السلطات في غزة أعلنت مقتل 770 شخصا في شمال القطاع منذ 6 أكتوبر - صورة أرشيفية رويترز
السلطات في غزة أعلنت مقتل 770 شخصا في شمال القطاع منذ 6 أكتوبر - صورة أرشيفية رويترز

للأسبوع الثالث على التوالي يواصل الجيش الإسرائيلي الإطباق على منطقة شمال قطاع غزة، حيث أغلق كافة المنافذ الرئيسية بالآليات والسواتر الترابية، وعزل المنطقة عن مدينة غزة، تحت قصف مستمر ونسف للبيوت. وأعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية انقطاع الإنترنت بشكل كامل عن المنطقة.

مراقبون يؤكدون أن ما يحدث هو تطبيق لخطة الجنرالات، فيما أمر الجيش الإسرائيلي المواطنين الذين يقدر عددهم بأكثر من 300 ألف فلسطيني، بإخلاء بلدات بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا بالكامل، والتوجه جنوبا عبر ما يسمى "الممر الآمن".  

هذا وأعلنت أمس طواقم الدفاع المدني في غزة عدم قدرة المنظمة الإغاثية على تقديم خدماتها في شمال القطاع إثر تهديدات طواقمها من قبل الجيش الإسرائيلي.

ويقول، مارك غينسبرغ، الدبلوماسي الأميركي السابق، في حديث لقناة "الحرة" إن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، عبر عن قلق الرئيس، جو بايدن، العميق بشأن عودة الجيش الإسرائيلي لمحاصرة مخيم جباليا في شمال غزة بسبب استمرار حركة "حماس" في تنفيذ عملياتها الإرهابية ضد الجيش الإسرائيلي.

وأضاف غينسبرغ أنه بهذه العملية العسكرية الإسرائيلية، "يُرغم الفلسطينيون مرة ثانية على الرحيل من أماكنهم نتيجة لهجمات من حماس ومن الجيش الإسرائيلي، وهذا يخلق كارثة إنسانية أكثر سوءا من الوضع الحالي" كما يقول.

ويقول، البروفيسور تشاك فرايليش، نائب مستشار الأمن القومي السابق في إسرائيل، وهو زميل كبير في مركز بلفر التابع لجامعة هارفارد، إن كل ما يحدث في غزة الآن "سببه حماس وليس الجيش الإسرائيلي"، فحماس برأيه، "متورطة باستمرار هجماتها الإرهابية واستهداف الجيش الإسرائيلي، وانتشرت بين المدنيين وتحاول أن تعيد تنظيم نفسها عسكريا وسياسيا سيما في المناطق التي ينتهي الجيش الإسرائيلي من تنفيذ عملياته فيها".

وأضاف فرايليش في حديث لقناة "الحرة" أن الجيش الإسرائيلي انتهي من عملياته في جباليا سابقا لكنه أضطر الآن إلى العودة لأن "حماس ظهرت هناك من جديد ولا أحد يريد أن يقع العديد من الضحايا من المدنيين ولكن حماس هي التي تتحمل المسؤولية" بحسب قوله.

مخيمر أبو سعدة  أستاذ العلوم السياسية بجامعة  الأزهر، تحدث لقناة "الحرة" من شيكاغو، مشددا على أهمية أن "تحارب إسرائيل حماس بعيدا عن المدنيين"، وذلك لتجنب إلحاق الضرر بهم، وأوضح أن الفلسطينيين في شمال غزة "يعيشون أوضاعا كارثية لم تحدث على مدار عام كامل".

أبو سعدة  أضاف أن مخيم جباليا يشهد عمليات قتل وقصف على مدار الساعة وهناك حصار على المستشفيات التي لم تعد قادرة على استقبال المزيد من حالات الإصابة، مؤكدا أن ما تفعله إسرائيل في شمال غزة هو تنفيذ خطة "طرد وتهجير السكان" بحسب تعبيره.

بلينكن أدلى بتصريحاته في قطر التي يزورها ضمن جولة إقليمية شملت إسرائيل والسعودية
"تفاؤل حذر" في واشنطن بإحياء مفاوضات غزة.. ووفد من حماس في مصر
بتفاؤل حذر أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن المفاوضين الأميركيين والإسرائيليين سيستأنفون المحادثات بشأن صفقة للإفراج عن المحتجزين لدى حماس ووقف إطلاق النار في غزة خلال الأيام المقبلة من دون تحديد موعدا لذلك.

