الحرب أسفرت عن دمار هائل في قطاع غزة (رويترز)
الحرب أسفرت عن دمار هائل في قطاع غزة (رويترز)

وصف، شمعون شتريت، الوزير الإسرائيلي السابق، أستاذ القانون الدولي، اتهام منظمة العفو الدولية إسرائيل بارتكاب "جريمة إبادة جماعية" ضد الفلسطينيين في قطاع غزة بـ "غير المحايد".

واتهم شتريت في حديث لقناة "الحرة" المنظمة الحقوقية بأنها كانت طوال الفترة الماضية "ضد الواقع والأدلة والشهادات" التي قدمها فرع المنظمة في إسرائيل حول طبيعة الانتهاكات التي يتم الحديث عنها.

وقالت منظمة العفو الدولية في تقريرها الذي أصدرته الأربعاء، إنها وثقت بـ "الشواهد والأدلة" أن إسرائيل "ارتكبت أفعالا تحظرها اتفاقية منع الإبادة الجماعية، بقصد خاص ومحدد وهو تدمير الفلسطينيين في قطاع غزة".

وأوضح شتريت أن إسرائيل في نهاية المطاف مسؤولة عن النظر في الأدلة والشهادات التي قدمتها منظمة العفو الدولية، موضحا "أن ليس كل ما يذكر في هذا التقارير دقيق وصحيح".

وحمل شتريت حماس مسؤولية ما يحدث في غزة من دمار وحرب خلفت آلاف الضحايا "بسبب اختباء المسلحين بين المدنيين وخزن أسلحتهم وبناء شبكة أنفاق ومنشآت تحت الأرض داخل المناطق السكنية".

وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي "ينفذ قواعد الحرب ويرد على أي خطر أو تهديد يواجهه"، وأن إسرائيل "قدمت استئنافا" ضد قرار الجنائية الدولية اعتقال رئيس الوزراء، بنيامبن نتانياهو.

وحمل تقرير منظمة العفو الدولية عنوان " لا تشعر أنك إنسان في غزة: الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين في القطاع".

وجاء في التقرير الذي صدر، الأربعاء، أن الجيش الإسرائيلي "تعمد إلحاق أذى بدني أو نفسي بسكان القطاع وإخضاعهم عمدا لظروف معيشية يراد بها تدميرهم المادي".

واتهمت المنظمة إسرائيل بـ "تجاهل التحذيرات" بشأن الأوضاع الإنسانية الكارثية، والقرارات الملزمة قانونا من محكمة العدل الدولية التي تأمرها باتخاذ تدابير فورية لتمكين المساعدات الإنسانية من الوصول إلى المدنيين في غزّة. 

وبحسب الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، أنياس كالامار، فإنه على مدى شهور، ظلّت إسرائيل تعامل الفلسطينيين وكأنهم "فئة دون البشر لا يستحقون حقوقًا إنسانية ولا كرامة".

ومن شأن هذا التقرير أن يزيد الضغط على الحكومة الإسرائيلية، في مطالبات دولية بوقف عمليتها العسكرية المستمرة في قطاع غزة منذ نحو 14 شهرا، سيما في أعقاب إصدار محكمة الجنايات الدولية مذكرات اعتقال بحق نتانياهو ووزير دفاعه السابق، يوآف غالانت، بتهم متعلقة بجرائم حرب.

من جهة أخرى، رفض فرع منظمة العفو الدولية في إسرائيل في بيان، الخميس، الاتهامات التي وردت في تقرير أصدرته المنظمة الأم لإسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية" في قطاع غزة، لكنه دعا للتحقيق في "جرائم خطيرة".

لقطات من عملية الإفراج عن الرهائن في غزة
لقطات من عملية الإفراج عن الرهائن في غزة

قالت الحكومة الأميركية إن استمرار تنفيذ وقف إطلاق النار في غزة أمر “بالغ الأهمية”، بعد أن أطلقت حركة "حماس" سراح 4 مجندات إسرائيليات مقابل إفراج إسرائيل عن 200 معتقل فلسطيني.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان يوم السبت “من المهم للغاية استمرار تنفيذ وقف إطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن لدى حماس وإعادتهم سالمين إلى عائلاتهم.

وأضافت البيان “تحتفي الولايات المتحدة بإطلاق سراح الرهينات الإسرائيليات الأربع بعد احتجازهن لمدة 477 يوما".

البيت الأبيض قال بدوره إن "العالم يحتفل اليوم بعد أن تمكن الرئيس ترامب من تأمين إطلاق سراح أربعة رهائن إسرائيليين آخرين كانوا، لفترة طويلة جداً، محتجزين ضد إرادتهم من قبل حماس في ظروف مروعة".

وأضاف في بيان أصدره السبت، "ستواصل الولايات المتحدة، بالتعاون مع شريكها الكبير إسرائيل، الدفع من أجل إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين والسعي من أجل السلام في المنطقة بأسرها."

وبدأ سريان اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة مطلع الأسبوع الماضي قبل يوم من تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 20 يناير/ كانون الثاني.

وأشاد ترامب بمبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بعد أشهر من المحادثات بوساطة الولايات المتحدة ومصر وقطر.

وحذر ترامب قبل تنصيبه من أن “أبواب الجحيم ستنفتح على مصراعيها” إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس في غزة.

واحتجزت حماس حوالي 250 رهينة خلال هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 على بلدات في جنوب إسرائيل والذي أدى إلى مقتل نحو 1200 شخص، وأشعل ذلك الهجوم فتيل الحرب في قطاع غزة.

وأودت الحرب الإسرائيلية على غزة بحياة أكثر من 47 ألف شخص، وفقا لوزارة الصحة في غزة، وقادت إلى اتهامات بالإبادة الجماعية وجرائم الحرب وهو ما تنفيه إسرائيل. وتسببت الحرب أيضا في نزوح معظم سكان القطاع تقريبا بالإضافة إلى أزمة غذاء.