يُعاني الفلسطينيون في قطاع غزة من أصوات طائرات الاستطلاع الإسرائيلية، المعروفة لدهم باسم الزنانة. وتحلق هذه الطائرات على مدار الساعة، منذ أعوام على ارتفاعات منخفضة، وتحدث أصواتا تسبب القلق والأرق، وتمثل مصدر إزعاج بسبب صوتها الذي لا يغادر سماء قطاع غزة.
تحليق الطائرات المسيرة في سماء القطاع يعتبره السكان نذير شؤم عليهم كون تحليقها يعني وجود هجوم وشيك عليهم وبرز استخدامها بشكل كبير خلال الحرب الدائرة حاليا في قطاع غزة.
ويرتكز الجيش الإسرائيلي في استخدام هذه الطائرات في التجسس حيث يوجد منها أربعة عشر نوعا من الطائرات الاستخباراتية، وتقسم هذه الطائرات إلى نوعين أساسيين : الطائرات المأهولة بالأفراد والطائرات غير المأهولة.
وتمثل هذه الأنواع من الطائرات سلاحا استراتيجيا في الحرب في قطاع غزة حيث تشرف على إدارة المعارك على الأرض بشكل كبير، من حيث حركة القوات البرية على الأرض ومناوراتها، وتصميم الأحزمة النارية وقصف المنازل كما تشرف على رماية وضربات الطيران الحربي.
وتعتبرها إسرائيل عينها في سماء قطاع غزة ويرتكز الجيش الاسرائيلي عليها بشكل كبير في جمع المعلومات ورصد الأهداف وتحولها لطائرة انتحارية عند تنفيذ عمليات الاغتيال وطائرات هجومية في تدمير البيوت.
يذكر أن حركة حماس اشترطت عدم تحليق هذه الطائرات في سماء قطاع غزة عندما تم الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين من القطاع في الهدنة الإنسانية الأسبوعية في نوفمبر من العام الماضي.
سر التسمية
ويسمي الغزيون طائرات الاستطلاع هذه بدون طيار "الزنانة" بسبب صوتها الصاخب. وهي تحلق على ارتفاع منخفض في أجواء قطاع غزة ويمكن رؤيتها بالعين خصوصا في المناطق المفتوحة.
وفي أذهان الغزيين، ترتبط طائرات الاستطلاع هذه وهي بدون طيار، باغتيال عشرات القادة والنشطاء الذين سقطوا بصواريخها.
ومنذ عقد ونصف العقد، تفرض إسرائيل حصارا مشددا برا وبرا وجوا على القطاع الذي تبلغ مساحته نحو ثلاثمئة وستين كيلومترا مربعا، ويسكنه 2,3 مليون فلسطيني يشكّل اللاجئون نحو ثلثيهم.
وبعيدا عن أوقات الحرب والتصعيد، تحوم المسيّرات الإسرائيلية في المتوسط حوالي أربعة آلاف ساعة شهريًا فوق القطاع، بحسب الجيش الإسرائيلي.
وأسفر هجوم حماس على جنوب الدولة العبرية في 7 أكتوبر 2023 عن مقتل 1207 أشخاص معظمهم مدنيون، بحسب تعداد استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية. وتشمل هذه الحصيلة رهائن قتلوا أو لقوا حتفهم أثناء الاحتجاز في القطاع الفلسطيني.
وخطف أثناء الهجوم 251 شخصا من داخل الدولة العبرية. ولا يزال 97 من هؤلاء محتجزين في القطاع، بينهم 34 شخصا أعلن الجيش الإسرائيلي أنهم قتلوا.
وفي الجانب الفلسطيني، قتل 44330 شخصا على الأقل، معظمهم مدنيون، منذ بدأت العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة ردا على هجوم السابع من أكتوبر العام الماضي، وفق بيانات لوزارة الصحة التابعة لحماس تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.