بلينكن يلتقي رئيس الوزراء القطري في الدوحة في 24 أكتوبر 2024
بلينكن يلتقي رئيس الوزراء القطري في الدوحة في 24 أكتوبر 2024

أكدت قطر أن قياديي حركة حماس المكلفين بالتفاوض مع إسرائيل حول وقف إطلاق النار، غيرُ موجودين في الدوحة حاليا، نافية في الوقت ذاته إغلاق مكتب الحركة في قطر.

وأوضح المتحدث باسم الخارجية القطرية أن قيادة حماس يتنقلون بين عواصمَ عدة. وأشار الى أن مكتب حماس في الدوحة تأسس من أجل عملية الوساطة، وأنه عندما لا تكون هناك عمليةُ وساطة فإن المكتب لا يكون له أيُّ وظيفة.

وفي هذا الإطار، قال أستاذ العلوم السياسية القطري، علي الهيل، في مقابلة مع قناة "الحرة" إن المكتب الخاص بحماس في الدوحة تم بتوافق قطري أميركي، كما أُنشئ مكتب لطالبان في قطر لتسهيل المفاوضات، إذ رأت واشنطن أن هذه هي الطريقة المثلى لكي تسهل هذه العملية.

ونفى الهيل أن تكون بلاده قد أغلقت مكتب حماس، "كل الذي قالته وزارة الخارجية أنها علقت ولم تنسحب من المفاوضات الثلاثية القطرية المصرية الأميركية، وانما هي قامت بتعليق المفاوضات نتيجة عدم الجدية".

وقال الهيل إن رئيس الوزراء القطري، لمح في مؤتمره الصحفي مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في زيارته الحادية عشرة للشرق الأوسط في أكتوبر، بأن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو هو العقبة أمام التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار".

وأعرب الدبلوماسي الأميركي السابق، فرانسيس ريتشاردوني عن استغرابه لموقف الولايات المتحدة تجاه المفاوضات المتعلقة بإطلاق سراح الرهائن بعد الهجوم على المدنيين الإسرائيليين في أكتوبر. وقال إن أميركا دعت للمفاوضات وشاركت فيها لكنها لم تصدر أي تصريحات تشير إلى إغلاق هذا المسار.

وتزايدت المؤشرات مؤخرا على أن قطر طلبت من قادة حماس المغادرة. وترجح مصادر إسرائيلية انتقالهم إلى تركيا.

وأكدت الولايات المتحدة، من جانبها، أنها ستوضح لتركيا أنه لا يمكن مواصلةُ العمل كالمعتاد مع حركة حماس المصنفةِ على قائم الإرهاب الأميركية، ويجب تسليمهم.

رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني (أرشيف)
رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني (أرشيف)

قال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى المحادثات الرامية للتوصل إلى هدنة وتبادل للرهائن في غزة بعد انتخاب، دونالد ترامب، رئيسا للولايات المتحدة.

وقال بن عبد الرحمن في منتدى الدوحة "لقد شعرنا بعد الانتخابات أن الزخم يعود"، مضيفا أن "هناك الكثير من التشجيع من الإدارة المقبلة من أجل التوصل إلى اتفاق، حتى قبل أن يتولى الرئيس منصبه".

وأوضح رئيس الوزراء القطري الذي يشغل أيضا منصب وزير الخارجية أنه في حين كانت هناك "بعض الاختلافات" في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والقادمة "لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب".

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر مع الولايات المتحدة ومصر وساطة بين إسرائيل وحماس سعيا للتوصل الى هدنة جديدة في الحرب المتواصلة في قطاع غزة. 

وكانت جهود سابقة مكنت من التوصل الى هدنة وحيدة في نوفمبر 2023، استمرت اسبوعا وأتاحت إطلاق رهائن كانوا محتجزين في القطاع مقابل معتقلين فلسطينيين لدى إسرائيل.

لكن الدولة الخليجية أعلنت في وقت سابق من نوفمبر الماضي أنها علّقت وساطتها إلى حين "توافر الجدّية اللازمة" في المفاوضات.

وقال آل ثاني، السبت، إن "هناك الكثير من التشجيع من الإدارة المقبلة من أجل التوصل إلى اتفاق، حتى قبل أن يتولى الرئيس منصبه"، وأن هذا العامل أثّر على القرار القطري بإعادة المحادثات "إلى مسارها" خلال الأسبوعين الماضيين.

وأضاف "نأمل أن ننجز الأمور في أقرب وقت ممكن. ونأمل أن يستمر استعداد الأطراف للمشاركة بحسن نية".

واستبعد رئيس الوزراء القطري أن تواجه الدوحة ضغوطا أكبر بشأن وضع المكتب السياسي لحماس الذي تستضيفه منذ العام 2012 بمباركة من الولايات المتحدة.

ووصف المكتب بأنه "منصة للاجتماع بين الأطراف المختلفة"، مضيفا أن قطر "ليس من المتوقع أن تفرض حلولا" على الحركة الفلسطينية.

وفي موضوع التطورات الأخيرة بسوريا، قال المسؤول القطري، إن رئيس النظام السوري، بشار الأسد، فشل في التواصل مع شعبه ومعالجة قضايا عدة على غرار عودة اللاجئين خلال فترة الهدوء في الحرب الدائرة في البلاد.

وقال بن عبد الرحمن إن الأسد "لم ينتهز هذه الفرصة للبدء في التواصل واستعادة علاقته بشعبه، ولم نشهد أي تحرك جدّي، سواء في ما يتعلق بعودة اللاجئين أو المصالحة مع شعبه".