على اليمين طائرة هيرون/ على اليسار طائرة هاروب
على اليمين طائرة هيرون/ على اليسار طائرة هاروب

من سوريا والعراق ولبنان توجه الاتهامات إلى إسرائيل بتنفيذ غارات جوية بطائرات مسيرة ضد مواقع عسكرية تابعة للحرس الثوري وميليشيات موالية لإيران.

إسرائيل أكدت استهداف عناصر فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في سوريا، ولم تعلق على سقوط طائرتين مسيرتين في لبنان.

ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن لا حصانة لإيران في أي مكان، ردا على سؤال حول وقوف إسرائيل وراء الهجمات على مواقع للحشد الشعبي بالعراق.

فما سر القوة المسيرة التي تملكها إسرائيل؟

هي طائرات مسيرة، صغيرة الحجم ويصعب على أنظمة الدفاع الجوي رصدها، تصوب بدقة فائقة تمكنها من استهداف مواقع في أماكن مكتظة.

أهم أنواع الطائرات المسيرة التي تملكها إسرائيل "MK" التي يسميها اللبنانيون "أم كامل".

استخدمت إسرائيل طائرة MK "أم كامل" إسرائيل بكثرة في الآونة الأخيرة في هجمات ضد حلفاء إيران بالمنطقة من ميليشيات مسلحة خاصة في سوريا.

وهذه قائمة بأهم أنواع الطائرات المسيرة التي تشكل قوة تكنولوجية وعسكرية لإسرائيل:

"سيرشر- Searcher"

​​

 

طائرة سيرشر الإسرائيلية المسيرة

طائرة إسرائيلية متعددة المهام صغيرة الحجم نسبيا، تستخدم في المراقبة والاستطلاع والحصول على معلومات عن الأهداف وتعديل إحداثيات المدفعية وتقييم الأضرار، تم تطويرها في تسعينيات القرن الماضي، لها عدة أنواع مثل سيرشر II، و MK-II وMK-III.

يبلغ طول الطائرة ستة أمتار، وارتفاعها عن الأرض متر وربع المتر، فيما يصل وزنها الكلي إلى 500 كيلوغرام، وتستطيع التحليق مدة 18 ساعة متواصلة، بسرعة أقصاها 200 كيلومتر/الساعة.

وقال الجيش الإسرائيلي على موقعه، إنه تم استخدام هذا النوع من الطائرات "منذ عام 1992، وقد شاركت منذ ذلك الحين في عمليات أمنية روتينية في لبنان".

"هرمس - Hermes"

​​

 

طائرة إسرائيلية من طراز هرمس

طائرة إسرائيلية مسيرة متوسطة الحجم، لها أنواع عدة، تقوم مهامها الأساسية على عمليات الاستطلاع، والمراقبة، والاتصالات، وقد تم تطويرها لأول مرة في ثمانينيات القرن الماضي.

يصل طولها إلى ستة أمتار، بينما يصل الوزن الكلي لها إلى 450 كيلوغرام، وتستطيع التحليق لمدة 20 ساعة متواصلة بسرعة أقصاها 176 كيلومتر في الساعة.

"هيرون - Heron"

​​

 

"سوبر هيرون" أحدث أنواع عائلة طائرات هيرون الإسرائيلية المسيرة

تعد أحد أهم عناصر أسطول إسرائيل من الطائرات المسيرة، جرى تصديرها لأكثر من دولة، وتستخدم في مهام الاستطلاع، بالإضافة إلى إمكانية تسليحها.

يصل ثمن الواحدة إلى 10 ملايين دولار، فيما يصل طولها إلى ثمانية أمتار، ووزنها إلى طن و150 كيلوغراما، وتستطيع الطيران بسرعة أقصاها 207 كيلومترات في الساعة.

"هاروب - Harop"

​​

 

طائرة هاروب الإسرائيلية

طائرة إسرائيلية انتحارية مسيرة، أفادت عدة مواقع إخبارية باستخدامها ضد صواريخ سام السورية في عام 2018.

يصل طول الطائرة إلى مترين ونصف المتر، فيما يصل مدى طيرانها إلى ألف كيلومتر، وتستطيع الطيران لست ساعات، وحمل رأس متفجر يصل وزنه إلى 23 كيلوغرام.

 

غزة أصبحت كتلة من الدمار. أرشيفية
غزة أصبحت كتلة من الدمار. أرشيفية

في ظل التصعيد العسكري شمال غزة، تشتد العمليات الإسرائيلية خصوصا بعد إعلانها منطقة عسكرية. ويسعى الجيش الإسرائيلي إلى السيطرة على منطقة شمال القطاع وتطهيرها من مقاتلي حماس، مع تدمير شبكة الأنفاق التي تعد أحد أهم معاقل الجماعة، وفق تصريحات قياداته.

