آثار غارة إسرائيلية سابقة في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة - رويترز
تقارير اتهمت إسرائيل باستخدام أسلحة أميركية في عملياتها في غزة (رويترز)

تلقت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، نحو 500 تقرير تزعم أن إسرائيل استخدمت أسلحة مُوردة من الولايات المتحدة في هجمات تسببت بأضرار غير ضرورية للمدنيين في قطاع غزة، ولم تمتثل لسياساتها الخاصة التي تقتضي إجراء تحقيقات سريعة في مثل هذه الادعاءات، وفق ما نقلته صحيفة واشنطن بوست عن أشخاص مطلعين على الأمر.

وفي حديث لقناة "الحرة"، يقول، ديفيد فيلبس، المستشار السابق بوزارة الخارجية الأميركية، إن هذه التقارير قدمتها وكالات ومنظمات إنسانية و"لا أشك للحظة في أن الأسلحة استعملت في غزة ونجم عنها قتل للمدنيين بدون تمييز".

وأضاف أن هناك قوانين أميركية تمنع استعمال أسلحة معنية والتي تستخدم في استهداف المدنيين.

لكن وزير الاتصالات الإسرائيلي السابق، أيوب القرا، أعرب عن أسفه لاقتصار الاستفسارات على إسرائيل، مشيرا إلى أنها لم تكن هي التي بدأت الحرب، وهي تدافع عن نفسها. وقال القرا، وهو عضو كنيست سابق عن حزب الليكود، إن إسرائيل خاضعة للقانون الدولي وللتحقيق رغم أن هذا النزاع فرض عليها.

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر قال ، الثلاثاء، إن الولايات المتحدة تشعر بالقلق من عدد القتلى الذين سقطوا في هجوم إسرائيلي على مبنى سكني في شمال غزة، ووصف الهجوم بأنه "حادث مروع له نتيجة مروعة".

وذكر ميلر للصحفيين أن مسؤولين أميركيين تواصلوا مع حكومة إسرائيل لمعرفة ما حدث، مضيفا أنه لا يستطيع الحديث عن إجمالي عدد القتلى، لكنه على علم بتقارير تفيد بأن الكثير منهم أطفال.

ويرى فيلبس في حديثه لقناة "الحرة"  أن على إسرائيل أن تسأل نفسها عن هدفها من استمرار عملياتها بعدما قتلت زعيم حماس، يحي السنوار، وحيدت الحركة كقوة مقاتلة.

وأعرب فيلبس ذات عن أسفه "لأن كل ما يحدث هو وفيات إضافية واستمرار النزاع يغذي العدواة بين الفلسطينيين والإسرائيليين".

وأشار  إلى أن المسؤوليين الأميركيين "أعطوا الإسرائليين وقتا محددا عليهم خلاله زيادة المساعدات الإنسانية التي تدخل قطاع غزة".

بالمقابل يرى قرا أن الهدف الإسرائيلي هو "القضاء على حماس بأي ثمن" متهما الحركة بالسيطرة على المساعدات.
 
والثلاثاء، قالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، إن إسرائيل "لا تعالج الأزمة الإنسانية الكارثية" في غزة، وذلك في الوقت الذي تقترب فيه المهلة التي فرضتها واشنطن على إسرائيل لتحسين الوضع أو مواجهة قيود محتملة على المساعدات العسكرية الأميركية.

وأضافت غرينفيلد لمجلس الأمن أنه "يجب أن يقترن كلام إسرائيل بأفعال على الأرض. هذا لا يحدث الآن. يجب أن يتغير هذا - على الفور".

وتلقت إدارة بايدن ما يقرب من 500 تقرير يزعم أن إسرائيل استخدمت أسلحة زودتها بها الولايات المتحدة ،وفقا لأشخاص مطلعين على الأمر.

وقال هؤلاء الأشخاص، الذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم لأنهم غير مخولين لمناقشة المداولات الداخلية، إن بعض هذه الحالات على الأقل التي عُرضت على وزارة الخارجية على مدار العام الماضي "ربما ترقى إلى انتهاكات للقانون الأميركي والدولي".

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (رويترز)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (رويترز)

قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إن إسرائيل "حققت أهدافها" الاستراتيجية من الحرب في قطاع غزة، داعيا إلى إنهائها، مشددا على أهمية أن تكون هناك "خطة واضحة لمرحلة ما بعد الحرب".

