في مقابلة خاصة مع قناة "الحرة"، كشفت الناطقة باسم منظمة الصحة العالمية، مارغريت هاريس، من جنيف، أن معظم النازحين في قطاع غزة يعيشون في خيم تفتقر إلى الأساسيات، وسط نقص حاد في الغذاء والمستلزمات الضرورية.
وقالت هاريس إن الوضع يزداد سوءا يوم بعد يوم، ما يتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة لتقديم المساعدة.
وأكدت أن المستشفيات في غزة تعاني من نقص حاد في الأدوية، في الوقت الذي يمتلئ فيه المرضى والمصابين بجروح خطيرة وأشخاص يعانون من أمراض مزمنة، ما يزيد من تعقيد الوضع.
وأضافت هاريس أن "القيود التي تفرضها إسرائيل على دخول المساعدات تزيد من صعوبة تقديم الدعم اللازم"، موضحة أن منظمة الصحة العالمية طالبت مراراً من السلطات الإسرائيلية السماح بدخول فرق طبية إضافية والمستلزمات الضرورية، ولكن تلك الطلبات قوبلت بالرفض.
ورغم السماح بدخول عدد قليل من الطواقم الطبية، أوضحت هاريس أن هناك نقصا كبيرا في الفرق المختصة، خاصة في مجالات الطوارئ وأمراض الأطفال.
كما أشارت إلى أن السلطات الإسرائيلية تمنع إدخال الغذاء والمياه والأدوية، ومنعت أيضا منظمة اليونيسف من إدخال مستلزمات طارئة إلى القطاع.
وفي ختام حديثها لقناة "الحرة"، قالت هاريس إن الوضع في شمال غزة يزداد تدهورا، حيث يعاني النازحون من نقص حاد في المواد الطبية والمياه والغذاء، داعية إلى تحسين الظروف الإنسانية بشكل عاجل.
وأضافت أن اليأس يتزايد في غزة، مشيرة إلى أنه "لا يمكننا السماح لهذا الوضع أن يستمر".
ولم تثمر المفاوضات التي استمرت أشهرا بوساطة قطرية ومصرية في وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة.
ورغم توقف المحادثات منذ أسابيع عدة، فقد عاد الحديث في الأوساط السياسية الأميركية والإسرائيلية والفلسطينية عن إمكانية استئناف المفاوضات للواجهة مجددا، في ظل تفاقم المعاناة الإنسانية للنازحين والسكان مع دخول فصل الشتاء.
نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري إنشر أعرب عن أسفه لتدهور الوضع الإنساني في غزة، متوقعا أن تستمر الأزمة في المستقبل.
وقال إنشر في حديث خاص لقناة "الحرة" إن الرئيس جو بايدن "مخطئ اتجاه ما يحدث هناك، وإن ما تقوم به إسرائيل هو استعداد لاحتلال غزة" سيما مع توجهات لبعض "الحركات الإسرائيلية" بزيارة غزة مؤخرا تمهيدا للاستيطان فيها.
وأوضح إنشر أن الرئيس بايدن، وفي هذه المرحلة الانتقالية، "لا يتمتع بالنفوذ" لإنهاء الصراع والضغط على إدخال المساعدات الإنسانية، ولا يستطيع أيضا منع تسليح إسرائيل بسبب الضغوط الأميركية حتى من داخل حزبه.
وأشار المسؤول الأميركي إلى أنه كان هناك بعض النجاح لإيصال المساعدات إلى الأهالي في غزة، "لكن الولايات المتحدة لم تمارس نفوذها ولم تضغط كثيرا لتسهيل دخول الشاحنات".
وذكر نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق أن إنهاء الحرب مرهون بموافقة حماس على الإفراج عن الرهائن "لكن هذه المنظمة لا تكترث لما يحدث من تدهور في الوضع الإنساني في القطاع ولا تهتم بحال المدنيين" حسب تعبيره.
ولايزال سكان قطاع غزة يأملون في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار ينهي معاناتهم المستمرة منذ أكثر من عام على غرار ما حصل في لبنان.
هذا الأمل تجدد بعد إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن قبل أيام أنه سيجدد مساعيه للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وحث إسرائيل وحماس على اغتنام الفرصة.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قال خلال مقابلة صحفية إنه قد يوافق على وقف إطلاق النار في قطاع غزة وليس إنهاء الحرب.
وأضاف أنه بعد مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، وفصل الجبهات بين غزة ولبنان، تغيرت شروط صفقة التبادل لمصلحة إسرائيل، وفق تعبيره.
وكان مسؤولون في حماس قد أعلنوا أنهم أبلغوا الوسطاء مؤخرا، رغبتهم استئناف مفاوضات إطلاق النار في قطاع غزة، والتي قالت قطر إنها متوقفة منذ أسابيع.
وتأتي هذه التحركات على وقع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، والتي لا تزال تتسبب بقتل وجرح العشرات يوميا، وسط تفاقم معاناة النازحين مع دخول فصل الشتاء، لا سيما في شمال قطاع غزة.