قدم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، شكوى رسمية للشرطة ضد الرئيس السابق لجهاز الأمن العام "الشاباك"، نداف أرغمان، متهماً إياه باستخدام أساليب "تنتمي لعالم الجريمة المنظمة" في محاولة لابتزازه وتهديده، وذلك بعد تصريحات أدلى بها الأخير خلال مقابلة صحفية.
ووفقًا لما أوردته القناة 12 الإسرائيلية، قال أرغمان إنه إذا تبين أن نتانياهو يخرق القانون، فإنه لن يتردد في نشر معلومات حساسة حصل عليها خلال فترة رئاسته لجهاز الأمن العام.
ووصف نتانياهو هذه التصريحات بأنها تجاوز خطير للخطوط الحمراء، مؤكدًا أنه "لم يحدث من قبل أن قام رئيس سابق لجهاز أمني بتنفيذ تهديدات مباشرة ضد رئيس حكومة خلال فترة ولايته".
ولم يقتصر هجوم نتانياهو على أرغمان فقط، بل شمل أيضاً رئيس جهاز الشاباك الحالي، رونين بار، حيث اتهمه بالمشاركة في حملة ابتزاز وضغط ممنهجة تهدف إلى منعه من اتخاذ قرارات لإعادة هيكلة الشاباك بعد "فشله المدمّر" خلال هجوم 7 أكتوبر الذي نفذته حركة حماس المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة.
وخلال مقابلة تلفزيونية، أشار نتانياهو إلى أن الهدف من هذه الحملة هو إبعاده عن الحكم ومنعه من إجراء تغييرات جوهرية في أجهزة الأمن.
وتعهد بعدم الرضوخ لأي ضغوط قائلاً: "التهديدات الإجرامية على غرار المافيا لن تردعني، وسأفعل كل ما يلزم لضمان أمن مواطني إسرائيل".
مقترح أميركي جديد لتمديد وقف إطلاق النار في غزة
ناقشت الحرة الليلة المقترح الأميركي الجديد لتمديد وقف إطلاق النار في غزة، ورسالة بوتين لترامب عبر ويتكوف، وزيارة الوفد الدرزي السوري لإسرائيل، واحتكار الشرع جميع السلطات بعد توقيع وثيقة الإعلان الدستوري.
وعلى الفور، أصدر جهاز "الشاباك" بيانًا رسميًا نفى فيه هذه الادعاءات، واصفًا إياها بأنها "خطيرة ولا أساس لها من الصحة".
وأكد أن رئيس الجهاز الحالي رونين بار يكرّس جهوده بالكامل لحماية الأمن القومي الإسرائيلي واستعادة المختطفين.
وفي الوقت نفسه، شهد المشهد السياسي الإسرائيلي ردود فعل متباينة؛ فقد أبدى وزير الأمن القومي السابق إيتمار بن غفير دعمه لنتانياهو، داعيًا إلى الإقالة الفورية لرئيس الشاباك.
"دور قطر".. الدوحة ترد على الشاباك بعد تقرير هجوم 7 أكتوبر
رفضت قطر، الأربعاء، ما قالت إنها "اتهامات باطلة" صادرة عن جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "الشاباك" تعزو تنامي قوة حماس قبل هجوم السابع من أكتوبر 2023 غير المسبوق إلى أموال حصلت عليها الحركة من الدولة الخليجية.
وعلى النقيض، انتقد زعيم المعارضة يائير لبيد تصريحات نتانياهو، مشيرًا إلى أن أرغمان شخصية مهنية غير مسيّسة.
ووصف بيني غانتس اتهامات نتانياهو بأنها محاولة لضرب الأمن القومي لتحقيق مكاسب سياسية.
والخلاف المتصاعد بين نتانياهو وجهاز "الشاباك" يأتي في ظل الضغوط المتزايدة على الجهاز، عقب تحقيق داخلي صدر في الرابع من الشهر الجاري حول الإخفاقات الاستخباراتية التي أدت إلى عدم منع هجمات 7 أكتوبر.
ووفقًا للتقرير، فقد فشل الشاباك في تقديم تحذيرات دقيقة حول الهجوم رغم توفر إشارات استخباراتية مسبقة، وألقى الجهاز باللوم جزئيًا على الجيش الإسرائيلي بسبب ضعف التنسيق الاستخباراتي.
كما انتقد التقرير السياسات الحكومية، التي سمحت بتدفق الأموال القطرية إلى غزة، معتبرًا أن ذلك كان جزءًا من التوجه الذي أدى إلى تعاظم قوة حماس العسكرية.