وبحسب تقديرات فلسطينية، فإن النزوح الجماعي من تلك المناطق تجاوز 90% من السكان، لكن يبقى الوضع الإنساني كارثيًا، مع نقص حاد في الغذاء والدواء. الهجمات على المدنيين تثير قلقًا دوليًا، في حين يحذر الصليب الأحمر من أكبر مأساة إنسانية حديثة.

وقال مسعفون، السبت، لرويترز إن ما لا يقل عن 29 فلسطينيا لقوا حتفهم في هجمات للجيش الإسرائيلي على قطاع غزة، بينما واصلت القوات التوغل في منطقة جباليا حيث تقول هيئات إغاثة دولية إن الآلاف محاصرون هناك.

وأدى قصف الطيران الحربي الإسرائيلي لمربع سكني كامل في جباليا البلد شمال قطاع غزة، ليل الجمعة السبت، إلى مقتل 22 شخصا وإصابة أكثر من 90 آخرين، مع وجود عدد من المفقودين.

وقال بيان للجيش الإسرائيلي "في جباليا، قضت الفرقة 162 على أكثر من 20 مسلحا خلال الساعات الماضية باستخدام الدبابات والاشتباكات المباشرة والغارات الجوية. حتى الآن، تم القضاء على حوالي 200 مخرب في العمليات في المنطقة".

الدمار الذي لحق بغزة من العمليات العسكرية الإسرائيلية

وأصدر أوامر إخلاء جديدة السبت لسكان حيّين على الطرف الشمالي لمدينة غزة، التي تقع أيضا في شمال القطاع، واصفا إياهما بأنهما "منطقة قتال خطيرة".

وقال سكان إن القوات الإسرائيلية تواصل قصف مخيم جباليا بشمال القطاع من الجو والبر.

تطهير كل ما فوق محور نتساريم

مشاهد من الدمار في مخيم جباليا

أستاذ العلوم السياسية بالجامعة العبرية في القدس، مئير مصري، يرى أن إسرائيل لن تترك منطقة شمال إسرائيل "قبل أن تستسلم حماس في منطقة ما فوق محور نتساريم، أي حوالي ربع مساحة القطاع.

ويمتد ممر نتساريم، الذي يبلغ طوله نحو 6 كيلومترات، من الحدود الإسرائيلية إلى ساحل البحر المتوسط، جنوب مدينة غزة، مما يفصل مدينة غزة وشمالها عن المنطقة الوسطى وجنوب القطاع.

فيلادلفيا بين مصر وإسرائيل ونتساريم أصبح يقطع غزة إلى نصفين

وسمي المحور على اسم مستوطنة، كانت قائمة قبل 2005 في مكانه، وفي أغسطس 2005، أجلى الجيش سكان نتساريم في إطار خطة فك الارتباط عن غزة.

وتساءل مصري، وهو عضو اللجنة المركزية لحزب العمل الإسرائيلي في حديثه لبرنامج "الحرة الليلة" "لماذا هناك مدنيين في جباليا بعد أن أعلنت منطقة عسكرية؟"، وأن الجيش الإسرائيلي يعمل على تفريغ منطقة شمال غزة.

ولفت إلى أن 60 في المئة سكان القطاع كانوا يعيشون في مدينة غزة داخل هذه المنطقة، وأكثر من 90 في المئة منهم نزحوا منذ بداية الحرب إلى الجنوب، وحاليا يعمل الجيش على تطهير المنطقة.

وأضاف مصري أن هذه المنطقة يجب أن تكون خالية من السكان حتى يعمل الجيش "على القضاء ما تبقى من أوكار" لمقاتلي حماس، ناهيك عن "تدمير ونسف" شبكة الأنفاق.

ودعا المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي على منصة إكس السبت سكان منطقة الشيخ رضوان جنوب مخيم جباليا إلى إخلائها.

ونشر خارطة على موقع اكس قال فيها "المنطقة المحددة بما فيها المآوي الموجودة فيها تعتبر منطقة قتال خطيرة" داعيا السكان إلى التوجه إلى المنطقة "الإنسانية" جنوب قطاع غزة.

وتشير تقديرات مسؤولي الصحة الفلسطينيين إلى أن عدد القتلى بجباليا في الأسبوع المنصرم بلغ نحو 150.

لا مناطق آمنة في غزة

ويقول مسؤولون فلسطينيون ومن الأمم المتحدة إنه لا توجد مناطق آمنة في غزة، كما عبروا عن قلقهم إزاء النقص الحاد في الغذاء والوقود والإمدادات الطبية في شمال غزة، حيث حذروا من خطر حدوث مجاعة.

محمد حمد، مدير وحدة التخطيط في مكتب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر وصف ما يحصل في غزة بـ "أكبر مأساة إنسانية في العالم الحديث، التي تستمر منذ عام".

