وتيرة العنف تصاعدت في إسرائيل والأراضي الفلسطينية منذ العام الماضي
وتيرة العنف تصاعدت في إسرائيل والأراضي الفلسطينية منذ العام الماضي

يعارض نواب عرب في الكنيست الإسرائيلي مشروع قانون أقر بأغلبية مطلقة يسمح بطرد الفلسطينيين من أراضي الدولة.

ويمهد القانون الذي تمت المصادقة عليه، الأربعاء، بأغلبية 94 صوتا مقابل 9 أصوات معارضة، الطريق أمام إسرائيل لطرد فلسطينيين من داخل إسرائيل والقدس الشرقية إلى الضفة الغربية أو قطاع غزة حال إدانتهم بـ "الإرهاب".

ويسمح القانون للدولة بسحب الجنسية الإسرائيلية من المواطنين أو الإقامة بالنسبة للمقدسيين الذين يدانون بجرائم إرهابية، بما في ذلك أولئك الذيم يتلقون مخصصات مالية من السلطة الفلسطينية.

وتقدم السلطة الفلسطينية رواتب للعديد من عائلات المعتقلين لدى إسرائيل، بمن فيهم الضالعين بمقتل إسرائيليين. 

وترى النائبة العربية في الكنيست، عائدة تومان سليمان، أن هذا القانون "غير ديمقراطي وعنصري" على اعتبار أنه يستهدف الفلسطينيين تحديدا.

وقالت سليمان في مقابلة مع قناة "الحرة" إن معارضتها للقانون لأنه يعاقب على عمل معين مرتين، مضيفة: "المحكمة قررت السجن على المخالفة، لكن لماذا يجب معاقبتهم مرة أخرى" بعد الخروج من السجن.

وتابعت: "إذا كان هناك جهة تحاسب أحد فهي المحاكم التي وجدت لذلك، ولا يمكن للسياسيين أن يفعلوا ذلك".

ويحمل غالبية الفلسطينيين في القدس الشرقية بطاقات هوية إسرائيلية للإقامة في المدينة بدلا من الجنسية. 

في المقابل، قالت النائبة اليمينية عن حزب الليكود، تالي غوتليب، إن التشريع يأتي "من أجل الردع" لأولئك الذين يرتكبون الجرائم الإرهابية.

وأضافت في مقابلة مع قناة "الحرة" أن "القانون يطرد فقط من يثبت عليه أو من ينوب عنه بأنه تلقى أموالا من السلطة كمكافئة على جريمته"، وهو ما يغفل عنه النواب العرب في الكنيست، وفق تعبيرها.

وأوضحت أن "هذه الدولة يهودية وديمقراطية وتتوفر فيها حقوق متساوية للجميع ... أنا لست أفضل من العربي والعربي ليس أقل مني شأنا".

لكن سليمان لها رأيا مغايرا بقولها إن القانون "وجد ليطبق على الفلسطينيين ... المستوطنون الذين يرتكبون جرائم ضد الفلسطينيين لا يشملهم القانون".

إلا أن غوتليب ترد قائلة: "يجب أن نوضح بأن إسرائيل تدين كل العمليات الإرهابية وجميع الوسائل التي تؤدي إلى ذلك، واقعا عدد العمليات الإرهابية التي تنفذ ضد الإسرائيليين لا تقارن بالعمليات الإرهابية التي يرتكبها اليهود".

وبحسب التشريع الجديد من من المتوقع طرد الذين يشملهم القانون إلى "مناطق السلطة الفلسطينية أو قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس ويخضع لحصار محكم منذ 2007".

ومنذ مطلع العام، أودت أعمال العنف والمواجهات بـ47 فلسطينيا بينهم مقاتلون ومدنيون بعضهم قصر، وبتسعة مدنيين إسرائيليين بينهم ثلاثة قاصرين، فضلا عن امرأة أوكرانية، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى مصادر رسمية إسرائيلية وفلسطينية.

ومع ذلك، تطالب غوتليب بقانون أكثر تشددا بحيث يتم طرد المدانين بجرائم إرهابية ويتلقون أموالا من السلطة الفلسطينية إلى خارج الدولة.

وتابعت: "شخصيا أتحفظ على القانون؛ لأن أي إرهابيا أدين بجرائم إرهابية لا يجب أن يكون في دولة إسرائيل ... أي شخص ارتكب جرائم يجب طرده، لكن وجه نظري لم تسمع".

والأربعاء أيضا، وافق نواب البرلمان الإسرائيلي في تصويت أولي على مشروع قانون يسمح بترحيل أفراد عائلات المدانين بارتكاب "إرهاب" في الحالات التي يثبت فيها أنهم دعموا العملية أو علموا بها ولم ينبهوا السلطات. 

وفي هذا الإطار، قالت غوتليب إن "ارتفاع العمليات الإرهابية أمرا لا يطاق ... لا يمكن لصبي عمره 13 عاما يطلق النار على مواطنين في الشارع. يجب أن يعلم أن ذويه سيدفعون الثمن".

وأردفت: "عندما يعلم أن عائلته ستطرد سيكون مهما له حتى لو أدرك أنه سيقتل لأنه يعتبر نفسه شهيدا".

وأشارت إلى أن هذا التشريع الجديد "يتوافق مع الإصلاحات (القضائية) التي نسعى لتنفيذها لأنها لن تسمح للمحكمة العليا بإلغاء قوانين بسبب عدم معقوليتها".

وتسعى الحكومة الإسرائيلية للشروع في إصلاحات قضائية من شأنها أن تقلص من صلاحيات المحكمة العليا لصالح الكنيست، وهو مشروع تريد الحكومة اليمينية المضي قدما فيه رغم المعارضة الواسعة.

