زيارة بلينكن لقطر تأتي في إطار جولة إقليمية للتوصل لهدنة بين إسرائيل وحماس
زيارة بلينكن لقطر تأتي في إطار جولة إقليمية للتوصل لهدنة بين إسرائيل وحماس

قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الخميس، إن المفاوضين سيجتمعون "في الأيام المقبلة" لبحث التوصل إلى هدنة في قطاع غزة، مجددا الدعوة لإسرائيل وحركة حماس للتوصل إلى اتفاق.

وقال بلينكن للصحفيين بعد محادثات في قطر، الوسيط الرئيسي بالمفاوضات، "تحدثنا عن خيارات للاستفادة من هذه اللحظة والخطوات التالية لدفع العملية إلى الأمام، وأتوقع أن يجتمع مفاوضونا في الأيام المقبلة".

وأضاف بلينكن وهو بجوار رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أنهما ناقشا خيارات للاستفادة من مقتل يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ودفع المفاوضات قدما.

وتابع بلينكن: "إذا كانت حماس تهتم لأمر المدنيين في غزة فستشارك في المفاوضات وتبرم اتفاقا"، وأضاف "علينا أن نحدد ما إذا كانت حماس مستعدة للمشاركة في المفاوضات خلال الأيام المقبلة".

وأكد بلينكن أنه بحث مع رئيس وزراء قطر أفكارا ملموسة بشأن الأمن والحكم وإعادة إعمار غزة.

وأعلن كذلك عن مساعدات إنسانية لغزة بقيمة 135 مليون دولار، مشددا أن الولايات المتحدة ترفض أي محاولات لفرض حصار وتجويع السكان في غزة.

بدوره قال رئيس الوزراء القطري إن الولايات المتحدة وقطر ومصر تواصل جهودها للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين وسجناء فلسطينيين.

وأضاف بعد اجتماعه مع بلينكن في الدوحة إن "هذه الفترة المؤلمة في المنطقة يجب أن تنتهي".

وأعلن أن وفديَن مفاوضَين أميركي وإسرائيلي سيزوران الدوحة للمشاركة في مفاوضات هدنة في غزة، من دون تحديد موعد.

وتابع خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع بلينكن في العاصمة القطرية  أن "هناك فريق مفاوض من الولايات المتحدة سيزور الدوحة بجانب الفريق المفاوض من الطرف الإسرائيلي وسيتم بحث ما هي السبل التي يمكن إحداث اختراق من خلالها في هذه المفاوضات".

وتأتي زيارة بلينكن لقطر في إطار جولة إقليمية بدأها، الثلاثاء، في إسرائيل حيث التقى مسؤولين أبرزهم رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، قبل أن يتوجه، الأربعاء، إلى الرياض التي غادرها، الخميس، متوجها إلى الدوحة للحصول على تقييم لموقف حماس من الهدنة.

والرحلة هي الحادية عشرة لبلينكن إلى المنطقة منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس عقب شن الأخيرة هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023. وتأتي بعد فشل كافة مساعيه السابقة لإنهاء الحرب المدمرة الدائرة في القطاع.

لكن مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في الخامس من نوفمبر، وجدت واشنطن نافذة جديدة لامكان إبرام اتفاق هدنة بعدما قتلت إسرائيل رئيس المكتب السياسي لحماس يحيى السنوار في غزة.

ووصف مسؤولون أميركيون السنوار بأنه كان متعنتا في المفاوضات التي توسطت فيها الولايات المتحدة وقطر ومصر سعيا لاتفاق لوقف النار وإطلاق سراح رهائن إسرائيليين محتجزين في غزة وأسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

 رئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي مع وزير الدفاع المقال
رئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي مع وزير الدفاع المقال

نفى مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، الأربعاء، صحة التقارير المتداولة بشأن نية، بنيامين نتانياهو، إقالة قيادات الأجهزة الأمنية، واصفا إياها بـ"غير الصحيحة" وتهدف لإثارة الانقسام. 

وأكد المكتب أن رئيس الوزراء عقد اجتماعا مع رؤساء الأجهزة الأمنية الثلاثة، الجيش والشاباك والموساد، حيث شدد على أهمية مواصلة التعاون مع وزير الدفاع الجديد، يسرائيل كاتس. 

وأقال رئيس الوزراء الإسرائيلي وزير الدفاع يوآف غالانت بعد خلافات خرجت إلى العلن بشأن حرب غزة وعيّن مكانه وزير الخارجية يسرائيل كاتس الذي تعهّد هزيمة "أعداء" بلاده.

ونفى مكتب نتايناهو المزاعم بأن الوزراء الحريديم (المتدينين المتشددين) كانوا على علم مسبق بقرار إقالة غالانت. مشيرا إلى أنهم  "علموا به من وسائل الإعلام."

وشابت علاقة نتانياهو وغالانت سلسلة توترات بشأن إدارة الحرب التي اندلعت بين  إسرائيل وحماس عقب الهجوم غير المسبوق الذي شنّته الحركة الفلسطينية على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.

وقال نتانياهو في بيان، بشأن قراره إقالة غالانت إنّ "الثقة تآكلت على مدى الأشهر الماضية. في ضوء ذلك، قررتُ اليوم إنهاء ولاية وزير الدفاع"، مضيفا أنه عيّن كاتس مكانه.

وعقب قراره الأخيرة، رجحت تقديرات إسرائيلية واسعة إقالة رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام رونين بار، إلى جانب مسؤولين أمنيين آخرين، وهو ما نفاه ديوان نتانياهو.

وفي تحليل للتطورات، يرى المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، رون بن يشاي، أن نتانياهو أصبح، بعد إقالة غلانت، صاحب القرار النهائي في جميع القضايا الأمنية على المستويات التكتيكية والنظامية والاستراتيجية، معتبرا أنه "يجمع الآن بين منصبي رئيس الوزراء ووزير الدفاع".