الحديث عن قرب التوصل إلى هدنة يجري في وقت تتواصل العمليات العسكرية الاسرائيلية في غزة
الحديث عن قرب التوصل إلى هدنة يجري في وقت تتواصل العمليات العسكرية الاسرائيلية في غزة

كشفت تصريحات لمسؤولين أميركيين وإسرائيليين مؤخرا عن "بارقة أمل" بإمكانية عقد صفقة لتحرير الرهائن يتبعها وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

كبير مستشاري الرئيس الأميركي المنتخب لشؤون الشرق الأوسط والعالم العربي، مسعد بولس، قال في حوار مع مجلة "لو بوان" الفرنسية إن الأولوية في غزة يجب أن تمنح للإفراج عن الرهائن لدى حماس، مشيرا  إلى أن إطلاق سراحهم غير مرتبط بالتوصل لوقف لإطلاق النار.

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، قال في اجتماع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إن هناك ربما فرصة الآن لإبرام صفقة لتحرير الرهائن، مشددا على أن حكومة بنيامين نتانياهو "جادة في نيتها دفع مثل هذه الصفقة".

الباحث في معهد تل أبيب للشؤون الأمنية والقومية، يوحنان تسوريف، قال لقناة "الحرة" إن هناك أصواتا في جانبي الصراع بين حماس وإسرائيل تتحدث الآن عن بوادر لعقد مفاوضات للتوصل إلى هذه الصفقة.

وأضاف أن تحقيق رغبة الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، في إنهاء الصراع سريعا ليس مربوطا بموافقة نتانياهو فقط بل اقناع الجهات المتشددة في الحكومة الإسرائيلية والرافضة لإنهاء الحرب.

وأشار تسوريف إلى أن توتر العلاقة بين اليمين المتشدد الإسرائيلي وإدارة الرئيس بايدن الديمقراطية خلال السنوات الماضية، عقد من محاولات التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار "رغم أن بايدن كان من أكثر الرؤساء الأميركييين الداعمين لإسرائيل".

وقال تسوريف إن الصفقة التي اقترحها الرئيس ترامب أقرب إلى توجهات الخط السياسي لليمين الإسرائيلي المتشدد، لكنه أوضح أن "تحقيق سلام دائم بين إسرائيل والفلسطينيين يحتاج إلى مراجعة شاملة للخطة الأميركية المقترحة بعد تطورات الحرب في غزة والضفة الغربية".

بلينكن جدد التأكيد على وجوب أن تبذل إسرائيل المزيد من الجهود لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية في كل أنحاء غزة.
ساعر يتحدث مع بلينكن عن فرصة لدفع صفقة للإفراج عن الرهائن
قالت الخارجية الإسرائيلية، الخميس، إن الوزير جدعون ساعر أكد لنظيره الأميركي، أنتوني بلينكن، أن بلاده ترى فرصة لدفع صفقة للإفراج عن الرهائن الإسرائيليين في قطاع غزة، وذلك خلال لقاء جمعهما في مالطا، على هامش الاجتماع الوزاري لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

المحلل السياسي القطري، عبد الله الخاطر، قال لقناة "الحرة" إن الدوحة عادت إلى الوساطة بعد توقف بسبب تعقيدات الصراع في غزة ولبنان، من جهة، و"ضبابية المشهد السياسي الأميركي في فترة الانتخابات الرئاسية" من جهة أخرى.

وأوضح الخاطر أن هناك توافقا في الخطوط العامة بين الرئيسين بايدن وترامب بضرورة إنهاء الحرب في غزة.

لكن الخاطر يعتقد أن سبب التأخر في التوصل إلى اتفاق طوال الفترة الماضية هو "عدم جدية" نتانياهو بعد قراره توسيع الصراع من غزة إلى لبنان.

ونوه الخاطر  إلى أن حماس تحاول الآن الخروج من هذا المأزق ومن أوضاع كارثية، موضحا أن "ليس للحركة أي حافز أو دافع للمماطلة لكنها تحتاج إلى ضمانات لما بعد الحرب".

