سحابة كثيفة من الدخان في أعقاب غارة جوية على الضاحية الجنوبية لبيروت
سحابة كثيفة من الدخان في أعقاب غارة جوية على الضاحية الجنوبية لبيروت

أعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، أنه شن غارات جوية على حوالي "175 هدفا" في قطاع غزة الفلسطيني ولبنان، مما أدى إلى مقتل العشرات، وتدمير العديد من البنى التحتية.

ففي قطاع غزة، قصف سلاح الجو الإسرائيلي "110 أهداف"، بالإضافة إلى "مواصلة الفرق البرية 162، وفرقة غزة و252 عملياتها في شمال وسط وجنوب القطاع".

وكانت وسائل إعلام تابعة لحركة حماس، قد أفادت بسقوط "ما لا يقل عن 60 شخصا" جراء ضربة إسرائيلية على بيت لاهيا. فيما لم يصدر تأكيد من وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، وفق رويترز.

من جانبه، قال بيان أصدره الجيش الإسرائيلي بعد منتصف ليل السبت/الأحد، إنه "بعد الفحص الأولي بخصوص التقارير من منطقة بيت لاهيا، نوضح أن الأرقام التي ينشرها مكتب الإعلام الحكومي في غزة، الذي يعمل كذراع إعلامية لحماس، مبالغ فيها ولا تتوافق مع المعلومات الواردة في جيش الدفاع، وأنواع الذخيرة الدقيقة التي تم استخدامها، ودقة الإصابة في هدف إرهابي لحماس".

وكانت كالة فرانس برس قد ذكرت بدورها، نقلا عن مسعفين، أن أكثر من 400 شخص قتلوا خلال أسبوعين في شمال قطاع غزة.

وتتعرض جباليا منذ السادس من أكتوبر، لهجوم جوي وبري، مع إعلان الجيش الإسرائيلي أن حماس تعيد تعزيز صفوفها في هذه المنطقة، حسب فرانس برس.

وفي اتصال مع فرانس برس، أكد الجيش الإسرائيلي أن قواته التي تنشط في المنطقة "أبلغت بأهمية الحد من الأضرار على البنى التحتية البشرية والطبية".

وتواصل القوات الإسرائيلية عملياتها العسكرية شمالي قطاع غزة، في ظل تقارير عن سقوط قتلى وانقطاع المواد الإغاثية والغذائية عن أكثر من 200 ألف فلسطيني في المنطقة.

ونقلت وكالة رويترز عن مسعفين في غزة، إن 33 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب 85، إثر غارات إسرائيلية، الجمعة، على عدد من المنازل في جباليا، أكبر مخيمات اللاجئين الثمانية التاريخية في قطاع غزة، فيما قال سكان إن الدبابات "نسفت الطرق والمنازل" مع توغلها في المنطقة.

ووصف مدير الإسعاف والطوارئ بالخدمات الطبيبة في شمال غزة، فارس عفانة، الوضع في المنطقة خلال تصريحات لشبكة "سي إن إن" الأميركية، وقال: "يمكنك رؤية علامات الجوع على الناس في شمال غزة. تدمر القوات الإسرائيلية كل ما يمثل الحياة أو علامات الحياة".

وقال سكان من جباليا لرويترز، إن الدبابات الإسرائيلية "وصلت إلى قلب المخيم بدعم قصف بري وجوي كثيف"، بعد توغلها في الأحياء والمناطق السكنية.

وأضافوا أن الجيش الإسرائيلي "يدمر عشرات المنازل بشكل يومي، أحيانا من الجو والأرض وعبر زرع قنابل في المباني ثم تفجيرها عن بعد".

القطاع الصحي يعاني

قالت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، إن القوات الإسرائيلية حاصرت، فجر السبت، مستشفى الإندونيسي في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، و"استهدفت كل من يتحرك في محيطه".

كما نقلت عن مصادر طبية، أن الدبابات "حاصرت المستشفى وأطلقت قذائفها نحو مرافقه. كما توقف المولد الكهربائي عن العمل بسبب إطلاق النار صوب المستشفى".

وقالت "وفا" إن مستشفيات شمالي القطاع "غير قادرة على تقديم الخدمات الطبية بسبب كثرة الإصابات والقتلى"، لافتة إلى أن المستشفيات هناك "لم يعد فيها متسع، بينما يتم العمل بنظام الأولوية والمفاضلة".

كما أن أقسام الحضانة في المستشفيات ممتلئة ولا مكان لأي مولود أو أطفال خدّج جدد، وتم تأجيل بعض العمليات القيصرية.

غارات على لبنان

وفي لبنان، استهدف سلاح الجو الإسرائيلي خلال الساعات الـ24 الماضية، حوالي 65 هدفا، مما أدى إلى "مقتل عشرات المسلحين"، حسب بيان إسرائيلي رسمي.

ووفق بيان الجيش، فإن المناورة البرية في جنوب لبنان مستمرة، حيث "تعمل الفرق 146 و91 و36 و98، على تدمير بنى تحتية تابعة لمنظمة حزب الله"، المدرجة على قوائم الارهاب في الولايات المتحدة، و"مصادرة أسلحة تم العثور عليها".

إسرائيل تعزز قواتها وسط تدهور صحي وغذائي حاد.. ماذا يحدث في شمال قطاع غزة؟
واصلت القوات الإسرائيلية عملياتها في شمالي قطاع غزة، في ظل تقارير عن سقوط قتلى وانعدام المواد الإغاثية والغذائية عن أكثر من مئتي ألف فلسطيني في المنطقة.

