بناء وحدات سكنية جديدة في مستوطنة جيلو بالقدس الشرقية المحتلة
بناء وحدات سكنية جديدة في مستوطنة جيلو بالقدس الشرقية المحتلة

أعلنت حركة السلام الآن الإسرائيلية أن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو قد وافقت على بناء 1200 مسكن في حي جيلو الاستيطاني في القدس الشرقية المحتلة.

وقالت المتحدثة باسم الحركة المناهضة للاستيطان هاغيت عفران إن "موافقة وزارة الداخلية على بناء 1200 مسكن في حي جيلو جاءت اثر اجتماع عقدته الخميس لجنة التخطيط في القدس وخصص لبحث الاعتراضات على هذا المشروع".

وكانت الحركة قد أشارت إلى هذا المشروع في 18 ديسمبر/ كانون الأول في الوقت الذي أعلنت فيه السلطات عن مشاريع كبيرة للبناء في القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلتين على الرغم من الانتقادات الدولية.

ويعيش نحو  270 ألف فلسطيني في القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل وضمتها عام 1967، ولكن إسرائيل تعتبرها جزءا لا يتجزأ من عاصمتها "الأبدية الموحدة" رغم أن المجتمع الدولي لا يعترف بهذا الضم.

كما يعتبر المجتمع الدولي كل الأنشطة الاستيطانية غير مشروعة سواء في الضفة الغربية أو في القدس الشرقية.

وعلى جانب أخر، قررت الحكومة الإسرائيلية تحويل كلية للتعليم العالي بمستوطنة ارييل في الضفة الغربية إلى جامعة.

وقال بيان صادر عن الحكومة الإسرائيلية أمس الاثنين إن "وزير الدفاع ايهود باراك أمر هذا المساء قائد المنطقة العسكرية الوسطى التي تشمل الضفة الغربية الجنرال نيتزان الون بالإعلان أن كلية ارييل الجامعية هي جامعة".

وتابع أن "هذا القرار يتبع قرارا اتخذته الحكومة بهذا المنحى وتوصيات المستشار القانوني للحكومة المنشورة اليوم بهذا الخصوص".

كانت حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو قد أقرت في 9 سبتمبر/أيلول تحويل كلية ارييل إلى جامعة، لكن هذا القرار احتاج إلى موافقة وزير الدفاع الذي يتولى مسؤولية الأراضي المحتلة.

وانشئت كلية ارييل في 1982 وتستقبل حاليا 12 الف طالب في أربع كليات وتدير مؤسستين لتعليم الهندسة المعمارية والاتصالات.

وكان نتانياهو قد أكد مرارا أن أي اتفاق سلام مستقبلي مع الفلسطينيين ينبغي أن يبقي سيطرة إسرائيل على ارييل التي تؤوي 20 ألف نسمة، فضلا عن الكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية.

جانب من عمليات البناء في مستوطنة جيلو في القدس الشرقية يوم 20 ديسمبر/كانون الأول 2012
جانب من عمليات البناء في مستوطنة جيلو في القدس الشرقية يوم 20 ديسمبر/كانون الأول 2012

أقرت الحكومة الإسرائيلية الخميس خططا جديدة لبناء 523 وحدة استيطانية في كتلة غوش عتصيون جنوب الضفة الغربية، في خطوة أولى لإنشاء مستوطنة ضخمة سيطلق عليها اسم جفاعوت.

وقد وصف رئيس المجلس الإقليمي لكتلة غوش عتصيون ديفيد بيرل موافقة الحكومة الإسرائيلية على عملية البناء،  بأنها إنجاز عظيم.

وقالت هاغيت أوفران من حركة السلام الآن المناهضة للاستيطان، إن المشروع الجديد سيكون ضخما ويتسع لـ25 ألف شخص.

ومن جانبه، قال مدير دائرة الخرائط في مركز بيت الشرق في القدس خليل التوفكجي في حديث لـ"راديو سوا" إن المستوطنة الإسرائيلية الجديدة، من شأنها أن تمزق أوصال الضفة الغربية بما يمنع قيام دولة فلسطينية متواصلة تكون القدس الشرقية عاصمتها.

تنديد فلسطيني

وأثار الإعلان الجديد الذي جاء غداة إعلان لجنة تخطيط إسرائيلية الموافقة على بناء 2610 وحدات سكنية استيطانية في حي جيفعات هامتوس الاستيطاني في القدس الشرقية، انتقادات فلسطينية ودولية.

وأكد المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة الخميس أن إسرائيل "ستحاسب" على "جرائم" الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، مشددا على أن كل مشاريع البناء "لن يبقى منها حجر واحد في الضفة الغربية والقدس الشرقية".

