، وردع عدوها اللدود عن مهاجمة الجمهورية الإسلامية بشكل مباشر، وفقاً لتقرير إذاعة أوربا الحرة.

وعانى حزب الله من ردة فعل قوية في الأشهر الأخيرة. فقد أدت الهجمات الإسرائيلية، إلى تدمير قياداته، وتدهور قدراته القتالية، وإضعاف اتصالاته.

وفي اليمن، على بعد حوالي 2000 كيلومتر إلى الجنوب، بدأ الحوثيون في إطلاق صواريخ وطائرات بدون طيار متطورة على إسرائيل، بعد وقت قصير من هجوم 7 أكتوبر، واستهدفوا حركة الملاحة البحرية الدولية قبالة سواحل اليمن.

أدت هذه الإجراءات، إلى إعادة الحوثيين لقائمة الإرهاب الأميركية في يناير الماضي.

في أواخر سبتمبر، استهدفت موجات من الضربات الجوية الإسرائيلية أهدافاً للحوثيين في اليمن. وفي العراق وسوريا، تعرضت الميليشيات الموالية لإيران وأعضاء في الحرس الثوري الإيراني، لضربات إسرائيلية أيضاً.

قال تريتا بارسي، المؤسس المشارك لمعهد كوينسي للحكم الرشيد ومقره واشنطن: "لقد تلقى حزب الله ضربة بالتأكيد، لكن النشوة التي اجتاحت إسرائيل وأجزاء من واشنطن، تبدو سابقة لأوانها ومبالغ فيها. ربما يكون المحور قد فقد قدراته لكنه بعيد عن مغادرة" الصراع.

وقال حميد رضا عزيزي، زميل في المعهد الألماني للشؤون الأمنية الدولية، إن "حماس والميليشيات المدعومة من إيران في سوريا، وإلى حد ما حزب الله، ضعفت من حيث الأسلحة والموارد البشرية".

لكنه أضاف: "هذا لا ينطبق على محور المقاومة بالمجمل".

وفي حالة حزب الله، قال عزيزي إن "الجماعة لديها قوة بشرية كبيرة، يبلغ مجموعها حوالي 100 ألف مقاتل".

وأضاف أن "حزب الله استخدم أيضاً صواريخه الباليستية الأقوى ضد إسرائيل بشكل نادر".

حزب الله يصنف على أنه أكبر وأقدم مجموعة وكلاء إيرانية وأفضلها تدريبا في الشرق الأوسط
"أذرع إيران" في الشرق الأوسط.. ما هو "محور المقاومة"؟
تشكل الجماعات المدعومة من إيران ما يسمى "محور المقاومة"، وهو تحالف من الميليشيات المسلحة التي تضم حركتي الجهاد وحماس في غزة، وحزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، وجماعات مسلحة عدة في العراق وسوريا، وهي بمثابة خط دفاع أمامي إيراني.

وفي الوقت نفسه، أطلق الحوثيون بالفعل صواريخ باليستية عالية القدرة، وهم الأقل تأثراً بالضربات الإسرائيلية.

وقال عزيزي إن "التأثير الأكبر كان على هيكل القيادة والتنسيق لمحور المقاومة، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى اغتيال إسرائيل لزعيم حزب الله حسن نصر الله، الذي كان مسؤولاً عن تنسيق كل هذه المجموعات، بما في ذلك جهود التدريب والتجنيد".

وأسفر هجوم حماس في 7 أكتوبر عن مقتل نحو 1200 شخص، بالإضافة لاقتياد 250 رهينة إلى قطاع غزة، ولا يزال أكثر من 100 رهينة محتجزين لدى الحركة، وفقا للسلطات الإسرائيلية.

وتقول السلطات الصحية في غزة إن الحملة العسكرية الإسرائيل في القطاع أدت إلى مقتل أكثر من 41 ألف شخص، فضلا عن التسبب بأزمة إنسانية.