وعزز الجيش الإسرائيلي من وجوده شمالي القطاع بقوات من لواء جعفاتي، وفق بيان للمتحدث الرسمي أفيخاي أدرعي، وأوضح أن الخطوة جاءت لتوسيع العملية العسكرية في منطقة جباليا.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أصدر تحذيرا لسكان المتواجدين في المباني المحددة بالضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية، مشددا على ضرورة إخلائها والابتعاد عنها لمسافة 500 متر. 

من جانبها، ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية، أن إسرائيل تشن "سلسلة غارات على الضاحية (الجنوبية) منذ الفجر (الأحد)، شملت صباحا (مناطق) حارة حريك مبنى قرب مسجد الحسنين، والحدث، والسان تريز ومحيط القاروط".

وفر عشرات الآلاف من الضاحية، منذ أن بدأت إسرائيل استهداف المنطقة بصورة منتظمة قبل 3 أسابيع تقريبا.

وذكرت وكالة "د ب أ"، أن غارة إسرائيلية استهدفت ليل السبت/ الأحد، مجمعا تجاريا في النبطية، جنوبي لبنان، مما أدى إلى وقوع قتلى.

ووفق الوكالة الوطنية للإعلام، فإن طائرات إسرائيلية شنت "بعد منتصف الليلة الماضية، غارة جوية استهدفت مجمع كمال التجاري والسكني، عند المدخل الغربي لمدينة النبطية، ودمرته".

وأكدت أن الغارة أسفرت عن مقتل عدد من الأشخاص، مشيرة إلى أن "فرق الإنقاذ والدفاع المدني تعمل على رفع الركام والبحث، فيما تم فتح طريق النبطية-زبدين التي أقفلت بالردميات جراء الغارة".

وأفاد تقرير صادر عن وحدة إدارة مخاطر الكوارث في لبنان، بأن 30 شخصًا قُتلوا وأُصيب 135 آخرون جراء "الاعتداءات الإسرائيلية" في الساعات الأربع والعشرين الماضية. 

وسجلت وحدة إدارة المخاطر 82 غارة جوية وقصفًا على مناطق مختلفة من لبنان، تركزت معظمها في الجنوب والنبطية، ليصل العدد الإجمالي لـ"الاعتداءات منذ بداية القصف، إلى 10,415" حسب ذات المصدر.

وأشار التقرير أيضًا إلى أن الأمن العام اللبناني، سجل عبور 337,972 مواطنًا سوريًا و138,005 لبنانيين إلى سوريا منذ 23 سبتمبر الماضي، مما يعكس حجم النزوح الناتج عن الأوضاع المتدهورة في البلاد.

وعلى صعيد آخر، شرع الجيش الإسرائيلي بتحقيقات في ملابسات مقتل أحد العناصر التابعين لحزب الله، تم اعتقاله في إسرائيل. 

يذكر أن التصعيد الإسرائيلي ضد حزب الله في لبنان، أسفر عن مقتل عدد من قادة الجماعة المدعومة من إيران، على رأسهم زعيمها حسن نصر الله، الذي قتل في غارة إسرائيلية في 27 سبتمبر.

كما نفذت إسرائيل توغلا بريا "محدودا" داخل لبنان قبل نحو 3 أسابيع، بهدف ملاحقة حزب الله، وإعادة مواطنيها إلى مناطقهم على الحدود الشمالية للبلاد، بعد أن نزحوا منها بسبب القتال.

 رئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي مع وزير الدفاع المقال
رئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي مع وزير الدفاع المقال

نفى مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، الأربعاء، صحة التقارير المتداولة بشأن نية، بنيامين نتانياهو، إقالة قيادات الأجهزة الأمنية، واصفا إياها بـ"غير الصحيحة" وتهدف لإثارة الانقسام. 

وأكد المكتب أن رئيس الوزراء عقد اجتماعا مع رؤساء الأجهزة الأمنية الثلاثة، الجيش والشاباك والموساد، حيث شدد على أهمية مواصلة التعاون مع وزير الدفاع الجديد، يسرائيل كاتس. 

وأقال رئيس الوزراء الإسرائيلي وزير الدفاع يوآف غالانت بعد خلافات خرجت إلى العلن بشأن حرب غزة وعيّن مكانه وزير الخارجية يسرائيل كاتس الذي تعهّد هزيمة "أعداء" بلاده.

ونفى مكتب نتايناهو المزاعم بأن الوزراء الحريديم (المتدينين المتشددين) كانوا على علم مسبق بقرار إقالة غالانت. مشيرا إلى أنهم  "علموا به من وسائل الإعلام."

وشابت علاقة نتانياهو وغالانت سلسلة توترات بشأن إدارة الحرب التي اندلعت بين  إسرائيل وحماس عقب الهجوم غير المسبوق الذي شنّته الحركة الفلسطينية على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.

وقال نتانياهو في بيان، بشأن قراره إقالة غالانت إنّ "الثقة تآكلت على مدى الأشهر الماضية. في ضوء ذلك، قررتُ اليوم إنهاء ولاية وزير الدفاع"، مضيفا أنه عيّن كاتس مكانه.

وعقب قراره الأخيرة، رجحت تقديرات إسرائيلية واسعة إقالة رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام رونين بار، إلى جانب مسؤولين أمنيين آخرين، وهو ما نفاه ديوان نتانياهو.

وفي تحليل للتطورات، يرى المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، رون بن يشاي، أن نتانياهو أصبح، بعد إقالة غلانت، صاحب القرار النهائي في جميع القضايا الأمنية على المستويات التكتيكية والنظامية والاستراتيجية، معتبرا أنه "يجمع الآن بين منصبي رئيس الوزراء ووزير الدفاع".