دمار واسع في مستشفى الشفاء في قطاع غزة، الذي كان يعد أكبر مستشفيات القطاع- المصدر: فرانس برس
دمار واسع في مستشفى الشفاء في قطاع غزة، الذي كان يعد أكبر مستشفيات القطاع- المصدر: فرانس برس

خلص تقرير نشرته المفوضية السامية لحقوق الإنسان، الثلاثاء، إلى أن نمط "الاعتداءات" الإسرائيلية "المميتة" على مستشفيات غزة ومحيطها، تثير "مخاوف" جدية بشأن امتثال إسرائيل للقانون الدولي.

وقالت المفوضية التابعة للأمم المتحدة إنها وثقت الاعتداءات التي تمت بين 12 أكتوبر 2023 ويونيو 2024، حيث شهدت ما لا يقل عن 136 غارة على ما لا يقل عن 27 مستشفى و12 مرفقا طبيا آخر.

وأدت الغارات إلى خسائر "فادحة" في صفوف الأطباء والممرضين والمسعفين وغيرهم من المدنيين، وتسببت بأضرار "جسيمة" في البنية التحتية المدنية أو تدميرها بالكامل.

وقالت المفوضية إن "الدمار المروع الذي أحدثته الهجمات العسكرية الإسرائيلية على مستشفى كمال عدوان يوم الجمعة الماضي، يعكس نمط الهجمات الموثقة في التقرير".

وأشارت إلى أن "الموظفين والمرضى أجبروا على الفرار أو تعرضوا للاعتقال".

وتحدثت المفوضية عن وجود العديد من التقارير التي تشير إلى تعرض الموظفين والمرضى للتعذيب وسوء المعاملة، بالإضافة إلى اعتقال مدير المستشفى الذي لا يزال مصيره ومكانه غير معلومين، بحسب المفوضية.

وتقول إسرائيل إن "العمليات التي نفذتها في المستشفى جاءت نتيجة استخدامه من قبل حركة حماس كقاعدة عسكرية".

لكن التقرير رد على ما وصفه بـ"المزاعم الإسرائيلية" بأن الجماعات الفلسطينية المسلحة تستخدم المستشفيات.

وقال التقرير إن "الدولة العبرية لم توفّر حتى اليوم سوى القليل من المعلومات لإثبات هذه الادعاءات، التي ظلت غامضة وفضفاضة، وفي بعض الحالات تبدو متناقضة مع المعلومات المتاحة علنا".

وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، الثلاثاء: "وكأن القصف المتواصل والوضع الإنساني المتردي في غزة لم يكونا كافيَيْن، فأمسى الملاذ الوحيد الذي يجدر أن يشعر فيه الفلسطينيون بالأمان، مصيدة للموت".

لقطات من عملية الإفراج عن الرهائن في غزة
لقطات من عملية الإفراج عن الرهائن في غزة

قالت الحكومة الأميركية إن استمرار تنفيذ وقف إطلاق النار في غزة أمر “بالغ الأهمية”، بعد أن أطلقت حركة "حماس" سراح 4 مجندات إسرائيليات مقابل إفراج إسرائيل عن 200 معتقل فلسطيني.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان يوم السبت “من المهم للغاية استمرار تنفيذ وقف إطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن لدى حماس وإعادتهم سالمين إلى عائلاتهم.

وأضافت البيان “تحتفي الولايات المتحدة بإطلاق سراح الرهينات الإسرائيليات الأربع بعد احتجازهن لمدة 477 يوما".

البيت الأبيض قال بدوره إن "العالم يحتفل اليوم بعد أن تمكن الرئيس ترامب من تأمين إطلاق سراح أربعة رهائن إسرائيليين آخرين كانوا، لفترة طويلة جداً، محتجزين ضد إرادتهم من قبل حماس في ظروف مروعة".

وأضاف في بيان أصدره السبت، "ستواصل الولايات المتحدة، بالتعاون مع شريكها الكبير إسرائيل، الدفع من أجل إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين والسعي من أجل السلام في المنطقة بأسرها."

وبدأ سريان اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة مطلع الأسبوع الماضي قبل يوم من تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 20 يناير/ كانون الثاني.

وأشاد ترامب بمبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بعد أشهر من المحادثات بوساطة الولايات المتحدة ومصر وقطر.

وحذر ترامب قبل تنصيبه من أن “أبواب الجحيم ستنفتح على مصراعيها” إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس في غزة.

واحتجزت حماس حوالي 250 رهينة خلال هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 على بلدات في جنوب إسرائيل والذي أدى إلى مقتل نحو 1200 شخص، وأشعل ذلك الهجوم فتيل الحرب في قطاع غزة.

وأودت الحرب الإسرائيلية على غزة بحياة أكثر من 47 ألف شخص، وفقا لوزارة الصحة في غزة، وقادت إلى اتهامات بالإبادة الجماعية وجرائم الحرب وهو ما تنفيه إسرائيل. وتسببت الحرب أيضا في نزوح معظم سكان القطاع تقريبا بالإضافة إلى أزمة غذاء.