توترات أمنية في محيط المسجد الأقصى
تقييم أمني إسرائيلي يشير إلى أن الاشتباكات في الأقصى قد تنتقل إلى المدن المختلطة "أرشيف"

أفادت تقارير إعلامية إسرائيلية بأن مسؤولي الشرطة في البلاد يعتقدون أن الاشتباكات داخل المسجد الأقصى خلال العشر الأواخر من شهر رمضان من شأنها أن تؤدي إلى اندلاع أعمال عنف بالمدن المختلطة.

وذكرت أخبار القناة 12 نقلا عن مصادر في الشرطة لم تسمها، أن التقييم الأمني توصل إلى أن الاضطرابات في المسجد الأقصى ستؤدي على الأرجح إلى أعمال عنف في ما يسمى بالمدن المختلطة التي تضم عددا كبيرا من السكان اليهود والعرب، حسبما نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

وشهد المسجد الأقصى صدامات عنيفة بين مصلين فلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية وتوعدت في أعقابها فصائل فلسطينية بشن هجمات انتقامية، مما جعل الشرطة تقرر منع غير المسلمين من زيارة الحرم القدسي خلال الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان.

بشكل منفصل، أفاد موقع "والا" الإخباري أن المخابرات العسكرية أخبرت القادة السياسيين مؤخرا أن احتمال وقوع حرب أكبر من استعادة الهدوء.

ويشير التقييم الاستخباراتي إلى أنه من المتوقع أن تستمر التوترات مع انتهاء شهر رمضان خلال وقت لاحق من أبريل، وأنه يجب على إسرائيل التوقف في الوقت الحالي عن الرد على الهجمات الأخيرة التي شنتها حماس وحزب الله اللبناني ووكلاء إيران في سوريا.

وقال التقرير أيضا إن المخابرات العسكرية حذرت من أن الاحتكاك المحيط بالمسجد الأقصى يوحد جبهات مختلفة ويزيد من تأثير التحريض على الإنترنت ضد إسرائيل.

في عام 2021، شهدت مدن إسرائيلية مختلطة أعمال شغب واشتباكات بعد جولة قتال بين إسرائيل وحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة والتي اندلعت خلال شهر رمضان في أعقاب التوترات بالقدس.

Firefighters extinguish fire from a building that was vandalised in Acre, a mixed Arab-Jewish town in northwest Israel, on May…
مشاهد مرعبة وتحذير من حرب أهلية.. أسباب التصعيد بين عرب ويهود بإسرائيل
تنقل كاميرات البث الحي للقناة الإسرائيلية الرسمية (كان) مشهدا مفزعا، إذ يتكالب إسرائيليون يهود على عربي يقود سيارته في مدينة بات يام، ليخرجونه منها ويكيلون إليه اللكمات والركلات حتى يفقد وعيه ويتورم وجهه.

 

غوتيريش حذر في رسالة من "انهيار كامل وشيك للنظام العام" في قطاع غزة
غوتيريش حذر في رسالة من "انهيار كامل وشيك للنظام العام" في قطاع غزة

اعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، الأربعاء، أن ولاية الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، تمثل "تهديداً للسلام العالمي" بعد أن طلب الأخير تفعيل آلية نادرة في مجلس الأمن الدولي بشأن الحرب في قطاع غزة.

وقال كوهين في منشور على منصة إكس إن "ولاية غوتيريش تمثل تهديدا للسلام العالمي. إن مطالبته بتفعيل المادة 99 (من ميثاق الأمم المتحدة) والدعوة لوقف لإطلاق النار في غزة يشكّلان دعماً لمنظمة حماس الإرهابية".

وللمرة الأولى منذ توليه الأمانة العامة، في عام 2017، تطرق الأمين العام للأمم المتحدة، غوتيريش، الأربعاء، إلى المادة 99 من ميثاق المنظمة الأممية، محذرا من أن النزاع بين إسرائيل وحماس "يمكن أن يعرض حفظ السلام والأمن الدوليين للخطر".

وفي رسالة غير مسبوقة إلى مجلس الأمن، حذر غوتيريش من "انهيار كامل وشيك للنظام العام" في قطاع غزة الذي يتعرض لقصف اسرائيلي مستمر بعد هجمات 7 أكتوبر، مشددا على وجوب إعلان وقف إنساني لإطلاق النار.

وكتب غوتيريش، متطرقا إلى المادة 99 من ميثاق المنظمة الأممية التي تتيح له "لفت انتباه" المجلس إلى ملف "يمكن أن يعرض حفظ السلام والأمن الدوليين للخطر"، قائلا: "مع القصف المستمر للقوات الاسرائيلية، ومع عدم وجود ملاجئ أو حد أدنى للبقاء، أتوقع انهيارا كاملا وشيكا للنظام العام بسبب ظروف تدعو إلى اليأس، الأمر الذي يجعل مستحيلا (تقديم) مساعدة إنسانية حتى لو كانت محدودة".

في سابقة تاريخية.. حرب غزة تدفع أمين عام الأمم المتحدة للتطرق للمادة 99
للمرة الأولى منذ توليه الأمانة العامة في 2017، تطرق الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش،  إلى المادة 99 من ميثاق المنظمة الأممية، محذرا من أن حرب إسرائيل وغزة "يمكن أن يعرض حفظ السلام والأمن الدوليين للخطر".

وأضاف "قد يصبح الوضع أسوأ مع انتشار أوبئة وزيادة الضغط لتحركات جماعية نحو البلدان المجاورة"، مشيرا إلى إلى أنه في حين أن المساعدات الإنسانية التي تمر عبر معبر رفح "غير كافية، نحن ببساطة غير قادرين على الوصول إلى من يحتاج إلى المساعدات داخل غزة".

وقال "قوّضت قدرات الأمم المتحدة وشركائها في المجال الإنساني بنقص التموين ونقص الوقود وانقطاع الاتصالات وتزايد انعدام الأمن". 

وحذّر غوتيريش "نحن نواجه خطرا كبيرا يتمثل في انهيار النظام الإنساني. الوضع يتدهور بسرعة نحو كارثة قد تكون لها تبعات لا رجعة فيها على الفلسطينيين وعلى السلام والأمن في المنطقة".

وأضاف "يتحمّل المجتمع الدولي مسؤولية استخدام نفوذه لمنع تصعيد جديد ووضع حد لهذه الأزمة"، داعيا أعضاء مجلس الأمن إلى "ممارسة الضغط لتجنب حدوث كارثة إنسانية".

وعلق ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم غوتيريش، أن "الأمين العام يشير إلى إحدى السلطات النادرة التي يمنحه إياها الميثاق"، متحدثا عن "خطوة ذات دلالة كبيرة" لأنه لم يتم اللجوء الى المادة 99 "منذ عقود".

وأضاف "نريد أن نرى مجلس الأمن يدعو إلى وقف إنساني لإطلاق النار".

ومنتصف نوفمبر، وبعد رفض أربعة مشاريع قرارات، خرج مجلس الأمن عن صمته في نهاية المطاف وتبنى قرارا دعا فيه إلى "هدن وممرات للمساعدات الإنسانية" في قطاع غزة.