رجل ثلاثيني لقي مصرعه مساء الجمعة في هجوم دهس بتل أبيب
رجل ثلاثيني لقي مصرعه مساء الجمعة في هجوم دهس بتل أبيب

أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، الجمعة، بتعبئة مزيد من احتياطيي قوات الشرطة والجيش بعد هجوم دهس في تل أبيب أسفر عن مقتل شخص وإصابة خمسة آخرين.

وجاء في بيان صادر عن مكتب نتانياهو أن "رئيس الوزراء أصدر تعليماته للشرطة الإسرائيلية بتعبئة جميع وحدات شرطة الحدود الاحتياطية وأمر الجيش الإسرائيلي بتعبئة قوات إضافية لمواجهة الهجمات الإرهابية".

أتى هذا بعد مقتل ثلاثة أشخاص في هجومين منفصلين في ظلّ تصعيد جديد للتوترات في المنطقة.

لقي رجل ثلاثيني مصرعه مساء الجمعة في هجوم دهس بسيارة على الواجهة البحرية في تل أبيب أسفر أيضا عن إصابة خمسة آخرين.

وأكدت خدمة الإسعاف أن القتيل والمصابين "سياح"، فيما أعلنت الشرطة أنها أردت المنفّذ. 

وفي وقت سابق الجمعة، قتلت شقيقتان من مستوطنة إفرات تبلغان 16 و20 عاما، وأصيبت والدتهما بجروح خطيرة في هجوم بالضفة الغربية. 

تعرضت الشقيقتان الحاملتان للجنسيتين الإسرائيلية والبريطانية لإطلاق نار على سيارتهما في شمال شرق الضفة الغربية، التي تحتلها إسرائيل منذ 1967.

وقبل فجر الجمعة، شنّت إسرائيل ضربات على مواقع لحركة حماس في لبنان وغزة ردا على إطلاق عشرات الصواريخ على أراضيها من القطاع الفلسطيني ومن الجنوب اللبناني.

وجاء التصعيد بعد صدامات عنيفة دارت في المسجد الأقصى بالقدس الشرقيّة بين مصلّين فلسطينيّين وقوّات الأمن الإسرائيليّة وتوعّدت في أعقابها فصائل فلسطينيّة بشنّ هجمات انتقاميّة.

على الأثر، تتالت الإدانات الدولية ونددت حماس التي تتولى السلطة في غزة بـ"جريمة غير مسبوقة" من إسرائيل في منتصف شهر رمضان.

"ثمن باهظ"

من جهته، اعتبر نتانياهو أن القوات الإسرائيلية "أجبرت على التحرك لإعادة النظام" في مواجهة "المتطرفين" المتحصنين في الحرم القدسي.

وأكد الجيش الإسرائيلي أنّه قصف ثلاث "منشآت" تابعة لحماس في منطقة الرشيدية حيث يقع مخيم للاجئين الفلسطينيين قرب صور في جنوب لبنان. وهذه أول مرة تؤكد إسرائيل استهداف الأراضي اللبنانية منذ أبريل من عام 2022.

وأطلق، الخميس، نحو 30 صاروخا من لبنان باتجاه إسرائيل، ما أدى إلى إصابة شخص وخلّف أضرارا مادية.

وهذا تصعيد غير مسبوق على الجبهة الإسرائيلية اللبنانية منذ عام 2006.

وقال الجيش الإسرائيلي إن الصواريخ التي أطلقت من جنوب لبنان ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنها كانت "نيرانا فلسطينية وقد يكون من أطلَقَها حماس وقد يكون الجهاد الإسلامي" مستبعدا حزب الله اللبناني. 

وتعهّد نتانياهو في ختام اجتماع للحكومة الأمنية المصغرة أن "ردنا سيجعل (الأعداء) يدفعون ثمنا باهظا".

لكن نائب الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، قال الجمعة إن سياسات "التهديد والتهويل" لن تنفع وأن "توازن الردع قائم وحاضر".

وأعلن الجيش الإسرائيلي، مساء الجمعة، أنه أسقط طائرة مسيّرة دخلت مجال إسرائيل من لبنان، دون مزيد من التفاصيل.