دونالد ترامب ومسعد بولس (رويترز)
هدنة غزة و"ضم الضفة" وأحداث سوريا.. مستشار ترامب يكشف رؤيته بشأن أزمات المنطقة
كشف كبير مستشاري الرئيس الأميركي المنتخب لشؤون الشرق الأوسط والعالم العربي، مسعد بولس، عن أبرز سياسات دونالد ترامب خلال ولايته المقبلة، مشيرا إلى أنه سوف يركز على التطبيع مع السعودية والوصول إلى سلام دائم في المنطقة.

وأعطى وصول ترامب للبيت الأبيض للمرة الثانية، زخما جديدا للمفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن.

فقد أجرى، ستيف ويتكوف، مبعوث ترامب، مباحثات في إسرائيل وقطر لدفع التحركات السياسية قدما، مع استئناف قطر دورها كوسيط في المفاوضات، وسط ترجيحات أن يعود مفاوضون من حماس إلى الدوحة لتسهيل عقد جولة جديدة من المحادثات، مع إبداء الحركة مرونة بشأن هدنة يتم تنفيذها على مراحل.

في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، نقلا عن وزير الدفاع، يسرائيل كاتس، أن الضغوط على حماس تتزايد وهذه المرة و"سنكون قادرين حقا على تحقيق اتفاق بشأن الرهائن"، وفق مراسل الحرة.

وأدلى كاتس بهذه التصريحات خلال زيارة لقاعدة تل نوف الجوية، وقال لجنود وضباط "لن نوقف العمليات العسكرية حتى نعيد جميع المختطفين ونحقق أهدافنا. في المستقبل، لن يكون لحماس مكان لحكم غزة، وهذا أمر محسوم نتيجة لما حدث وما قد يحدث".

وزير الخارجية الإسرائيلي، جعون ساعر، قال بدوره إن إسرائيل تعتبر المرحلة الحالية تشكل فرصة لدفع الجهود نحو إتمام صفقة لتبادل الأسرى مع حركة حماس.

والاثنين، قال ترامب إن "الثمن سيكون باهظا في الشرق الأوسط"، إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في قطاع غزة قبل تنصيبه في 20 يناير العام المقبل.

لقطات من عملية الإفراج عن الرهائن في غزة
لقطات من عملية الإفراج عن الرهائن في غزة

قالت الحكومة الأميركية إن استمرار تنفيذ وقف إطلاق النار في غزة أمر “بالغ الأهمية”، بعد أن أطلقت حركة "حماس" سراح 4 مجندات إسرائيليات مقابل إفراج إسرائيل عن 200 معتقل فلسطيني.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان يوم السبت “من المهم للغاية استمرار تنفيذ وقف إطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن لدى حماس وإعادتهم سالمين إلى عائلاتهم.

وأضافت البيان “تحتفي الولايات المتحدة بإطلاق سراح الرهينات الإسرائيليات الأربع بعد احتجازهن لمدة 477 يوما".

البيت الأبيض قال بدوره إن "العالم يحتفل اليوم بعد أن تمكن الرئيس ترامب من تأمين إطلاق سراح أربعة رهائن إسرائيليين آخرين كانوا، لفترة طويلة جداً، محتجزين ضد إرادتهم من قبل حماس في ظروف مروعة".

وأضاف في بيان أصدره السبت، "ستواصل الولايات المتحدة، بالتعاون مع شريكها الكبير إسرائيل، الدفع من أجل إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين والسعي من أجل السلام في المنطقة بأسرها."

وبدأ سريان اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة مطلع الأسبوع الماضي قبل يوم من تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 20 يناير/ كانون الثاني.

وأشاد ترامب بمبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بعد أشهر من المحادثات بوساطة الولايات المتحدة ومصر وقطر.

وحذر ترامب قبل تنصيبه من أن “أبواب الجحيم ستنفتح على مصراعيها” إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس في غزة.

واحتجزت حماس حوالي 250 رهينة خلال هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 على بلدات في جنوب إسرائيل والذي أدى إلى مقتل نحو 1200 شخص، وأشعل ذلك الهجوم فتيل الحرب في قطاع غزة.

وأودت الحرب الإسرائيلية على غزة بحياة أكثر من 47 ألف شخص، وفقا لوزارة الصحة في غزة، وقادت إلى اتهامات بالإبادة الجماعية وجرائم الحرب وهو ما تنفيه إسرائيل. وتسببت الحرب أيضا في نزوح معظم سكان القطاع تقريبا بالإضافة إلى أزمة غذاء.