وبعد أكثر من عام على بدء الحرب، يشنّ الجيش الإسرائيلي منذ 6 أكتوبر هجوما جديدا على شمال قطاع غزة خلف 770 قتيلا خلال 19 يوما، بحسب الدفاع المدني.

واتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس الخميس إسرائيل بالتخطيط "لإفراغ" قطاع غزة من سكانه و"خاصة الآن في شمال قطاع غزة حيث تلجأ قوات الاحتلال إلى تجويع السكان"، مؤكدا ضرورة "وقف العدوان" المستمر منذ أكثر من عام إثر الهجوم غير المسبوق الذي نفذته حركة حماس على الأراضي الإسرائيلية في 7 أكتوبر 2023.

وأوقع هجوم حماس 1206 قتلى، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات إسرائيلية رسمية، بينهم رهائن قتلوا أو ماتوا في الأسر. ومن بين 251 شخصا خطفوا، لا يزال 97 في غزة، وأعلن الجيش أن 34 منهم في عداد الموتى.

وأعلنت قطر عن اجتماع مرتقب مع المفاوضين الأميركيين والإسرائيليين في الدوحة، وأوضح رئيس وزرائها الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أن الاتصالات تجددت مع حماس بعد مقتل رئيس مكتبها السياسي يحيى السنوار في عملية إسرائيلية جنوب قطاع غزة في 16 أكتوبر.

بدوره، قال بلينكن الذي يزور الدوحة إنه يتوقع أن يجتمع المفاوضون في الأيام المقبلة، مضيفا أن الولايات المتحدة تدرس "خيارات مختلفة" لإنهاء الحرب في غزة.

ويواصل بلينكن في قطر جولته الحادية عشرة في الشرق الأوسط منذ بدء الحرب في غزة، والتي امتدت إلى لبنان في أيلول/سبتمبر الماضي وتكثفت في الأيام الأخيرة.

سيارة عسكرية إسرائيلية بالقرب من سيارة إسعاف في الضفة الغربية
سيارة عسكرية إسرائيلية بالقرب من سيارة إسعاف في الضفة الغربية

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، الثلاثاء، أربعة أشخاص على الأقل قُتلوا خلال مداهمة وقصف جوي إسرائيلي على الضفة الغربية.

وأضافت الوزارة أن شخصين قتلا في مدينة قباطية، واثنين آخرين في منطقة طمون، بينما أعلن الجيش الإسرائيلي، أن مسيرة استهدفت خلية مسلحين في قباطية.

وأفادت الوزارة، بمقتل شابين جراء قصف إسرائيلي استهدف مدخل منزل في قرية مثلث الشهداء في مدينة جنين وذلك بعد اقتحام واسع لبلدة قباطية استمر لأكثر من سبع ساعات وبلدة مثلث الشهداء المجاورتين.

وبحسب مراسلة "الحرة"، شهدت بلدة قباطية اشتباكات مسلحة وتدمير واسع للبنى التحتية وتدمير شوارع رئيسة تربط قرى جنوب جنين، في وقت داهمت القوات الإسرائيلية عددا من المنازل، من بينها منازل قتلى فلسطينيين واعتقلت القوات الاسرائيلية عددا من المواطنين

وفي مخيم الفارعة جنوب مدينة طوباس، يستمر اقتحام الجيش الاسرائيلي وسط تدمير كبير للبنية التحتية ومداهمات واسعة،.

وشهدت مناطق أخرى اقتحامات واسعة من بينها قرية ذنابة في طولكرم، حيث اعتقلت القوات الاسرائيلية شابا بعد إطلاق النار عليه.

كما اقتحمت قرية مادما وبورين في نابلس ومخيم قلنديا جنوب، رام الله وسط مداهمات واسعة، وفقا للمصدر ذاته.

وتصاعدت أعمال العنف في الضفة الغربية منذ اندلاع الحرب في غزة، مع قيام القوات الإسرائيلية بمداهمات شبه يومية تشمل اعتقال الآلاف وتبادل إطلاق النار بشكل منتظم مع مقاتلين فلسطينيين.