تواصلت المفاوضات في العاصمة القطرية، الدوحة، بين الوفد الإسرائيلي ومسؤولي حركة حماس، وسط مساع دولية لإبرام اتفاق جديد يشمل وقفا لإطلاق النار وتبادلا للأسرى، وفق ما أفادت به مصادر إسرائيلية وفلسطينية.
وذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، نقلًا عن مسؤول إسرائيلي، أن الفريق التفاوضي الإسرائيلي قرر البقاء في الدوحة، على الرغم من أن مغادرته كانت متوقعة مساء الأربعاء، في إشارة إلى استمرار المحادثات بشأن الهدنة في قطاع غزة.
وتأتي هذه التطورات في ظل انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في الأول من مارس، دون وجود خارطة طريق واضحة لتمديده.
وأكدت هيئة البث الإسرائيلية (كان)، نقلًا عن مصادر مطلعة، أن المفاوضات مستمرة في الدوحة، قائلة إنه ورغم وجود بعض الفجوات، فإنه لا يوجد خلاف جوهري بين الأطراف حتى اللحظة.
وتتمحور المحادثات حول ما يُعرف بـ"مقترح ويتكوف"، الذي قدمه المبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، والذي يقضي بتمديد وقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا مقابل إفراج حماس عن 10 رهائن إسرائيليين، بينهم مدنيون وعسكريون، مقابل عدد كبير من المعتقلين الفلسطينيين، بمن فيهم محكومون بالسجن مدى الحياة.
وأشار تقرير لهيئة البث الإسرائيلية إلى أن هناك احتمالات متزايدة لإتمام هذه الصفقة، وسط دعوات من شخصيات بارزة في الحكومة الإسرائيلية والأجهزة الاستخباراتية لعقد اجتماع أمني عاجل، لمناقشة المستجدات واتخاذ قرارات حاسمة بشأن المسار التفاوضي.
وبالتزامن مع المفاوضات، استضافت قطر اجتماعًا عربيًا حضره المبعوث الأميركي، ستيفن ويتكوف، إلى جانب وزراء خارجية قطر، الأردن، السعودية، مصر، والإمارات، بالإضافة إلى أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وتركز الاجتماع على مناقشة خطة إعادة إعمار غزة، والتي تم إقرارها خلال القمة العربية في القاهرة في 4 مارس الجاري، في إطار الجهود الرامية إلى إيجاد حلول سياسية وإنسانية للأزمة في القطاع.
وحسب مصادر استخباراتية إسرائيلية، فإن استعداد الطرفين لإبداء بعض المرونة في هذه المرحلة يعكس إمكانية التوصل إلى اتفاق محدود، قد يسهم في إنقاذ أرواح بشرية وتخفيف حدة التوتر.
ورغم أن قيادة حماس في غزة لم تعطِ موافقتها النهائية بعد، فإن هناك إشارات إلى إمكانية إجراء خطوات تدريجية في عملية تبادل الرهائن والمعتقلين، وهو ما قد يشكل اختراقًا مهمًا في المشهد السياسي والعسكري الحالي.