في أول رد على مخرجات القمة العربية بشأن غزة، أكد البيت الأبيض تمسك الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمقترح إعادة بناء غزة خالية من حركة حماس.
من جانبها، انتقدت إسرائيل الخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة التي انبثقت عن القمة العربية الطارئة التي انعقدت في القاهرة أمس الثلاثاء، معتبرة إياها غير ملائمة للوضع الراهن في القطاع.
تأتي هذه المواقف في وقت تتصاعد فيه التوترات بين الأطراف المعنية، مما يطرح تساؤلات حول مصير الخطة العربية ومفاوضات وقف إطلاق النار.
الخطة العربية .. واقعية وجاهزة للتطبيق
يقول عمر درويش، عضو مجلس النواب المصري، إن الخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة "سترى النور" في المستقبل القريب، مشيرًا إلى أن هذه هي الحقيقة التي يجب على جميع الأطراف الاعتراف بها.
وأوضح درويش أن الموقف العربي في القمة كان "واضحًا لا لبس فيه"، إذ تركزت المناقشات على ضرورة الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، وكذلك الحفاظ على القضية الفلسطينية ومنع تصفيتها أو التلاعب بها، خاصة في ما يتعلق بمسألة تهجير الفلسطينيين.
وفيما يتعلق بالخطة المصرية لإعادة إعمار غزة، أكد درويش أنها "قابلة للتطبيق" وواقعية.
وأوضح أن أولى مراحل الخطة يتوقع أن تبدأ خلال الأشهر الستة الأولى من خلال رفع الأنقاض وتوفير وحدات سكنية متنقلة مؤقتة، ليتم بعدها تنفيذ المرحلة الأولى من عملية إعادة الإعمار عبر بناء 200 ألف منزل في غزة.
أما في المرحلة الثانية، فسيتم بناء 200 ألف وحدة سكنية إضافية، إضافة إلى إعادة إعمار مطار غزة.
وفيما يخص مصير حركة حماس وسلاحها في المستقبل، أوضح درويش أن الخطة العربية كانت واضحة في تشكيل لجنة لتولي إدارة قطاع غزة من قبل السلطة الفلسطينية بعد تنفيذ المرحلتين الثانية والثالثة من وقف إطلاق النار.
ولفت إلى أن هذه الخطوات ستساهم في توجيه الوضع إلى نحو إيجابي. كما دعا درويش الولايات المتحدة إلى الحفاظ على علاقاتها "الاستراتيجية" مع مصر والدول العربية الأخرى، مؤكداً أن المنطقة أمام واقع جديد يتمثل في أنه "لن يتم تهجير الفلسطينيين".
لاسلام في غزة بوجود حماس
من جهة أخرى، قال مايكل كلاينر، العضو السابق في الكنيست الإسرائيلي عن حزب الليكود، إن إسرائيل ترحب بأي خطة تهدف إلى حل النزاع وتحقيق السلام بين إسرائيل والعالم العربي، مؤكدًا أن هذا هو الهدف المشترك للولايات المتحدة أيضًا.
وأشار كلاينر إلى استعداد إسرائيل لمناقشة أي خطة لا تؤدي إلى "تدمير إسرائيل"، موضحًا أن الشرط الأساسي بالنسبة لإسرائيل هو التأكد من أن هذه الخطة ستحقق السلام وتضمن أمن إسرائيل، بالإضافة إلى منع تكرار الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر.
وعلى الرغم من ذلك، أشار كلاينر إلى أن حركة حماس لا تزال مستمرة في دعم الإرهاب ومتمسكة بخطابها المعادي، الذي يدعو إلى إقامة دولة واحدة من "النهر إلى البحر"، وهو ما يعني في الواقع التخلص من دولة إسرائيل.
في هذا السياق، اعتبر كلاينر أن الخطة المصرية بصيغتها الحالية غير واقعية، حيث إن تحقيق السلام يتطلب التنسيق بين الولايات المتحدة وإسرائيل والدول العربية لمناقشة الخطة، إضافة إلى ضرورة جمع النقاط الإيجابية من كل طرف للوصول إلى خطة نهائية يتفق عليها الجميع.
وفي رأيه، لن يكون هناك أي سلام في غزة "بوجود حماس".
في أول ردٍ على مخرجات القمة العربية بشأن غزة وخطةِ إعادة الاعمار القطاع التي تبنتها القمةُ ألثلاثاء، قال البيت الأبيض إن الرئيسَ الأميركي دونالد ترامب متمسك بمقترحه إعادةَ بناء غزة خالية من حركة حماس المصنفة على قوائم الإرهابِ الأميركية.
كما انتقدت إسرائيل الخطة العربية، وقالت الخارجية الإسرائيلية، إن خطةَ إعادة الإعمار لم تتناول حقائقَ الوضع بعد هجوم السابع من أكتوبر 2023.
وجددت إسرائيل دعمها لمقترح الرئيس الأميركي الذي يهدف إلى نقل الفلسطينيين إلى خارج القطاع، قائلة إن الدولَ العربيةَ رفضتها دون إعطائها فرصة.
يأتي ذلك فيما أعلن رئيسُ الأركان الإسرائيلي الجديد "إيال زامير" أن "مهمةَ إسرائيل ضد حركةِ حماس لم تنته بعد.

واختتمت القمة العربية الاستثنائية أعمالها، بإصدار بيان ختامي أكدت فيه على أولوية استكمال وقف إطلاق النار في قطاع غزة والضفة الغربية، داعيةً مجلس الأمن الدولي إلى نشر قوات حفظ سلام لحماية الشعب الفلسطيني.
وأعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن القادة العرب اعتمدوا خطة مصر لإعادة إعمار قطاع غزة، والتي تستند إلى الحفاظ على حقوق وكرامة الشعب الفلسطيني، مع ضمان إعادة الإعمار وفق مراحل محددة.
كما أوضح الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أن القمة رفضت بشكل قاطع أي محاولات لتهجير الفلسطينيين، وأكدت ضرورة الحفاظ على الاتصال الجغرافي بين الضفة الغربية وقطاع غزة.
وتضمنت الخطة المصرية تشكيل لجنة مستقلة من شخصيات تكنوقراط لإدارة شؤون غزة خلال مرحلة انتقالية مدتها ستة أشهر، تعمل تحت مظلة الحكومة الفلسطينية.