الجيش الإسرائيلي أعلن اعتراض هدفين "في طريقهما من العراق" (أرشيفية)
الجيش الإسرائيلي أعلن اعتراض هدفين "في طريقهما من العراق" (أرشيفية)

في ظل التقارير الأخيرة حول إمكانية شن إيران هجوم من الأراضي العراقية ضد إسرائيل، سلّط معهد دراسة الحرب الأميركي (ISW) الضوء على هذه الاحتمالية، وعلى ما تملكه الفصائل العراقية الموالية لإيران من أسلحة.

وأشار المعهد إلى أن إيران ربما تصدر أوامر للفصائل المسلحة العراقية الموالية لها، بإطلاق أعداد كبيرة من المسيّرات والصواريخ على إسرائيل، في خطوة تعكس نفوذها العسكري في العراق.

ونقلت تقارير الأيام الماضية، أن الفصائل العراقية الشيعية المدعومة من طهران، قد تهاجم إسرائيل خلال الأيام المقبلة، وذلك بصورة مختلفة عن عمليات الإطلاق المستمرة منذ اندلاع الحرب في غزة، حيث تواصل إطلاق مسيّرات وصواريخ كروز ضد مناطق إسرائيلية.

وزادت الفصائل العراقية من معدل هجماتها، وبشكل خاص باستخدام المسيرات، منذ منتصف سبتمبر 2024، حيث استهدفت إسرائيل بـ9 مسيرات هجومية يومي 31 أكتوبر والأول من نوفمبر.

ونقل تقرير معهد دراسة الحرب، أن الفصائل العراقية يمكن أن تضاعف هجماتها باستخدام المسيّرات، خلال نوفمبر الجاري.

قدرات الفصائل العراقية

هاجم تحالف الميليشيات العراقية المدعومة من إيران، إسرائيل خلال الأشهر الأخيرة، باستخدام مسيّرات وصواريخ، بشكل أساسي.

ويرى الخبير الأمني العراقي سرمد البياتي، في حديث لموقع "الحرة"، أن الفصائل العراقية المسلحة "تعتمد بشكل أكبر في تسليحها على المسيّرات، لكن هناك أيضا صواريخ يتم تصنيعها بمساعدة خارجية".

وتابع بالقول إن الفصائل الموالية لإيران "تجيد استخدام المسيّرات، حيث يتلقى مسلحوها دورات تدريبية لاستخدامها، ولا يمتلكون أسلحة أخرى واضحة، مع الأخذ في الاعتبار أنهم يتبعون مبدأ الكتمان الكبير حول التسليح".

ليست الهجومية فقط.. كيف أثرت الضربات الإسرائيلية على قدرات إيران العسكرية؟
بالرغم من إيران قد سارعت إلى التقليل من تأثير الهجوم على مواقع عسكرية رئيسية على أراضيها في 26 أكتوبر، فإن صور الأقمار الصناعية تشير إلى أن إسرائيل قد أضعفت قدرات طهران في مجال الدفاع الجوي وإنتاج الصواريخ، كما أوضح خبراء لموقع "راديو أوروبا الحرة" الإخباري.

ولفت معهد دراسة الحرب إلى أن تلك المسيرات شملت:

  • "شاهد 101" إيرانية الصنع، التي يصل مداها إلى 600 كيلو مترا.

  • "شاهد 136" التي قد يصل مداها إلى 2500 كيلومترا.

  • مسيّرات "صماد" و"الأرفد" الهجوميتين.

واستخدمت الفصائل العراقية أيضًا صاروخ "كروز" يحمل اسم "الأرقب"، إيراني الصنع، يصل مداه إلى حوالي 1650 كيلومترا.