وأكد بلينكن في ختام محادثته في مقر حلف الناتو في بروكسل، أن بلاده تسعى لضمان عودة السكان في قطاع غزة إلى منازلهم بعد انتهاء العمليات العسكرية الإسرائيلية.

وقال: "نريد أن نرى، إلى جانب المساعدات الإنسانية دخول شاحنات تجارية تدخل بسلع تجارية. هذا أمر بالغ الأهمية لأن العديد من الأشياء التي يجلبها التجار، بما في ذلك الفواكه والخضروات، ضرورية للغاية للتغذية المتوازنة للأشخاص في غزة. هذا بدوره حاسم لضمان أن يكون لديهم المناعة التي يحتاجونها لمحاربة الأمراض".

وتابع: "هناك مشكلة كبيرة بسبب انعدام القانون والنهب داخل غزة، والتي يجب معالجتها. ونحن نعمل على إيجاد حل لها". 

واستطرد: "في الوقت الحالي، هناك 900 شاحنة داخل غزة، عند (معبر) كرم أبو سالم، لكنها متوقفة. لا يمكن توزيعها بسبب هذا النهب والإجرام. لذلك، من الضروري معالجة ذلك. لدى إسرائيل مسؤوليات للقيام بذلك، كما نعمل مع مصر".

وفي هذا الصدد، شدد بلينكن علىالحاجة إلى "رؤية هدن حقيقية وممتدة في مناطق واسعة من غزة، حتى تتمكن المساعدات من الوصول بفعالية إلى الأشخاص الذين يحتاجون إليها". 

وأضاف: "هناك تحديات ضخمة في هذا الصدد، لكننا رأينا حلولًا حقيقية أيضًا. كانت حملة التطعيم ضد شلل الأطفال الشيء الوحيد الذي كان ناجحًا للغاية في غزة".

وأكد وزير الخارجية الأميركي على ضرورة إنهاء الحرب، وقال: "أفضل طريقة للقيام بذلك هي إنهاء الحرب. ومن وجهة نظري، ما رأيناه هو أن إسرائيل، ووفقًا للمعايير التي حددتها.. فقد حققت الأهداف الاستراتيجية التي حددتها لنفسها".

ومن أجل إنهاء الحرب، أكد بلينكن الحاجة إلى "التأكد من عودة الرهائن  إلى أوطانهم، بما في ذلك السبعة الأميركيين"، مضيفا: "حماس للأسف أظهرت أنها لن تتفاعل مع جهود وقف إطلاق النار. على الرغم من الجهود الجديدة التي بذلناها في الأسابيع الأخيرة، كان هذا أحد الأسباب التي جعلت قطر تطلب منهم مغادرة أراضيها".

وتابع أنه يجب أن تكون هناك خطة لليوم التالي (بعد الحرب) "بحيث يمكن لإسرائيل الخروج من غزة، والتأكد من عدم عودة حماس إلى الداخل".

نازحون من الملاجئ  ببيت حانون يعبرون باتجاه جباليا في شمال القطاع (فرانس برس)
ماذا بعد نهاية المهلة الأميركية لإسرائيل لتحسين دخول المساعدات إلى غزة؟
قال المستشار السابق في وزارة الخارجية الأميركية، ديفيد فيليبس، في تصريحات لـ"الحرة" إن فتح معبر "كيسوفيم" لأول مرة لمرور شاحنات المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، كان استجابة خجولة من السلطات الإسرائيلية وإنها لا تحقق النتائج المطلوبة.

وأعلنت الولايات المتحدة، الثلاثاء، أن سياسة إدارة الرئيس جو بايدن لم تتغير تجاه إسرائيل، وذلك بعد انتهاء مهلة الشهر التي مُنحت لإسرائيل لتحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة.

وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية، فيدانت باتيل، خلال مؤتمر صحفي، إن إسرائيل "اتخذت عدة خطوات في الأيام الماضية لإدخال المساعدات، ولم نقم بأي تقييم يفيد بأن إسرائيل تخرق القانون، وسنواصل تقييم الوضع"،مؤكدا أنه "ليس لدينا أي إعلان بتغيير سياسة الإدارة تجاه إسرائيل حاليا".

وكانت الولايات المتحدة قد منحت إسرائيل مهلة 30 يوما، بداية من 13 أكتوبر، لإيصال المساعدات إلى غزة.