وقال لبرنامج الحرة الليلة، رغم وجود تنسيق مع الجانب الإسرائيلي لأخذ مرضى من مستشفيات في شمال غزة التي لا تعمل بطاقتها الكاملة، إلا أن طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني لم تتمكن من ذلك، إذ تم إيقاف القافلة الطبية وسيارات الإسعاف.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه كان ينفذ عمليات تستهدف مقاتلي حماس الذين يستخدمون مباني المدنيين، مضيفا أن أوامر إخلاء صدرت خلال الأيام القليلة الماضية لمناطق من بينها مستشفى كمال عدوان.

وذكر أن قافلة إجلاء محملة بالوقود وصلت اليوم السبت إلى المستشفى لنقل المرضى منه إلى مدينة غزة.

وكشف حمد أن طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني قتل منها 21 شخصا على مدار العام السابق، بينهم مسعفين وسائقين ومقدمي خدمات الرعاية الطبية، وهذا أمر يجرمه القانون الدولي.

المساعدات التي تدخل غزة

وقال حمد إنه منذ إغلاق معبر رفح هبطت كميات المساعدات التي تدخل القطاع بشكل كبير، وما يدخل لا يغطي احتياجات 10 إلى 20 في المئة مما كان يدخل قبل الحرب، مؤكدا وجود حاجة كبيرة لإدخال مساعدات غذائية وطبية لتلبية احتياجات النازحين.

من جانبه ورفض مصري تصريحات الأمم المتحدة بأن لا مكان آمن في غزة، وقال تصريحاتهم "لا تعنيني في شيء، إذ يوجد مناطق آمنة في القطاع، وتدخل إليها المساعدات الإنسانية بشكل منتظم أكثر من مرة في اليوم، ومن كثرة هذه المساعدات هناك سوق سوداء حيث تباع المنتجات".

وضرب أمثلة على المناطق الآمنة مثل "مواصي خان يونس"، مشيرا إلى أن هذا "لا يعني أن إسرائيل لن تنفذ هجمات فيها" لاستهداف قيادات حماس.

وبشأن الصور لضحايا الغارات الإسرائيلية في غزة والتي تتضمن العديد من النساء والأطفال، قال مصري "هناك الكثير من الصور المزيفة التي قد تكون من صراعات أخرى من العالم، أو من قطاع غزة قبل الحرب".

واعترف بوجود ما أسماهم "ضحايا جانبيين، حيث قد يكون هناك طفل يلهو بجانب خيمة يتم استهدافها".

وبرر عدم سماح إسرائيل بدخول المساعدات لشمال غزة، أن الجيش الإسرائيلي "لا يعرف ولا يميز بين المدنيين، ولا تميز بين الإرهابي وأبنائه".

وتقول وزارة الصحة في غزة إن الحملة العسكرية على القطاع، التي تقول إسرائيل إنها تهدف إلى القضاء على حركة حماس، أدت إلى مقتل أكثر من 42 ألف فلسطيني منذ أن بدأت قبل عام وألحقت الدمار بالقطاع.

ارتفاع حصيلة القتلى في غزة وأوامر إخلاء جديدة
شهدت غزة موجة جديدة من الغارات الإسرائيلية الكثيفة، مساء الجمعة، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والمصابين، وفقا لمراسل الحرة بالقطاع، في حين أعلنت وزارة الصحة في القطاع ارتفاع حصيلة القتلى منذ السابع من أكتوبر العام الماضي إلى 42175 شخصا وأصدرت إسرائيل أوامر جديدة بالإخلاء.

وتنفي إسرائيل استهداف المدنيين.

قال مسؤولون في الأمم المتحدة الجمعة إن الهجوم الإسرائيلي وأوامر الإخلاء في شمال غزة ربما تؤثر على المرحلة الثانية من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال المقرر أن تبدأ هذا الأسبوع.

وأعلنت وزارة الصحة في القطاع السبت أن الحملة ستبدأ الاثنين في مناطق وسط قطاع غزة وستستمر ثلاثة أيام قبل أن تنتقل إلى مناطق أخرى.

ونفذت مجموعات إغاثة جولة أولى من التطعيمات الشهر الماضي بعد إصابة طفل بالشلل الجزئي بسبب فيروس شلل الأطفال من النوع الثاني في أغسطس، وهي أول حالة من نوعها في القطاع منذ 25 عاما.

وكما هو الحال في المرحلة الأولى، من المقرر تنفيذ هدن إنسانية بين إسرائيل وحماس في غزة من أجل تطعيم مئات الآلاف من الأطفال.

اندلعت الحرب بعد هجوم قادته حماس في السابع من أكتوبر 2023 على جنوب إسرائيل، وهو ما تشير إحصاءات إسرائيل إلى أنه أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز نحو 250 رهينة.

وحذرت قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان "يونيفيل" السبت من نزاع إقليمي "كارثي" مع تواصل القتال بين إسرائيل وحزب الله وحماس على جبهتي لبنان وغزة.