فبراير الماضي، احتفت صحف إسرائيلية بعملية إجلاء ناجحة لمجموعة من اليهود الإثيوبيين، الذين خشيوا على حياتهم من تبعات الصراع في تيغراي.
اليوم، تقول هآارتس إن هناك شكوك تحيط بهم، وإن بعضهم ليسوا يهودا، وربما ادعوا أن لهم أصوله يهودية بغية الهرب إلى إسرائيل.
وطبقا للصحيفة، فإن السلطات حين بدأت في التحقق من أصول 61 إثيوبي قدموا من البلاد، اكتشفت أن أغلبهم وصل إلى البلاد بناء على طلب إسرائيلي واحد فقط أراد استحضار زوجته السابقة وموظفيه إلى إسرائيل، وأن أغلبهم ليسوا يهودا ولم تكن حياتهم مهددة بالصراع. "
والآن، تظن السلطات أن العملية التي هددت العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل وإثيوبيا قد تكون"مؤامرة".
وترجع القصة إلى بدايات الصراع في تيغراي منذ عام مضى، حين كان الصراع محصورا في المناطق الشمالية من إثيوبيا. ووردت معلومات للسلطات الإسرائيلية أن هناك مجموعة من أصول يهودية حياتهم مهددة بالخطر.
ونظرا لأنهم ليسوا يهودا، فلا يحق لهم الجهرة لإسرائيل إلا بإذن من الحكومة.
وبالفعل، وافقت حكومة بينيت على العملية، ولكن حين بدأت إجراءات التوطين، حامت الشكوك حولهم. وطبقا لهآارتس، فقد توصل تحقيق سري إلى أن المهاجرين غالبا ليس لديهم أصول يهودية على الإطلاق، ولم يعيشوا قرب مناطق النزاع، وأن حياتهم لم تكن مهددة بالخطر، وأنهم ربما لم يكتبوا الحقيقة في أوراق الهجرة.
وحين حاولت السلطات معرفة مصدر قائمة أسماء المهاجرين، اكتشفوا أن 53 اسمها جاءت من رجل أعمال إسرائيلي واحد، ليس معروفا على الإطلاق في تيغراي، وأن من ضمن القائمة، زوجته السابقة المسيحية، وزوجها الجديد وأطفالهما.
وتوصل التحقيق إلى أنه ربما هناك "مؤامرة" لاستغلال ثغرات النظام لتحقيق مصالح شخصية، وأن التحضير لهذه المهمة اتسم بالتسرع وانعدام الدقة، وأنه بغض النظر عن الأصول اليهودية لهؤلاء، فستظل الشكوك موجودة حول العملية برمتها.
من ناحية أخرى، ذكت الصحيفة أن هناك مسؤولين آخرين في الحكومة الإسرائيلية مازالوا يدافعون عن العملية، ويؤكدون أن تحقيقات إدارة الهجرة ليست دقيقة، وأنها لم تضع في الحسبان شهادات كبار السن في المجتمع الإثيوبي الإسرائيلي، والذين يعرفون جيدا تاريخ العائلات اليهودية، وأكدوا أن المهاجرين لهم أصول يهودية.
ونتيجة لهذا الانقسام، تقول الصحيفة أن هناك تردد في تنفيذ عمليات أخرى لإجلاء اليهود الإثيوبيين، رغم اتساع رقعة النزاع واشتداد الخطر في أنحاء البلاد.