وقال الصحافي باراك رافيد في صحيفة هآرتس اليسارية إن "معظم الحقائب الرئيسية في الحكومة ستسند إلى مستوطنين أو إلى داعمين لهم"، معتبرا أن ذلك بمثابة "إدخال الثعلب في عش الدجاج"، على حد تعبيره.
ورغم أن الائتلاف الحكومي الجديد يضم حزبين وسطيين هما يش عتيد (19 مقعدا) والحركة (ستة مقاعد)، المنفتحين على تسوية سلمية مع الفلسطينيين، إلا أن الغلبة فيه لليمين القومي أو القومي الديني الممثل في تحالف الليكود-إسرائيل بيتنا (31 مقعدا) والبيت اليهودي (12معقدا) القريب جدا من المستوطنين.
واستنادا إلى اتفاقيات الائتلاف التي وقعت الجمعة ستخصص وزارتا الدفاع والإسكان، اللتان تؤديان دورا حاسما في إقرار عمليات البناء في المستوطنات، لمدافعين معلنين عن التوسع الاستيطاني.
وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية فإنه فمن المعروف أن وزير الدفاع الجديد الجنرال السابق موشي يعالون، الذي ينتمي لحزب الليكود، يعد من أكثر داعمي المستوطنين وأشد المعارضين لأي تجميد للتوسع الاستيطاني.
كما أن وزير الإسكان أوري أرييل، المسؤول الثاني في حزب البيت اليهودي، الذي يقيم في مستوطنة بالضفة الغربية المحتلة من أشد المعارضين لقيام دولة فلسطينية، حسبما قالت الوكالة.
ونسبت صحيفة يديعوت أحرونوت إلى آفي رويه الرئيس الجديد لمجلس يشع الذي يمثل مستوطني الضفة العربية، أن "البداية تبدو مبشرة مع الليكود والبيت اليهودي، ونأمل أن يترجم ذلك بتنمية إضافية لمستوطنات يهودا والسامرة (الضفة الغربية)".
قلق وترقب
في المقابل أعرب منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط روبرت سيري عن قلقه لوجود أوري أرييل في الحكومة الجديدة.
ونقلت الوكالة الفرنسية عن سيري القول إنه "إذا ترجم تعيين أرييل وزيرا للإسكان في صورة أعمال بناء جديدة في المستوطنات سيتبين أن الهدف منه كان القضاء على أي فرصة للتوصل إلى تسوية وإلى السلام بين الشعبين (الفلسطيني والإسرائيلي)."
وقالت هاغيت عوفران متخصصة الاستيطان في منظمة "السلام الآن"، غير الحكومية، إن "وزير الإسكان له دور كبير في بناء المستوطنات ويمكنه خلق أمر واقع على الأرض".
وسيسطر حزب البيت اليهودي، الذي يتزعمه رجل الأعمال الشاب نفتالي بينيت، أيضا على اللجنة البرلمانية للمالية، اللجنة القوية التي تقوم بدور حاسم في توزيع الميزانية.
وتتطلب كل تراخيص البناء في الضفة الغربية موافقة وزارة الدفاع التي يطمئن وجود موشي يعالون على رأسها قادة المستوطنات ويثير قلق معارضيها، على حد قول الوكالة الفرنسية.
إلا أن البعض في أوساط المستوطنين لا يزال حذرا مثل غيرشون ماسيكا رئيس مجلس السامرة الإقليمي الذي يدير أكثر من 30 مستوطنة والذي قال إن "وجود يعالون في الدفاع وأرييل في الإسكان يبدو مثل الحلم لكن لا أحد يعلم ما الذي سيكون عليه المستقبل".
وأضاف في تصريحات نقلتها الوكالة الفرنسية "عندما انتخب أرييل شارون فرحنا واحتفلنا والآن نعلم إلى أين قادنا هذا" في إشارة إلى الانسحاب الأحادي من قطاع غزة عام 2005 وإلى تفكيك 21 مستوطنة يهودية في القطاع.