وتابع أبو ردينة أن "على المستوطنين وحكومة إسرائيل أن يعلموا تماما أن حدود دولة فلسطين تم تحديدها على كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ 1967 بما فيها القدس الشرقية".

كما قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات "لم يعد أمامنا مجال إلا دراسة الخيارات المتعلقة بمحاسبة ومساءلة إسرائيل على استيطانها في أراضي دولة فلسطين التي ينطبق عليها الآن ميثاق اتفاقية جنيف الرابعة وخاصة المادة 49"، التي تنص على حظر النقل الجبري الجماعي أو الفردي للأشخاص المحميين أو نفيهم من الأراضي المحتلة إلى أراضي دولة الاحتلال وإلى أراضي أي دولة أخرى، محتلة أو غير محتلة، أيا كانت دواعيه.

وأضاف عريقات "نأمل من الولايات المتحدة ألا تعترض تحركنا في مجلس الأمن وألا توفر الحماية لإسرائيل واستيطانها في أراضي دولة فلسطين المحتلة"، مشيرا إلى أن "مشاوراتنا بدأت في مجلس الأمن من خلال سفيرنا رياض منصور".

تنديد دولي

ومن جانبه، قال ممثل اللجنة الرباعية الدولية توني بلير إن تسريع الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية يضعف التوصل إلى حل سلمي يقود إلى إقامة دولة فلسطينية.

وجاء في بيان وزعه مكتب بلير أن "المشكلة لا تكمن فقط في بناء هذه المستوطنات بحد ذاتها، بل أيضا في هذه اللحظة التي يصبح استئناف مفاوضات مناسبة وسليمة أمرا حيويا".

وفي نفس الإطار، أعلن الاتحاد الأوروبي الخميس معارضته الشديدة لمشاريع البناء الإسرائيلية في القدس الشرقية، معتبرا أن من شأنها وضع مزيد من العراقيل أمام عملية السلام.

وقالت الممثلة العليا للشؤون الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون إن خطط إسرائيل لبناء 2610 وحدة سكنية في مستوطنة جفعات هاماتوس إلى جانب 1500 وحدة أعلنت عنها في نوفمبر/تشرين الثاني في رمات شلومو ستؤدي عمليا إلى عزل بيت لحم عن القدس.

وأضافت آشتون في بيان صباح الخميس أن "الاتحاد الأوروبي يعارض بشكل خاص فرض خطط تقوض بشكل خطير آفاق حل متفاوض عليه للنزاع عبر تهديد فرص إقامة دولة فلسطينية قابلة للاستمرار وإعلان القدس عاصمة مستقبلية لدولتين".

وفي باريس، نددت وزارة الخارجية الفرنسية بما وصفتها بـ"إعادة إطلاق غير مسبوقة" لمشاريع الاستيطان الإسرائيلية واعتبرتها "استفزازا يزيد من تقويض الثقة الضرورية لاستئناف المفاوضات ويدفعنا إلى التساؤل حيال التزام إسرائيل بحل الدولتين".

وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية فيليب لاليو إن موافقة السلطات الإسرائيلية على بناء 2610 وحدات استيطانية جديدة في جعفات هاماتوس "قرار غير مشروع".

وفي نيويورك، طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وجميع أعضاء مجلس الأمن الدولي باستثناء الولايات المتحدة، خلال جلسة لمجلس الأمن مساء الأربعاء بوقف فوري لإجراءات توسيع المستوطنات الإسرائيلية.

رفض إسرائيلي

إلا أن إسرائيل اعتبرت الخميس الأمم المتحدة منظمة "متحيزة" وبالتالي قالت إنها "غير معنية بقراراتها"، فيما أعربت عن ارتياحها لما وصفتها بالخطوة الإيجابية التي قامت بها الإدارة الأميركية لإحباط محاولة أوروبية للتنديد بإسرائيل في مجلس الأمن الدولي.

وقالت مصادر في مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو إن الأمم المتحدة تثبت مرة أخرى أنها "منحازة ضد إسرائيل كالعادة وبالتالي فهي غير معنية بأي من قراراتها التي لن تثني إسرائيل عن الاستمرار في البناء في المستوطنات بالقدس والضفة الغربية".

وأكد نتانياهو أثناء لقائه العديد من السفراء من الدول في مكتبه "أن القدس هي عاصمة الشعب اليهودي منذ ثلاثة آلاف عام وكل الحكومات الإسرائيلية بنت في القدس ونحن لن نغير هذا".