إسرائيل ولبنان في حالة حرب رسميا بعد حروب عدة، ويخضع خط وقف النار لسيطرة قوة الأمم المتحدة الموقتة (يونيفيل) المنتشرة في جنوب لبنان.

ودعت "يونيفيل" إلى "ضبط النفس وتجنّب مزيد من التصعيد"، مؤكدة أن الطرفين "لا يريدان الحرب". 

وأعلن الجيش اللبناني، صباح الجمعة، عثوره "في سهل مرجعيون على راجمة بداخلها صواريخ لم تنطلق، ويجري العمل على تفكيكها"، فيما قالت الخارجية اللبنانية إن لبنان يريد الحفاظ على "الهدوء". 

 وساطة قطريّة

وقالت حماس إنها ستحمل إسرائيل "كامل المسؤولية عن تداعيات" ضرباتها. 

جاء ذلك بعد أن أعلن الجيش الإسرائيلي تنفيذ غارات جوية ليلية عدة في غزة استهدفت عشرة أهداف لحماس.

ردا على ذلك، أُطلِقَت عشرات الصواريخ من القطاع الخاضع لحصار إسرائيلي. وسقط صاروخ واحد فقط في منطقة مأهولة هي سديروت وألحق أضرارا بمنزل، حسب الجيش.

في السياق، صرّح مسؤول قطري لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف اسمه أن الدوحة التي توسطت في الماضي بين اسرائيل وحماس، "تعمل على خفض التصعيد".

وأضاف المسؤول للوكالة أن "الهدف الأساس لقطر هو منع المذابح غير الضرورية وتجنب عواقب مدمرة للفلسطينيين والسكان المدنيين".

وأعلنت وزارة الصحة في غزة عن "أضرار جزئية" لحقت بمستشفى الدرة للأطفال في شرقي مدينة غزة إثر الغارات الإسرائيلية منددة بقصف "غير مقبول".

وقال متحدث عسكري إسرائيلي لفرانس برس إن الجيش ضرب "أهدافا قريبة" من المستشفى، لكن "على علمنا لم تحدث أضرار أو تأثير مباشر على المستشفى".

جنود إسرائليون قرب غزة
التحقيق يأتي بعد تحقيق سابق خلص إلى أن الجيش استخف بقدرات حماس

قال الجيش الإسرائيلي، السبت، إن رئيس الأركان عيّن فريقا من كبار ضباط الاحتياط لمراجعة واستخلاص النتائج من التحقيقات في الهجمات التي قادتها حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر2023.

وتأتي الخطوة بعد نحو شهر من إجراء الجيش الإسرائيلي لتحقيق في الهجوم خلص إلى أن الجيش استخف بشكل كبير بقدرات حركة حماس قبل هجومها وأنه "فشل في مهمة حماية المدنيين الإسرائيليين".

وتناول التحقيق الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية والسلوك في المعارك والاستخبارات قبل وخلال وبعد 7 أكتوبر 2023 عندما اقتحم مقاتلو حماس جنوب إسرائيل في هجوم تقول الإحصاءات الإسرائيلية إنه أسفر عن مقتل 1200 واحتجاز أكثر من 250 رهينة.

وخلص التحقيق العسكري إلى أن إسرائيل ركزت جهودها المخابراتية والعسكرية على جبهات أخرى، مثل جماعة حزب الله في لبنان، واعتمدت بشكل كبير على "المعلومات المخابراتية والحواجز والتدابير الدفاعية وحدها"، ولذلك باغتها الهجوم.

ولم يشعر القادة العسكريون بوجود تهديد وشيك قبل هجمات السابع من أكتوبر 2023، ولم يعملوا على تعزيز القوات التي تدافع عن الحدود.

وأُجري التحقيق العسكري في ظل تزايد الدعوات من داخل المعارضة الإسرائيلية والمجتمع المدني لإجراء تحقيق وطني في إخفاق الحكومة في اليوم الذي سقط فيه أكبر عدد من القتلى في تاريخ إسرائيل الحديث.