أعرب مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان عن أمله في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة يضمن إطلاق سراح الرهائن.
جاءت تصريحات سوليفان في مؤتمر صحفي من تل أبيب عقب لقائه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو، وذلك ضمن جولة تقوده إلى القاهرة والدوحة اللتين تضطلعان بدور الوساطة مع الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق لوقف الحرب في غزة.
غوردون غراي نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق لشؤون الشرق الأدنى توقع أن تكون هناك "فرصة حقيقية" لنجاح محاولات وقف إطلاق النار بسبب استعداد وإسرائيل وقادة حركة حماس هذه المرة للتفاوض وتقديم التنازلات.
هذه التنازلات، بحسب غراي، تتمثل باستعداد حماس للتفاوض بشأن انسحاب كلي للقوات الإسرائيلية من القطاع، وإسرائيل ستتفاوض من جهتها على موضوع انتشار قواتها في "محور فيلادلفيا" وإمكانية الانسحاب عكس ما كانت تطالب به سابقا.
ويضيف غراي أن سقوط نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد والخسائر التي تكبدتها إيران وذراعها حزب الله في لبنان، "كلها أمور ضغطت على حركة حماس للتحرك بشأن وقف إطلاق النار".
نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق لشؤون الشرق الأدنى أشار أيضا إلى أن إسرائيل ستقبل بوقف إطلاق النار لكنه استبعد أن ينسحب الجيش الإسرائيلي بالكامل من قطاع غزة "على الأقل في الفترة القريبة المقبلة".
سمير راغب رئيس المؤسسة العربية للتنمية والدراسات الاستراتيجية من القاهرة هو الآخر عبر عن تفاؤله بشأن إمكانية نجاح محاولات وقف إطلاق النار في غزة.
ويقول راغب للحرة، إن رياح التغيير مواتية الآن بسبب الجهود المكثفة التي يبذلها الجانب المصري من جهة، والتغير الواضح في موقفي حماس وإسرائيل بعد التطورات المتسارعة التي شهدتها سوريا ولبنان.
وأوضح راغب أن على حماس أن تتجاوب مع هذه الدعوات سيما بعد موافقة حزب الله على هدنة مع اسرائيل لـ 60 يوما، والأخذ بنظر الاعتبار خلوّ الساحة الآن من أي طرف قادر على دعم كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، المصنفة بقائمة الإرهاب الأميركية.
رئيس المؤسسة العربية للتنمية والدراسات الاستراتيجية من القاهرة ذكر أن فرص نجاح هذه المحاولات باتت أكبر الآن بعد حسم المشاكل العالقة بين إسرائيل ومصر حول المعبر الحدودي سيما بعد موافقة الجانب الفلسطيني على إبعاد عناصر حماس من المنفذ واستبدالهم بعناصر لحركة الفتح أو "جهات محايدة أخرى" بطلب من إسرائيل.
في ختام مباحثاته مع المسؤولين الإسرائيليين، أعلن مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، الخميس، أن الولايات المتحدة تعمل على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة.
سوليفان، قال إنه ناقش مع المسؤولين الإسرائيليين الخطوات اللازمة لإدخال مزيد من المساعدات إلى سكان قطاع غزة، مضيفا أنه كان لديه إحساس بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، جاهز لعقد صفقة بشأن غزة، وأن هدفه هو عقد اتفاق خلال هذا الشهر.
وأوضح سوليفان كذلك أن موقف حركة حماس على طاولة المفاوضات تغير بعد اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، مشيرا إلى أن اغتيال إسرائيل لقادة في حماس، ساعد في وضع محادثات وقف إطلاق النار على المسار الصحيح لتحقيق نتائج إيجابية.
تأتي تحركات سوليفان في وقت تسعى فيه الإدارة الأميركية جاهدة لتحقيق اختراق دبلوماسي في الشرق الأوسط قبيل مغادرة الرئيس جون بايدن لمنصبه.
وتوسطت الولايات المتحدة، إلى جانب مصر وقطر، من دون جدوى للتوصل إلى وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن بين إسرائيل وحركة حماس منذ أكثر من عام.
وفي الأيام الأخيرة، صدرت إشارات إلى احتمال إحياء المفاوضات وتحقيق اختراق. فقد صرح مصدر مقرب من حماس لوكالة فرانس برس الاثنين أن الحركة أبلغت رئاسة المخابرات المصرية عن "جهود لجمع معلومات عن الأسرى الإسرائيليين، خصوصا الأحياء".
وقالت الدوحة من جانبها، السبت، إن انتخاب دونالد ترامب كرئيس للولايات المتحدة أحدث "زخما" جديدا للمفاوضات.
وفي الوقت نفسه، قال مصدر مقرب من وفد حماس إن تركيا، وكذلك مصر وقطر، تبذل جهودا حثيثة لوقف الحرب، وأنه يمكن أن تبدأ جولة جديدة من المحادثات قريبا.