وجّه مدير مستشفى "كمال عدوان" في قطاع غزة، حسام أبو صفية "نداء استغاثة" عبر قناة "الحرة" اليوم الأربعاء، واصفاً وضع المستشفى بـ"الكارثي"، وذلك بعد مقتل أحد الأطباء واعتقال عدد من كوادره، إضافة لنقص حاد في المستلزمات الطبية والوقود والطعام.
وقال أبو صفية إن المستشفى هو "الوحيد" الذي ما زال يقدم الاستجابة بحدها الأدنى في الشمال، الذي يتعرض لعمليات عسكرية إسرائيلية مكثفة منذ أكثر من أسبوعين.
وأضاف أن أحد الأطباء العاملين في قسم الطوارئ، قُتل الأربعاء، أثناء تقديمه العلاج لمصابين ميدانياً، فيما اعتقل عدد من الكوادر الطبية أثناء عملهم خارج المستشفى أيضاً.
وشرح أبو صفية تفاصيل الوضع "الكارثي" وسط "الإبادة" في الشمال بحسب تعبيره، قائلاً "المستشفى شبه خرج عن الخدمة.. نحن بحاجة لوقود وطعام وماء ومستلزمات طبية. لا يوجد مخزون دم.. إمكانياتنا صِفرية".
وأشار لوجود أكثر من 150 جريحاً حالياً يتلقون العلاج "بحدّه الأدنى"، أغلبهم من النساء والأطفال، لافتاً إلى وجود 14 طفلاً حديث الولادة يعيش على أجهزة التنفس الاصطناعي داخل مستشفى "كمال عدوان".
ويوجه الجيش الإسرائيلي أوامر لسكان شمال غزة بإخلاء المستشفيات والمباني بين وقت وآخر، لكن هذا أمر غير ممكن بالنسبة لطاقم "كمال عدوان"، والسبب وفق أبو صفية "لا نستطيع الخروج من المستشفى وهناك جرحى يُعَالجون حتى لو كان بالحد الأدنى، وأطفال على أجهزة التنفس لا يمكننا تركهم، إلا إذا ضمنّا أن يتم نقلهم لمستشفى آخر".
ولا يوجد مستشفيات في الوقت الحالي قادرة على استقبال المصابين من "كمال عدوان"، فمستشفى "العودة" مثلاً "محاصَر بشكل كامل، لا يمكنهم الخروج ولا يمكننا إرسال مرضى إليهم"، كما أكد أبو صفية.
وكان المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، حذّر الأحد الماضي من "انهيار كامل لمستشفيات الشمال وخروجها عن الخدمة" خلال ما وصفه بأنه "أشدّ أوقات الطوارئ صعوبةً وأقساها" نتيجة تكثيف العمليات العسكرية في المنطقة لليوم الـ17 على التوالي.
وبيّن أن القوات الإسرائيلية "تعمدّت قصف الطوابق العليا لمستشفى العودة والمستشفى الإندونيسي، واستهدافهما ومحاصرة المرضى والأطقم الطبية فيهما" قبل أيام.
وأعرب أبو صفية عن خشيته من أن تتحول المستشفيات في الشمال لـ"مقابر جماعية" وسط نقص العلاج اللازم والمستلزمات الأساسية للحياة كالوقود والطعام.
وقال "كل دقيقة يموت شخص.. هناك عشرات الجثث في الشوارع"، مبيناً أن العديد من القتلى كان بالإمكان أن يعيشوا لو تم تقديم علاج بسيط لهم، لكن بسبب الحصار وكثافة القصف يبقون في الشوارع ويتم العثور عليهم لاحقاً وقد فقدوا حياتهم.
وأكد أبو صفية لـ"الحرة" أن نداءات استغاثتهم السابقة بقيت بـ"لا جواب" من المجتمع الدولي، مستدركاً "تم إخلاء بعض المرضى لكن من دون توفير مستلزمات طبية للمستشفى".
ويتمنى حصول تدخل إنساني عاجل، وأن تكون هناك "آذان صاغية" لنداء الاستغاثة.
وختم أبو صفية مناشدته بالقول "كيف يمكن أن يحصل ذلك ونحن في عام 2024، أين الإنسانية وأين القوانين؟ يعجز اللسان عن وصف ما نرى..".