وأوضح التقرير أن إيران بدأت بتزويد الفصائل العراقية الموالية لها بصواريخ باليستية قصيرة المدى، مثل "زلزال" و"فاتح 110" و"ذو الفقار" منذ عام 2018، لكن لم تستخدم الفصائل العراقية أي صواريخ باليستية للهجوم على إسرائيل منذ السابع من أكتوبر 2023.

أجواء مراقبة

وكشفت مصادر استخباراتية إسرائيلية أن إيران تستعد لمهاجمة إسرائيل من الأراضي العراقية، ربما قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية، وفق ما نقل موقع "أكسيوس" الأميركي.

وسيكون تنفيذ الهجوم من خلال الميليشيات الموالية لإيران في العراق، وليس من الأراضي الإيرانية مباشرة، في خطوة تحاول طهران من خلالها تجنب هجوم إسرائيلي آخر ضد أهداف استراتيجية في إيران.

وقال روبرت فورد، السفير الأميركي السابق لدى سوريا، نائب السفير الأميركي السابق لدى العراق، في مقابلة خاصة مع قناة "الحرة"، إن تلك المعلومات فيها "رسالة تحذير" إسرائيلية واضحة للفصائل المسلحة العراقية وللحكومة العراقية، بأنها ستضرب أي جهة تهاجمها.

وأضاف أن استخدام إيران للأراضي العراقية أو تنفيذ هجوم على إسرائيل عبر الفصائل المسلحة الموالية لها في العراق، هي خطوة تحاول إيران اللجوء إليها للحد من تبعات رد الفعل الإسرائيلي وتفادي هجوم مباشر على أراضيها.

لكن البياتي أشار لموقع الحرة، إلى أن شن هجمات بصواريخ باليستية "ليس سهلا، فالإطلاق ليس سهلا والأجواء مراقبة، في ظل وجود قوات من التحالف الدولي والولايات المتحدة".

وأعرب عن اعتقاده بأنهم يستخدمون في استهداف إسرائيل "أقصى ما يمتلكونه"، مشيرًا إلى أن "المسافة إلى إسرائيل تصل إلى ألف كيلومتر، كما أن الاستهداف يكون بالمرور عبر دولة أخرى، لأن العراق ليس دولة مواجهة".

وعاد البياتي وأكد عن اعتقاده بأن "إيران لا تريد استخدام الأراضي العراقية لاستهداف إسرائيل"، مضيفا: "قالت إن استهدافهم سيتم من الأراضي الإيرانية، لكن يمكن أن تتزامن ضربات الفصائل مع الهجمات الإيرانية، لكن طهران تفصل الأمر وحكومة العراق تفعل ذلك".

وحول هدف الضربات، قال معهد دراسة الحرب إنه من المرجح أن تكون الهجمات "باستخدام المسيّرات ضد إسرائيل من العراق، بمثابة عمليات استطلاعية مصممة لاكتشاف أو اختبار قوة العدو وتصرفاته وردود فعله، أو للحصول على معلومات أخرى".

وأضاف التقرير أنه يمكن للفصائل في العراق "استخدام هذه الهجمات لاختبار وتعلم كيفية تجاوز الدفاعات الجوية الإسرائيلية بشكل أفضل".

من جانبه، أوضح فورد أن هذه الاحتمالية "تضع الحكومة الأميركية في موقف صعب"، وأن الولايات المتحدة "حثت كلا من إيران وإسرائيل على خفض التصعيد، كونها لا ترغب بحرب واسعة في المنطقة، لأنها لن تكون قادرة على منع إسرائيل من حق الدفاع عن نفسها والرد على أي هجمات تنطلق من الأراضي العراقية".

ورغم العلاقة الاستراتيجية بين العراق والولايات المتحدة، لكن فورد يرى أن المقاتلات الأميركية "لن تمنع نظيرتها الإسرائيلية من الرد على أي هجوم متوقع"، مجددا التأكيد على أن واشنطن "مستمرة في محاولاتها التنسيق مع العراق وإسرائيل لمنع حدوث هذا التصعيد".