تعتزم إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، القيام بمحاولة أخيرة للتوصل إلى اتفاقات صعبة المنال لإنهاء الحرب في غزة ولبنان، لكن انتخاب، دونالد ترامب، قد يترك إدارة بايدن من دون نفوذ كاف لإخضاع جميع الأطراف الإقليمية لإرادتها حاليا.
يأتي هذا في وقت تنقـّل فيه كبار المسؤولين الأميركيين على مدى شهور بين مناطق الشرق الأوسط لإجراء مفاوضات للسلام لكن لم تسفر عن تقدم ملموس.
آخر الجهود تمثلت تأكيد وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، مع نظيره الفرنسي أهمية التوصل لحل دبلوماسي في لبنان. فيما أعلن البنتاغون وصول مقاتلات من طراز "إف-15" إلى الشرق الأوسط.
فما جدوى التحركات الدبلوماسية الأخيرة لإدارة بايدن لإحلال السلام في الشرق الأوسط، وهل يمكن لها أن تجد صدى لدى الأطراف المتنازعة؟
أرون ديفيد ميلر، كبير باحثين في معهد كارنيغي ومستشار سابق لعدد من الحكومات الأميركية في مفاوضات الشرق الأوسط قال لقناة "الحرة" إنه يشك بقدرة إدارة بايدن على إنهاء الصراع أو حتى احتواءه في الشرق الأوسط، "ففي قطاع غزة، نتانياهو وقادة حماس لا يهتمون بصفقات التنازل المطروحة الآن لوقف إطلاق النار".
أما في لبنان، يضيف ميلر، أنه رغم قلة التعقيدات هناك مقارنة بغزة، لكن هناك قيودا بشأن تنفيذ اتفاق مع حزب الله، وغير معروف إن كانت إيران ستوافق على أي صفقة، بحسب تعبيره.
وأشار ميلر إلى أن نتانياهو "لن يسمح" للرئيس بايدن أن يحقق نجاحا في هذا الملف خلال الفترة المتبقية من عمر إدارته، سيما مع وصول ترامب إلى البيت الأبيض بعد أسابيع قليلة.
كبير باحثين في معهد كارنيغي ذكر أيضا أن هناك "عدم وضوح في المواضيع المتعلقة بين إسرائيل وإيران، وطبيعة الرد الإيراني على القصف الإسرائيلي الأخير وتبعاته".
وقال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الأربعاء، إن قوة ونجاح حلفاء الولايات المتحدة يعتمد على نجاحها بالدرجة الأولى.
وأكد أن بلاده عملت على تفعيل شراكاتها وتحالفاتها حول العالم، وذلك خلال كلمة له بشأن مستقبل الدبلوماسية الأميركية، ألقاها في معهد الخدمة الخارجية (FSI) بمدينة أرلينغتون في ولاية فيرجينيا.
وأشار بلينكن إلى إعادة تنظيم وزارة الخارجية، والاستثمار في تعزيز دور القيادة الأميركية، لكنه لفت كذلك إلى أن واشنطن تواجه "شراكات قد تؤثر على النظام العالمي وتهدده كشراكة روسيا والصين".
إليزابيث هاجيدورن، مراسلة الخارجية الأميركية لصحيفة "المونيتور" قالت لقناة "الحرة"، إن بلينكن أراد تسليط الضوء على "إرث" إدارة بايدن خلال السنوات الأربعة الماضية سيما الجهود التي بذلتها الخارجية الأميركية في مجال تعزيز الدبلوماسية العالمية من خلال زيارته لأكثر من 30 دولة، وجعل أميركا الشريك "المفضل" في العالم، بحسب رأيها.
وأضافت هاجيدورن أن حديث بلينكن يأتي مع قرب انتهاء عمر هذه الإدارة وأوضحت أن رغم الإنجازات التي تحدث عنها بلينكن لكن الخارجية الأميركية فشلت في ملفات مهمة منها وقف اطلاق النار في غزة.
وأضافت ان الشرق الأوسط غاب عن كلمة بلينكن هذه المرة "لعدم وجود نجاح يتحدثون عنه" وعدم القدرة على احتواء النزاع الذي بدأ بالتوسع وبالتالي لن يكون لبلينكن أي إرث في هذا الشأن، على حد قولها.