وأكد سليمان أنهم يدرسون الذهاب للمحكمة العليا للاعتراض على هذا التشريع الذي يسمح بطرد الفلسطينيين إلى الضفة الغربية وقطاع غزة.

ومع ذلك، تقول إنهم متريثون على اعتبار أن "الأجواء السياسية الحالية" تتطلب دراسة أكبر للموضوع؛ لأن خسارة القضية تعني إغلاق الباب النهائي أمام تعديل الوضع.

وأضافت: "القضاة حذرون جدا في إصدار أي حكم لأنه قد يقيم الدنيا عليهم ويشكل حافزا إضافيا للتسريع في عملية التعديل القضائي من قبل السياسيين".

آثار اعتداء مستوطنين إسرائيليين على قرية المغير بالضفة الغربية في أبريل الماضي - صورة أرشيفية.
آثار اعتداء مستوطنين إسرائيليين على قرية المغير بالضفة الغربية في أبريل الماضي - صورة أرشيفية.

انتقد مسؤول إسرائيلي فرض وزارة الخزانة الأميركية، الأسبوع الماضي، عقوبات على حركة "شباب التلال" الإسرائيلية، بسبب علاقاتها مع يهود متطرفين يحاولون إنشاء بؤر استيطانية غير قانونية في الضفة الغربية، ويستخدمون العنف ضد الفلسطينيين.

ولفتت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إلى أنه "لا توجد منظمة رسمية تُعرف باسم شباب التلال، بل إن هذا المصطلح يستخدم للإشارة إلى نشطاء اليمين المتطرف الذين يعيشون في الضفة الغربية. وقد فرض الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وأستراليا عقوبات على نفس المجموعة في وقت سابق من هذا العام".

وقال المسؤول الإسرائيلي للصحيفة، الاثنين، إن "تصنيف مجموعة غير موجودة رسميا يظهر أيضا مستوى صادما من سوء الفهم للظاهرة"، مشيرا إلى أن "هذا دليل آخر على أن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة ضد المتطرفين الإسرائيليين سياسية بحتة، ولا تهدف إلى معالجة القضية فعليا".

"شباب التلال".. مستوطنون متطرفون يؤججون الصراع في الضفة الغربية
أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت، أن "أغلبية كبيرة من الفلسطينيين الذين قتلوا في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر لم يقتلوا بالضرورة لأسباب مقنعة، وليس من قبل قوات الأمن الإسرائيلية المؤهلة، ولكن من قبل المتطوعين، مثل شباب التلال."

ولم يستجب المتحدث باسم وزارة الخزانة الأميركية، التي فرضت العقوبات على شباب التلال، لطلب للتعليق من الصحيفة بشأن هذه المسألة.

وفي إعلانها، وصفت وزارة الخزانة الأميركية حركة شباب التلال بأنها "جماعة متطرفة عنيفة هاجمت الفلسطينيين بشكل متكرر ودمرت منازل وممتلكات فلسطينية في الضفة الغربية".

وقالت الوزارة "من خلال هذه الأنشطة العنيفة، تعمل حركة شباب التلال بنشاط على زعزعة استقرار الضفة الغربية والإضرار بسلام وأمن الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء. لقد دمرت حركة شباب التلال بلدات فلسطينية ونفذت عمليات قتل وحرق جماعي وغيرها من الهجمات التي يطلق عليها تدفيع الثمن للانتقام وترهيب المدنيين الفلسطينيين".

وأشارت وزارة الخزانة إلى هجوم نفذته شباب التلال في بلدة المغير الفلسطينية، حيث أشعلوا النار في منازل ومبان ومركبات، واعتدوا على سكان القرية، ونهبوا الممتلكات، بما في ذلك الماشية، وقتلوا فلسطينيا.

وفي يونيو 2023، نفذ ناشطون من اليمين المتطرف هجوما مماثلا في بلدة ترمسعيا الفلسطينية، أسفر عن مقتل فلسطيني وإصابة آخرين، بحسب البيان الأميركي.

وتشتهر حركة شباب التلال بتخريب الكنائس والمساجد، وكتابة رسائل عنصرية على ممتلكات الفلسطينيين، واقتلاع أشجار الزيتون في محاولة لترهيبهم ونشر الخوف، حسب الإعلان.

وفي مايو الماضي، أعلنت وزارة الخارجية البريطانية في بيان أن بريطانيا فرضت عقوبات على "مجموعتين إسرائيليتين متطرفتين" وعلى أربعة أفراد قالت إنهم وراء أحداث العنف في الضفة الغربية.

ووصفت وزارة الخارجية البريطانية في بيان "شباب التلال" و"ليهافا" بأنهما مجموعتان معروفتان بدعمهما وتحريضهما وتشجيعهما على العنف ضد المجتمعات الفلسطينية في الضفة الغربية.

وقالت وزارة الخارجية البريطانية إن الأفراد الأربعة المعاقبين كانوا مسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان ضد هذه المجتمعات.

من بين المشمولين بالعقوبات، نوعام فيدرمان، المسؤول عن تدريب مجموعات المستوطنين على ارتكاب أعمال العنف، وإليشا يريد، الذي برر قتل الفلسطينيين على أسس دينية.

وقال وزير الخارجية البريطاني حينها، ديفيد كاميرون، إن المستوطنين المتطرفين يقوضون الأمن والاستقرار ويهددون فرص السلام.

وتابع كاميرون أن "المملكة المتحدة لن تتردد في اتخاذ المزيد من الإجراءات إذا لزم الأمر، بما في ذلك من خلال فرض المزيد من العقوبات".

وسيخضع الأشخاص الخاضعون للعقوبات لقيود مالية وقيود على السفر.

وسبق أن فرضت بريطانيا عقوبات على أربعة مواطنين إسرائيليين في فبراير.