الحرب مستمرة في غزة منذ 14 شهرا
الحرب مستمرة في غزة منذ 14 شهرا

قال مارك غينسبرغ، الدبلوماسي الأميركي السابق إن المعلومات تفيد بتوصل كل من حماس وفتح إلى اتفاق لتشكيل لجنة مشتركة لإدارة قطاع غزة في الفترة المقبلة، رغم الموقف الأميركي الواضح من هذا الموضوع.

وأضاف في حديث لقناة "الحرة" أن إسرائيل ضد هذه الفكرة لأنها لا ترغب بأن يكون لحماس أي دور عسكري أو سياسي بغزة في فترة ما بعد الحرب.

وأوضح غينسبرغ أن هذا الأمر يعطي مؤشرات بوجود رغبة ثنائية بين الطرفين للتعاون في المستقبل، رغم الرفض الأميركي-الإسرائيلي.

وتزامنت هذه التطورات مع تصاعد وتيرة بناء منشآت عسكرية إسرائيلية في وسط غزة، بالتزامن مع تدميرِ مئات المنازل في المنطقة التي باتت تعرف باسم "محور نتساريم"، وإجبارِ آلاف السكان والنازحين على إخلاء مراكز الإيواء شمالي القطاع، وسْط عملية عسكرية إسرائيلية مستمرة منذ شهرين.

وقال غينسبرغ إن الولايات المتحدة ضد فكرة بناء منشآت عسكرية إسرائيلية في غزة لأسباب عدة منها أن الخطوة هي "إعادة احتلال للقطاع" وستقوض رؤية الإدارة الأميركية الحالية والتي لم يبقى على عمرها سوى أسابيع معدودة.

مخيمر أبو سعدة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر، من القاهرة، أشار إلى الموقف الرسمي المصري الرافض لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، وأن التهجير "إذا تم، سيعني عودة الحرب بين مصر وإسرائيل".

وقال إن ما يحصل في غزة "تطهير عرقي وباعتراف المسؤولين الإسرائيليين بدليل أن مناطق بيت لاهيا وبيت حانون وجباليا باتت خالية من الفلسطينيين".

وأضاف أبو سعدة أن المباحثات التي جرت في القاهرة خلال الأيام الماضية بين حركتي فتح وحماس أثمرت عن توصل الطرفين لتشكيل "لجنة مدنية أو لجنة إسناد مسؤولة عن معالجة أوضاع الفلسطينيين في غزة".

وأوضج أن اللجنة "ستضم شخصيات مستقلة لا علاقة لها بحماس أو فتح، وأن رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، سيعين قريبا رئيس اللجنة التي ستكون السلطة الفلسطينية مرجعيتها". 

يوسي يونا، العضو السابق في الكنيست الإسرائيلي، قال لقناة "الحرة" إن هناك "تناقضات داخلية" في الموقف الإسرائيلي فهي من جهة تقول إن ما تقوم به حاليا في غزة هو إجراء مهم لحفظ أمن البلاد من أي تهديدات مستقبلية لحركة حماس. ومن جانب آخر تتصاعد الأصوات لدى الأحزاب الإسرائيلية المتطرفة التي تطال بتوسيع مشاريع الاستيطان في غزة.

وأوضح يونا أن أمن إسرائيل لن يتحقق عبر المعارك، بل من خلال المفاوضات واللجوء إلى الحل السلمي، مشيرا إلى صعوبة تحقيق ذلك الآن "بسبب تأثر نتانياهو بآراء الأحزاب المتطرفة المشاركة في تشكيل الحكومة الإسرائيلية" وفق قوله.

لقطات من عملية الإفراج عن الرهائن في غزة
لقطات من عملية الإفراج عن الرهائن في غزة

قالت الحكومة الأميركية إن استمرار تنفيذ وقف إطلاق النار في غزة أمر “بالغ الأهمية”، بعد أن أطلقت حركة "حماس" سراح 4 مجندات إسرائيليات مقابل إفراج إسرائيل عن 200 معتقل فلسطيني.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان يوم السبت “من المهم للغاية استمرار تنفيذ وقف إطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن لدى حماس وإعادتهم سالمين إلى عائلاتهم.

وأضافت البيان “تحتفي الولايات المتحدة بإطلاق سراح الرهينات الإسرائيليات الأربع بعد احتجازهن لمدة 477 يوما".

البيت الأبيض قال بدوره إن "العالم يحتفل اليوم بعد أن تمكن الرئيس ترامب من تأمين إطلاق سراح أربعة رهائن إسرائيليين آخرين كانوا، لفترة طويلة جداً، محتجزين ضد إرادتهم من قبل حماس في ظروف مروعة".

وأضاف في بيان أصدره السبت، "ستواصل الولايات المتحدة، بالتعاون مع شريكها الكبير إسرائيل، الدفع من أجل إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين والسعي من أجل السلام في المنطقة بأسرها."

وبدأ سريان اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة مطلع الأسبوع الماضي قبل يوم من تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 20 يناير/ كانون الثاني.

وأشاد ترامب بمبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بعد أشهر من المحادثات بوساطة الولايات المتحدة ومصر وقطر.

وحذر ترامب قبل تنصيبه من أن “أبواب الجحيم ستنفتح على مصراعيها” إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس في غزة.

واحتجزت حماس حوالي 250 رهينة خلال هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 على بلدات في جنوب إسرائيل والذي أدى إلى مقتل نحو 1200 شخص، وأشعل ذلك الهجوم فتيل الحرب في قطاع غزة.

وأودت الحرب الإسرائيلية على غزة بحياة أكثر من 47 ألف شخص، وفقا لوزارة الصحة في غزة، وقادت إلى اتهامات بالإبادة الجماعية وجرائم الحرب وهو ما تنفيه إسرائيل. وتسببت الحرب أيضا في نزوح معظم سكان القطاع تقريبا بالإضافة إلى أزمة غذاء.